كان أبوطالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدفاع عنه، وكان يحول دون وصول كثير من اذى المشركين إليه على الرغم من انه لم يكن على دينه، وكانت قريش كثيرا ما تذهب إليه تشكو محمدا ابن اخيه صلى الله عليه وسلم حينما يعيب عليهم عبادتهم لتلك الاصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع، ومن ذلك انه لما مرض ابوطالب دخل عليه رهط من قريش فيهم ابوجهل فقالوا: ان ابن اخيك يشتم آلهتنا، فلو بعثت إليه فنهيته، فبعث إليه فجاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين ابي طالب قدر مجلس رجل، فخشي ابوجهل ان جلس الى جنب ابي طالب ان يكون ارق له عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب، فقال ابوطالب: اي ابن اخي، ما بال قومك يشكونك ويزعمون انك تشتم آلهتهم وتقول وتقول؟ قال الراوي: واكثروا عليه من القول. فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم اني اريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية، ففزعوا لقوله، وقالوا: كلمة واحدة؟ نعم وأبيك عشرا، وقالوا: وما هي؟ قال أبوطالب: وأي كلمة هي يا ابن اخي؟ قال صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله، فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) فنزل قوله تعالى: (بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب).