- حرصنا على المزج بين المتعة والفائدة من خلال الزيارات الترفيهية والعلمية لضمان التفاعل مع أنشطة المشروع
وسط توسعة الحرم المكي الشريف يجلس عبدالعزيز حاملا مصحفه بين يديه يحفظ القرآن الكريم ويترنم بتلاوته، ضمن نخبة من المشاركين في مشروع «حلة الكرامة الثامن لحفظ القرآن الكريم وتجويده» الذي يقيمه ويشرف عليه في مكة المكرمة مركز الارتقاء لرعاية الشباب التابع لجمعية إحياء التراث الإسلامي، ويتوزع 28 مشاركا في المشروع على 5 حلقات لحفظ القرآن الكريم يديرها مشايخ حفاظ متقنون تم اختيارهم بعناية من قبل اللجنة المنظمة، ويستمر المشروع 3 أسابيع يحفظ من خلالها المشارك أجزاء مقررة ضمن خطة مدروسة تشمل الحفظ والمراجعة في أجواء إيمانية ترفيهية تربوية.
يقول رئيس المشروع رئيس مركز الارتقاء لرعاية الشباب خالد وليد السعيد ان «إدارة المركز حرصت في جميع برامجها على ان تمزج بين المتعة والفائدة، الأمر الذي يساعد بشكل كبير على تفاعل الطالب مع انشطته»، مشيرا إلى أن «اللجنة المنظمة زادت من البرامج الترفيهية التربوية في مشروع حلة الكرامة لتحفيظ القرآن الكريم».
ويضيف ان «عدد الملتحقين بالمشروع منذ بداية تأسيسه حتى هذا العام بلغ أكثر من 250 مشاركا»، مشيرا إلى ان «قرابة 20 مشاركا خلال الـ 8 سنوات الماضية أتموا حفظ كتاب الله عز وجل كاملا، ومنهم من أخذ السند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم برواية حفص ومنهم أخذ سندا آخر برواية شعبة عن عاصم».
وذكر ان «المشروع يمزج حفظ القرآن الكريم باستضافة المشايخ والعلماء والمراكز المشهورة في مكة المكرمة، مثل جامع ومكتبة الإمام عبدالعزيز بن باز، ومتحف الحرمين ومصنع كسوة الكعبة»، مشيرا إلى أن «المشروع زار هذا العام نادي الوحدة الرياضي، وقرية الكر بمدينة الطائف، واستضاف د.ناصر الزهراني، والشيخ عبدالوهاب السنين، والشيخ أحمد السهلي، ود.عبدالودود حنيف، والشيخ سعد البناق، وثمة المزيد من العلماء والمشايخ في الفترة المقبلة بإذن الله».
وتوقع السعيد أن «يتم 4 مشاركين حفظ القرآن الكريم كاملا بإذن الله هذا العام»، مشيرا إلى أن «المشروع يحرص على أن يحفظ المشاركون كتاب الله تعالى على أيدي قراء متقنين».
ولم يفوت السعيد الفرصة لشكر المحسنين والداعمين للمشروع وعلى رأسهم أبناء الشيخ حمود الفيصل المالك الصباح رحمه الله ومتبرعو مشروع دعوة الخير على دفعهم عجلة المشروع واستمراره للعام الثامن على التوالي بحمد الله تعالى».
عثمان الشعلان
والتقت «الأنباء» مشرف الحفظ بالمشروع عثمان الشعلان، وكان أحد طلابه لأربع سنوات مضت، فقال إن «اللجنة المنظمة للمشروع قللت كمية الحفظ وزادت كمية المراجعة، حتى ينضبط الحفظ أكثر»، مشيرا إلى أن «الحفظ سهل ولكن نسيانه سهل كذلك إذا قصر الحافظ في مراجعة ما حفظ».
وأوضح أن «ثمة طلابا متميزين يشاركون معنا هذا العام، وخصوصا الطالبين من مملكة البحرين فالتزامهما واضح وثباتهما في الحفظ»، مشيرا إلى ان «مستوى الطلاب هذا العام يتميز عن سابقيه من حيث جودة الحفظ للتركيز على المراجعة بصورة أكبر».
وعن رأيه بالمشروع كونه أحد المشاركين فيه سابقا وأصبح الآن مشرف الحفظ فيه، قال الشعلان ان «مشروع حلة الكرامة في تطور عاما بعد عام بفضل الله تعالى أولا ثم حنكة القائمين عليه»، لافتا إلى ان «المشروع يسير بخطة واضحة لحفظ القرآن الكريم كاملا في أربعة أعوام حفظا متقنا».
وأوضح ان «كوني مشرفا في هذه النسخة من المشروع يزيد العبء والمسؤولية، فبرنامج المشروع كله يتوقف على طريقة الحفظ»، لافتا إلى أن «هذا العام تميز بجدول معد مسبقا حول كمية الحفظ المقررة للفترة الصباحية، وكمية المراجعة المقررة للفترة المسائية، بحيث لا تقل عن عشرة أوجه».
شريف علي أبوبكر
من جانبه، يرى الشيخ شريف علي أبوبكر، وهو محفظ لطلاب المشروع للسنة السابعة على التوالي، ان الطلاب يتفاوتون في التزامهم بالحفظ المقرر ولكن بصفة عامة الإقبال جيد جدا»، مشيرا إلى أن «الطالب يقرأ على الشيخ الجزء المقرر حفظه من المصحف مع التصحيح والتجويد قبل الشروع في الحفظ».
وأضاف «إذا استصعب على الطالب شيء من المطلوب حفظه فإن الشيخ يقرأه له» مبينا ان «مراجعة الحفظ مهمة جدا حتى يركز الحفظ في ذهن المشاركين».
زهير نور الحكيم
أما الشيخ زهير نور الحكيم، وهو محفظ لطلاب المشروع منذ تأسيسه، فيؤكد أن «تواصل المشروع واستمراره للسنة الثامنة على التوالي يدل على نجاحه»، مشيرا إلى ان «هذا العام يتميز بتقسيم الحفظ والمراجعة على فترتين، ومع أن مقدار الحفظ قليل نسبيا إلا أن الإتقان فيه أكثر من السابق».
ورأى ان «المشاركين في المشروع من خيرة الشباب ويتمتعون بالهمة العالية والجدية في الحفظ»، مبينا ان «الطلاب ملتزمون بجدول المراجعة والحفظ اليومي كما هو مقرر».
وأوضح انه «بعد انتهاء فترة المراجعة نخصص وقتا للتلاوة من المصحف مع تصحيحها على أساس قواعد التجويد»، مثمنا دور القائمين على المشروع لحسن التنظيم والترتيب، والشكر الموصول للمتبرعين والداعمين له».
عبدالمنان رشيد المكي
من جهته، أكد الشيخ عبدالمنان رشيد المكي، الذي يشارك في تحفيظ المشاركين بالمشروع للسنة الثالثة على التوالي، ان «المستوى العام للمشاركين ممتاز، وواضح عليهم حماسهم وإقبالهم على الحفظ»، مشيرا إلى أن «ثمة وقتا مقتطعا من الحلقة خصصناه لعمل درس تجويد تطبيقي للمشاركين مع التلاوة من المصحف».
وأوصى طلاب حفظ القرآن الكريم بالقراءة النظرية للمقرر المطلوب حفظه، بحد أدنى ثلاث مرات قبل حفظ الآية وربط أجزائها ببعض قبل الانتقال إلى الآية الأخرى، مشددا على أهمية الإخلاص لله تعالى والمراجعة الدائمة لما تم حفظه وخصوصا بعد المشروع فالقرآن أشد تفلتا من الإبل في عقلها، فيجب استغلال هذه الفرصة العظيمة التي يتفرغ فيها الطلاب لحفظ القرآن الكريم في أشرف بقاع الأرض».
محمد نور
بدوره، قال الشيخ محمد نور، الذي يشارك في تحفيظ طلاب المشروع للعام الرابع على التوالي، إن «التفرغ لحفظ القرآن الكريم في هذا الجو الروحاني في هذا المكان المبارك يعد من أهم العوامل التي تساعد على الحفظ»، مشيرا إلى أن «المشروع يواصل نجاحه عاما بعد عام، وكل عام يتميز عن العام الذي قبله بتطويره وتجديده وتنظيمه».
وأضاف ان «الطلاب مقبلون على الحفظ وبعضهم يحتاج إلى المزيد من الجهد»، لافتا إلى ان «من الأهمية بمكان أن يركز الراغب في حفظ القرآن الكريم على التجويد قبل بداية الحفظ، عن طريق قراءتهم على شيخهم حتى يكونوا على بينة».
عبدالعزيز بن إبراهيم الزياني
والتقت «الأنباء» بعض الطلاب المشاركين في مشروع حلة الكرامة، فكان منهم الطالب عبدالعزيز بن إبراهيم الزياني من مملكة البحرين (17 عاما)، الذي قال إن «المشروع يعد أفضل شيء يقضي فيه الشاب وقته في إجازة الصيف بدلا من تضييعه في غير معنى، فحفظ القرآن أفضل عبادة وأفضل مشروع»، مشيرا إلى ان «صقل الأخلاق والسمات الطيبة في الشباب عندما يحفظ على شيخه فتعلم منه كذلك السمت والأخلاق اللاتي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم فضلا عن حافظ القرآن الكريم».
وعن كيفية علمه بالمشروع وهو في البحرين أوضح الزياني ان «الوالد كان حريصا على البحث عن مثل هذه المشاريع، وعندما سمع عن هذا المشروع في الكويت سارع باستغلال هذه الفرصة التي قد لا تحصل لكثير من الناس، مع حماسي أنا وأخي للانضمام لهذا المشروع ووفقنا الله لذلك فله الحمد والمنة».
ووصف أجواء الحفظ التي يوفرها المشروع بأنها أفضل أجواء قد تتحصل لمريد حفظ القرآن الكريم، مبينا ان «المشايخ المحفظين يساعدوننا في إتقان الحفظ والقراءة لكتاب الله على الوجه الصحيح»، لافتا إلى ان «المشرفين كان لهم دور في جدول المراجعة الذي يثبت الحفظ ولا ينساها الحافظ، وفي رعايتنا والاهتمام بنا».
وعن زملائه الكويتيين المشاركين، قال الزياني «تعرفت عليهم من أول يوم، وهم يعاملونني أحسن معاملة، وأشعر فعلا بأنني بين إخواني نعم الأخوة أخوة القرآن الكريم»، كما شكر الزياني كل من ساهم في المشروع ودعمه، وكل المشرفين الذين يبذلون أفضل ما لديهم لإنجاح هذا المشروع وأسال الله أن يجعله في ميزان حسناتهم».
بدر أحمد البشر
أما المشارك بدر أحمد البشر (14 عاما)، والذي يحفظ سبعة أجزاء من القرآن الكريم، فوصف مشروع حلة الكرامة بأنه مشروع متكامل يكاد يخلو من النقص والعيب بل هو في تطور مستمر، مشيرا إلى أن «المنظمين له اختاروا وقتا مناسبا في إجازة الصيف وهو الوقت الذي يضيع فيه الشباب أوقاتهم وبعضهم يخصصه لمعصية الله».
وقال إن الهدف الأسمى من هذا المشروع هو حفظ القرآن الكريم، ولكن المشرفين أضافوا إليها مشكورين جانب الترفيه ومقابلة العلماء والمشايخ في تنويع جميل يسهل على المشارك الحفظ ويبعد عنه الإحساس بالغربة»، مشيرا إلى «حفظ القرآن الكريم في رحاب الحرم المكي الشريف على يد مشايخ متقنين يخرج من أبناء الكويت حفظة لكتاب الله ومتقنين له».
وأوضح ان «اللجنة المنظمة للمشروع قللت هذا العام نسبة الحفظ وزادت نسبة المراجعة، حتى يتمكن المشارك مما يحفظه من كتاب الله»، مثمنا دور أبناء الشيخ حمود المالك الصباح على جهدهم ودعمهم وعطائهم، ومحسني مشروع دعوة الخير»، مستذكرا دور الوالدين العظيم في تحبيبي بحفظ القرآن الكريم فلهم الفضل بعد الله عز وجل، ونحمد الله ان يوفقنا لنكون ممن اختارهم الله لجوار بيته وحفظ كتابه».
محمد حاتم الحاتم
بدوره، حمد الله المشارك محمد حاتم الحاتم (15 عاما)، على أن «اصطفاني واختارني من بين البشر لحفظ كتاب الله بجوار الحرم الشريف»، مثمنا دور رئيس المشروع خالد السعيد ووالدي ووالدتي والمشرفين في مركز الارتقاء لرعاية الشباب في منطقة السالمية على جهودهم الحثيثة لرفعة كتاب الله وتسهيل حفظه».
وأوضح ان «من الأمور التي تعينني على الحفظ الدعاء وكثرة الاستغفار، ونفسية المشايخ الطيبة، وتعامل المشرفين الراقي واهتمامهم المتواصل بنا من قبل بزوغ الفجر حتى الساعات المتأخرة من الليل»، مشيرا إلى أن «دعم معلمي وأستاذي خالد السعيد لي كان له بالغ الأثر في حفظي واتجاهي إلى كتاب الله تعالى».
وذكر ان «المشروع في عامه الثامن على التوالي، ومركز الارتقاء يسعى لنهضة المشروع عاما بعد عام»، مشيرا إلى ان «المشروع ناجح ولله الحمد ومتميز عن غيره باستمراره، حتى تعدت سمعته الطيبة ووصلت إلى مملكة البحرين والسعودية، وهو أفضل مشروع دخلته في حياتي منذ صغري وانا معهم».