كان نبي الله داود عليه السلام يحكم بين الناس في خصوماتهم ومشاكلهم وقد رزقه الله سبحانه ذرية صالحة وأنعم عليه بولد صالح هو سليمان، وكان يجلسه معه في مجالس الحكم وذات يوم كان رجل يرعى اغنامه فدخلت الاغنام في ارض مزروعة وأكلت ما فيها من زرع وافسدته، فذهب صاحب الارض يشتكي صاحب الاغنام الى داود عليه السلام، فكان من حكم سليمان عليه السلام انه رأى ان يأخذ صاحب الارض الاغنام فينتفع بها حتى ترجع له ارضه كما كانت وان يأخذ صاحب الغنم الارض فيصلحها ويزرعها حتى تعود كما كانت فيسلمها لخصمه ويأخذ اغنامه، ولما سمع داود بهذا الحكم أعجب به وقضى بين الرجلين، واشار الله سبحانه الى تلك القصة في القرآن الكريم فقال تعالى: (وداود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين) «الأنبياء: 78 و79».