هذه مجموعة مختارة من آداب الدعاء والأذكار وسننهما المهجورة، وبعض الأخطاء المشتهرة في صوغهما وأدائهما مما يخالف الهدي النبوي، استفدناها من كتاب العلامة بكر أبوزيد، رحمه الله، المسمى «تصحيح الدعاء»، مع تصرف غير مخل بقصد توضيح السياق والمعنى المراد، نعرضها عليكم في سلسلة حلقات متتابعة لأهميتها، وها هي الحلقة الأولى:
1 ـ من آداب الدعاء أن يختتم الداعي دعاءه باسم من أسماء الله الحسنى يناسب مطلوبه، وهو دأب الأنبياء عليهم السلام في دعائهم، كما في آيات القرآن الكريم، وفي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وهي في السنة كثيرة.
2 ـ ومن الآداب أيضا رفع الداعي يديه قبالة وجهه، ضاما إحداهما للأخرى.
3 ـ وإن شاء مسح بهما وجهه إذا فرغ من الدعاء في حال كونه خارج الصلاة، لا داخلها، لعدم الدليل الصحيح ـ بل ولا الضعيف ـ الذي يدل على المسح بعد رفعهما للقنوت في الصلاة.
4 ـ ومن الآداب اغتنام الاحوال الصالحة: مثل الدعاء عند زحف الصف للمجاهدين في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وبعد الوضوء، وعند الأذان، ومنها دعوة الحاج حتى يصدر من حجه، وعقب تلاوة القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي اجتماع المسلمين.
5 ـ وعلى المسلم اجتناب اسباب الدعاء عليك من مظلوم وان كان كافرا، أو فاجرا ففجوره على نفسه، فإن دعوة المظلوم مستجابة، وهي تصعد الى السماء كأنها شرارة.
6 ـ قاعدة شرعية: كل عبادة وردت على وجهين فأكثر من اختلاف التنوع في التعبد فإنه لا يجوز الجمع فيها بين نوعين فأكثر، ومن ذلك أنواع الاستفتاح، والتعوذ والقراءة، وأعداد التسبيح في الركوع وفي السجود والتحميد، والتحيات، والصلاة الابراهيمية، والتسليم.
7 ـ وكذلك لا يجوز للداعي ان يستقبل حال الدعاء قبرا ولا وليا ولا جهة ما حتى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما.
8 ـ روى ابن سعد بن ابي وقاص عن ابيه رضي الله عنهما قال: سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا..، فقال يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» فإياك ان تكون منهم، إن اعطيت الجنة اعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. رواه أبو داود واحمد.
9 ـ اشتدت كلمة علماء الاندلس في النكير على: التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن، وأنها بدعة يهود، تسربت الى المشارقة من المصريين، ولم يكن شيء من ذلك مأثورا عن صالح سلف الامة، قال الزمخشري في الكشاف: «وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين، فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب إذا قرأوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن، أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة»، وقال الراعي الأندلسي في «انتصار الفقير السالك» «وكذلك وافق أهل مصر اليهود في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال، وهو من أفعال يهود».
10 ـ لا يعرف في خطب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في خطب الصحابة رضي الله عنهم الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعدا، وعلى هذا جرى التابعون لهم بإحسان.