دخول الوقت
كنا في سفر ومترددين في دخول وقت صلاة المغرب فقلت لهم نصلي وإذا تبين أنه غير صحيح نعيد الصلاة وبعد ذلك تأكدنا أن وقت المغرب كان قد دخل وصلاتنا كانت في الوقت فما حكم صلاتنا؟
صلاتكم غير صحيحة ولو ثبت بعد ذلك أنها كانت في الوقت لأنكم صليتم مع التردد والشك، ودخول وقت الصلاة لابد فيه من التأكد أو غلبة الظن بعد التحري، لأن الأصل عدم دخول الوقت فصليتم مع الشك وعدم التحري، فالصلاة غير صحيحة وعليكم إعادتها.
أثر النجاسة
سيدة وجدت أن في ثيابها أثر الحيض، وهو قليل من الدم، وكانت قد صلت ثلاثة فروض قبل أن تكتشف ذلك، فماذا تفعل في هذه الحال؟
لعل أولى الأقوال من كلام الفقهاء في هذه الحال أن على المرأة إذا رأت دم الحيض ولم تدر وقت حصوله فإن حكمها حكم من رأى المني في ثوبه ولم يعلم وقت حصوله، أي عليها أن تغتسل وتعيد الصلاة من آخر نومة.
عدم الاطمئنان في الصلاة
ألاحظ بعض المصلين إذا كان يصلي السنة أو الفرض وكان منفردا فإنه يسرع في الصلاة، فإذا رفع من الركوع يرفع قليلا ولا يقف وقوفا كاملا حتى يستوي ظهره ثم يسجد، فهل صلاته هذه صحيحة؟
الوقوف معتدلا بعد الركوع حتى يقف مطمئنا ركن في صلاة الفرض والنافلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته «ثم ارفع حتى تعتدل قائما»، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم داوم عليه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه» ولقوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي». فتبطل الصلاة بتركه عند جمهور الفقهاء، وهو الراجح، قال المالكية هو سنة. فمن رأى مصليا يسجد قبل أن يقف وقوفا كاملا فعليه أن ينبهه ليعيد الصلاة.
سنة الجمعة
نلاحظ أن كثيرا من الناس لا يصلون ركعتين بعد صلاة الجمعة، فهل هاتان الركعتان مطلوبتان أم لا؟
السنة هي صلاة ركعتين أو أربع بعد صلاة الجمعة وهذه السنة البعدية تصلى في المسجد أو في المنزل، وصلاتها في المنزل أفضل، وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته. (الفتح الرباني 6/114 ومسلم 6/302)، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا» (أخرجه مسلم 6/169).
العمل عند غير المسلم
هل يجوز للمسلم أن يعمل عند إنسان كافر غير مسلم، علما بأن هذا العمل ليس فيه إذلال للمسلم ويأخذ مقابله أجرة؟
كما يجوز أن يعمل الكافر للمسلم كذلك يجوز أن يعمل المسلم عملا للكافر يأخذ عليه أجرا أو تبرعا، لأن الكافر استفاد من منفعة المسلم فاستحق المسلم الأجرة، كما لو كان العكس أيضا. وقد آجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه من يهودي يسقي له كل دلو بتمرة.
لكن الفقهاء منعوا إجارة المسلم عند الكافر من أجل الخدمة بأن يقضي له حوائجه، ويزيل قاذوراته ويقوم بشؤون بيته فهذا كله لا يجوز لقوله تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، النساء 141، ولأن المسلم عزيز بعزة الاسلام فلا يجوز اذلاله أو امتهانه.
تغسيل الزوج
هل يجوز تغسيل الزوج لزوجته والعكس؟
يعتقد كثير من الناس أن الوفاة تقطع العلاقة بين الزوجين: بحيث لا يجوز للحي منهما أن ينظر إلى الآخر أو ينظر إلى عورته، فلا يجوز أن يغسل احدهما الآخر، وهذا غير صحيح.
فقد اتفق الفقهاء على جواز تغسيل المرأة زوجها بعد وفاته، لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله ـ أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إلا نساؤه» (أبو داود 503/3 وصححه ابن حبان).
وكذلك يجوز أن يغسل الزوج زوجته، وقد غسل علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة فكان إجماعا منهم.
وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك، فغسلتك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك» (ابن ماجة 470/1، حديث صحيح)
قراءة الكف
امرأة يأتيها الناس الى منزلها لتنظر لهم حظهم عن طريق النظر في الكف، وأحيانا يعطونها مبلغا من المال مقابل عملها، فهل هذه الأموال حلال أم حرام؟
لا شك أن هذه الأموال التي تأخذها مقابل النظر في الكف حرام بالإجماع لما ورد في الحديث: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن» (مسلم 3/1198) فهذا المال هو من قبيل حلوان الكاهن، وحلوان الكاهن هو ما يأخذه الكاهن مقابل كهانته وتنبؤاته للناس. والنظر في الكف من قبيل الكهانة لاتحاد الغاية والمقصد، وهو ادعاء علم الغيب وكل مقصد حرام فالعوض عنه محرم.