ظل نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه الف سنة الا خمسين عاما وما ترك وسيلة من الوسائل لدعوة قومه الا اتبعها، ولا دربا من دروب الدعوة الا سلكه، ولكن على الرغم من كل تلك الوسائل والطرق وهذا الزمن الممتد المتطاول في الدعوة فإن قومه اصروا على كفرهم وعنادهم ولم يؤمن بدعوته الا قليل، ويأمر الله تعالى نوحا عليه السلام بأن يصنع سفينة وان يحمل فيها زوجين من كل نوع ويصنع السفينة ويأمر ابنه ان يركب معه على السفينة ولكن الابن العاق الكافر يأبى في اصرار، وما هو الا قليل حتى يبتلع الطوفان كل شيء ويغرق الارض بمن فيها الا من كان على سفينة نوح عليه السلام، فنزلت الآية (وأُوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون. ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال ان تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن فقد الا قليل).