- مشروع «الصدقة اليومية» البديل الناجح لحصالات الصدقات وبها يتأكد للمتبرع التصدق اليومي ولو بـ 100 فلس
تقوم لجنة زكاة العارضية التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي بخدمة المجتمع والمساهمة الفاعلة في خلق وصلة بين المتبرع وبين الفقير والمحتاج عبر عملها على إحياء فريضة الزكاة، حيث تقوم باستقبال الأموال الزكوية والصدقات الخيرية وتوصلها إلى مستحقيها داخل وخارج الكويت، وذلك بإشراف شباب كويتيين يعملون تطوعا دون أي مقابل مادي. «الأنباء» التقت رئيس لجنة زكاة العارضية محمد السند الذي أكد أن المشاريع الخيرية وأموال التبرعات في ازدياد بسبب الثقة التي نالتها اللجان الخيرية الكويتية لدى المتبرعين وفاعلي الخير، على الرغم من أحداث 11سبتمبر وما أعقبها من هجوم على الإسلام وعمله الخيري. وأنكر أن يكون للجان الخيرية أي مساهمة في دعم مرشحين أو تدخل في أي انتخابات لأهداف حزبية، أو ممثل لها داخل مجالس الجمعيات التعاونية، مشيرا إلى أن لجنة زكاة العارضية تنأى بنفسها عن مواضع الشبهة والريبة التي من الممكن أن تشوه صورة العمل الخيري في الكويت وتمنح للمغرضين مدخلا وذريعة للنيل منها. وكشف السند عن كثير من الإحصائيات التي توضح أعداد الأسر المستفيدة من الزكاة والصدقات، وعن عديد من المشاريع التوعوية عبر بناء المدارس خارج الكويت وطباعة المصاحف والكتب الشرعية، كما شرح لنا مشروع اللجنة الجديد المسمى «الصدقة اليومية» وكيفية المساهمة فيه، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية حدثنا عن لجنة زكاة العارضية وعن أهم إنجازاتها الخيرية؟
اللجنة هي إحدى لجان الزكاة التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي فرع العارضية، والتي أنشئت في سنة 1982م أي قبل 28 سنة تقريبا، واللجنة لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في تفريج كرب كثير من الأسر الكويتية وغير الكويتية داخل وخارج الكويت، وأنشطة اللجنة كثيرة ومتنوعة في بلدنا الحبيب الكويت، فعلى سبيل المثال قامت اللجنة ببناء 96 مسجدا، وحفر 215 بئرا، وشراء 50 مزرعة، كما قامت بشراء 40 براد ماء خارج الكويت، كما للجنة عموما دور كبير في المساهمات الفعالة في الكوارث التي تصيب المسلمين في كثير من دول العالم على سبيل المثال اندونيسيا وبنغلاديش والهند وباكستان وكثير من دول أفريقيا علاوة على فلسطين المحتلة.
أعمالنا داخل الكويت
لكن ماذا عن أعمالكم الخيرية داخل الكويت؟
اللجنة تحرص أشد الحرص على الموازنة بين الإنفاق داخل وخارج الكويت بما يوافق الشريعة الإسلامية وشدة حاجة المسلمين، فعلى صعيد المساعدات داخل الكويت فاللجنة قامت بمساعدة أكثر من 1000 أسرة داخل الكويت، وبلغ عدد الأسر التي تكفلها اللجنة عبر تقديم التموين الشهري 100 أسرة تقريبا، كما قامت بشراء 88 جهازا مختلفا لتوزيعها على المحتاجين داخل الكويت، وبعمل 36000 وجبة إفطار صائم في شهر رمضان داخل مساجد الكويت، وتم توزيع زكاة الفطرة (30 طن تقريبا) في رمضان الماضي، وقامت اللجنة باستقبال مشروع الحج بالإنابة لعدد 84 شخصا خارج الكويت، وباستقبال 24343 دينارا ثمنا للأضاحي أو لحومها أيام عيد الأضحى وتوزيعها على الأسر المحتاجة.
ماذا عن الجانب التوعوي الذي تساهم فيه اللجنة؟
تقوم اللجنة بأنشطة عديدة في هذا الجانب المهم، بل والأهم، فجانب الروح والإيمان أهم بكثير من جانب الأجساد والأبدان، فاللجنة تقوم بتوزيع الكتيبات والمطويات مما لها الأثر في توعية المجتمع، وبالإجابة على أسئلتهم عبر المواد المطبوعة سواء كانت كتيبات أو مطويات، كما يوجد لدينا خط ساخن للفتوى للرد على الاستفسارات والفتوى الشرعية، وأما على مستوى خارج الكويت فاللجنة قامت بإنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم خارج الكويت بتكلفة 5000 دينار وسكن للفقراء بتكلفة 750 دينارا، وكذلك قامت ببناء مدرسة مع فصول دراسية ودكاكين وقفية، بالإضافة إلى إنشاء كلية للبنات بقيمة 25000 دينار كويتي.
مشاريع مستقبلية
ما أبرز المشاريع المستقبلية التي تخططون لإنجازها؟
الأفكار كثيرة، منها ما تمت دراستها وهي في طور التنفيذ، منها على سبيل المثال توفير كسوة للفقراء داخل الكويت، وتوفير الزى المدرسي للطلبة، ومن المشاريع المستقبلية أيضا إنشاء مبنى يخصص لتدريس كتاب الله عز وجل والعلوم الشرعية، على أن يقسم على مراحل دراسية وفصول، ليتخرج منها طلبة علم يكونون ذخرا لبلدنا الحبيب وللمسلمين عامة، وبحمد الله بدأنا في تجهيز المقر، وعلى صعيد مداخيل أعمال فسوف نطرح بإذن الله عز وجل المشاركة والمساهمة في عقار وقفي يساهم فيه المتبرعون على طريقة أسهم، ويكون ريعه لأعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين وأجره بإذن الله دائم لا ينقطع.
رمضان 1431هـ
وماذا عن مشاريعكم الجديدة لرمضان 1431 هـ؟
الكل يعلم فضل شهر رمضان عند المسلمين عامة حيث تتضاعف الحسنات في هذا الشهر الفضيل، وتصفد الشياطين وتقل الفتن وتصفى النفوس، وفي هذا الشهر يكون العبد المسلم أقرب إلى ربه بأثر الصيام فتجد التسامح بين المسلمين، فيكثر العباد من الطاعات بالصلاة وقراءة القرآن والصدقة، وتجدهم ينوعون في أعمال الخير من إفطار صائم أو صدقة أو كسوة يتيم أو طباعة مصحف لتكون قربة إلى الله عز وجل، فتجد الإيمانيات مرتفعة.
وأنشطة لجنة زكاة العارضية كثيرة وعديدة سواء في رمضان أو الأشهر الأخرى، ولكن في رمضان تكثف الجهود لإدخال الفرحة على الفقراء في هذا الشهر الفضيل، فنقوم بعمل مشروع إفطار الصائم في عدة أماكن في محافظة الفروانية، حتى داخل مستشفى الفروانية، ونوفر لهم دعاة من كل لغة لإلقاء دروس يومية قبل وقت الإفطار حتى تعم الفائدة، كما نقوم بتوزيع المواد التموينية المتنوعة على الأسر خلال هذا الشهر الفضيل، ومن أنشطة اللجنة خلال شهر رمضان استقبال زكاة الفطر وتوزيعها على الأسر المحتاجة، وكذلك يتم توزيع الكتيبات والمطويات عن الصيام وفضله وأثره لتوعية المجتمع والردود على أسئلتهم من داخل هذه المادة سواء كانت كتيبا أو مطوية أو شريطا، ومن أنشطة اللجنة ايضا توفير ميزان ذهب مع خدمة المنازل لتوفير عناء الحضور على المزكين، والحفاظ على خصوصياتهم، ومن الأنشطة أيضا توفير نشرات دعوية عن فضل الاعتكاف وكذلك تذكيرهم بزكاة الفطر ووجوب إخراجها قبل صلاة العيد، وأخيرا يوجد لدينا خط ساخن للفتوى للرد على الاستفسارات والفتوى الشرعية ولإجابة المستفتين.
حدثنا عن مشروعكم الجديد المسمى «الصدقة اليومية»؟
ومن المشاريع التي سوف تطرح بإذن الله تعالى في رمضان مشروع الصدقة اليومية، وهو البديل الناجح للحصالات وهو عبارة عن صدقة تدفع يوميا بقيمة مائة فلس، أي بواقع ثلاثة دنانير شهريا، وبشكل آخر 36.500 سنويا، ويكون ذلك باستقطاع شهري بقيمة ثلاثة دنانير شهريا، أو يمكن أن تدفع دفعة واحدة وتكون نية المتبرع إيداع المبلغ عند اللجنة بنية اخراجها يوميا مائة فلس وبذلك يكون تحقق المقصود وهو «إخراج الصدقة يوميا»، وتستطيع أن تدفع عن نفسك ووالديك وأهلك ومن تحب، وقد جاءت هذه الفكرة بناء على أن كثيرا من الناس يحب أن يبتدئ يومه بصدقة تكون دفعا للبلاء عنه، وألا يمر يوم إلا وسجل في صحيفته أنه تصدق فمن هذا المنطلق جاءت هذه الفكرة.
لا محاباة في عملنا الخيري
ما تعليقك على من لايزال يشكك بالعمل الخيري، وبالتحديد مصادر توزيعه والمستفيدين منه؟
اتهام عار عن الصحة، واسطوانة مخروقة، ودعاوى يكذبها الواقع والإحصائيات والإنجازات، فاللجنة تعطي من يستحق شرعا، وهي أن يكون مسلما من أهل الحاجة الذين تنطبق عليهم الشروط الصحيحة، وليس لدينا مجاملات أو محاباة في هذا الأمر الشرعي، والحمد لله أن المراقب والمتابع لإحصاءات وعدد المتبرعين إلى اللجان الخيرية في الكويت في ازدياد مطرد، بل ازدادت أعدادهم بنسبة لافتة بعد أحداث 11 سبتمبر، ومع التضييق الذي نال الكثيرين، وهذا إنما يدل على ثقة الناس بلجان الكويت الخيرية عموما، وبحبهم لإسداء المعروف وبذل الخير.
بما أنكم تحدثتم عن الإحصاءات نريد أن نعرف أعداد المستفيدين من زكواتكم وصدقاتكم التي تجمعون بشكل إجمالي.
عدد الأسر المستفيدة من الزكاة يصل إلى 4064 حالة داخل الكويت.
البعض اتهم بعض الجهات الخيرية دون أن يسميها بأنها تسخر مساعداتها في حدود حزبية ضيقة، وأحيانا تسخرها لخدمة مصالح انتخابية، فما تعليقك؟
لدى لجنة زكاة العارضية مبدأ هو عدم التدخل في الانتخابات ولو من بعيد، بل تحرص على عدم تمثيلها في عضوية الجمعيات التعاونية وغيرها، سعيا لئلا تكون هناك ريبة في أهدافها الخيرية والدعوية، فاختصاصنا هو خدمة المتبرعين والفقراء والمحتاجين وخدمة أهالي المنطقة في الأمور الشرعية خاصة.
هل هناك عوائق تعرقل العمل الخيري سواء من وزارة الأوقاف أو وزارة الشؤون تودون أن يتم الالتفات إليها ومعالجتها؟
بالنسبة إلى العوائق، كانت هناك عوائق نوعا ما نواجهها من وزارة الأوقاف في السابق، ولكن في الوقت الحالي لله الحمد والمنة يوجد تعاون كبير بيننا وبين وزارة الأوقاف، وخاصة فيما يخص الدروس الشرعية والدورات العلمية.
جميع العاملين متطوعون
هل هناك إداريون يعملون في لجنة زكاة العارضية دون مقابل مادي وإنما يعملون لوجه الله فحسب؟
جميع الأعضاء باللجنة متطوعون بدون أي مقابل مادي، حيث الأصل في هذا العمل أن يراد به ابتغاء الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وأعني بهم الذين يعملون بنظام «البارت تايم» من الكويتيين خصوصا، وهذا بخلاف ما يظنه البعض من ضعاف النفوس.