يقول ابن مسعود رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الاودية والشعاب فخشينا عليه فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما اصبحنا اذا هو قادم من قبل حراء فقلنا له: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك قال: «اتاني داعي الجن فذهبت معهم فقرأت عليهم القرآن» قال ابن مسعود: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في ايديكم اوفر ما يكون لحما، وكل بعرة او روثة علف لدوابكم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه: «فلا تستنجوا بها فإنها طعام اخوانكم» ونزل قوله تعالى: (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين – الاحقاف) فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعث الى الانس خاصة، بل بعث الى الانس والجن، والجن منهم المؤمن ومنهم الكافر، ومنهم العاصي ومنهم الطائع، فلما علموا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم جاء وفد منهم يستمع الى القرآن في انصات ثم رجع هذا الوفد لينذر قومه من الجن قائلين: «انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا».