الإنسان في حياته إما أن يتقدم إلى الله أو يتأخر، فليس في الدين وقوف وسكون، فإما تقدم وإقدام وإما تأخر وتقهقر، قال تعالى (إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، ولذلك المسلم يواصل طلب العلم ويدعو إلى الله ويجاهد فيه حتى الممات، لا يعرف الكلل ولا الملل طريقا إلى قلبه. اختيارنا لهذا اليوم لسلسلة الشريط الإسلامي هو بعنوان «هتاف المجد»، حول معنى المجد عند أهل الدنيا المتمثل في نيل المنصب وجمع المال، بينما عند أهل الآخرة هو الفوز بما عند الله (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)، فهو يعتني بذكر لمحات يسيرة من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تبين معنى المجد الحقيقي، بالإضافة إلى ذكر نماذج مضيئة في التاريخ الإسلامي الكبير وما كان عليه الصحابة والتابعون والصالحون، ومدى تعلقهم العظيم بالآخرة وهون الدنيا في قلوبهم. والشريط ينطلق في بدايته من ذكر الفوائد والحكم المستفادة مما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الأنصار عقب غزوة حنين وبعد توزيع الغنائم، فعن عبدالله بن زيد بن عاصم قال «لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي» كلما قال شيئا قالوا: «الله ورسوله أمن»، ثم قال «أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض». وفي رواية «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشام والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم، فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، الأنصار شعار والناس دثار، اللهم ارحم الانصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار»، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا بالله ربا ورسوله قسما. ثم انصرف وتفرقوا». والمحاضر هو الداعية السعودي المعروف د.عائض بن عبدالله القرني، الأديب المفوه والشاعر الكبير، وهو من المبرزين في المضمار الدعوي ولا أدل على ذلك من كثرة وغزارة المواد الدعوية التي تعكس نشاطه الدعوي الملحوظ، كما أن للقرني مشاركات عديدة في القنوات الفضائية الإسلامية وغيرها، وله زيارات متكررة إلى الكويت. والشريط هو من إصدار مؤسسة اليقين للإنتاج الإعلامي والتوزيع، الذي يتميز بجودة الإخراج ونقاوة الصوت، إضافة إلى أنه يتضمن أشعارا ألقيت بصوت رخيم يأسر القلوب والألباب في مقدمة وختام الشريط، ويمكن للقارئ والمستمع الحصول على المادة بزيارة المواقع الإسلامية المتخصصة، والتي من أبرزها موقع نداء الإسلام الذي يشرف عليه الداعية الكويتي بدر الحجرف على الرابط التالي islam-call.com.