- العجمـي: هدية قاتلة يقدمها الأهل فــي الأعيـــاد لأطفالهـم دون أن يدركـوا مخاطرها
- السـويلـــم: ضــرورة تثقيـف الأطفال من خلال المحاضرات التوعوية وخطـب الجمعـة
- الشـويـــت: يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هــذه الألعـاب
- عـلام: الضــوء والحرارة الناتجان من استخدام المفرقعات سببـان رئيسيـان للإضـرار بالعيـن
نلاحظ استهلاك آلاف الاطنان من الألعاب النارية والمفرقعات خاصة في شهر رمضان المبارك وخلال الاعياد والمناسبات تلك الألعاب المحفوفة بالمخاطر الصحية والبيئية والتي تحول فرحة العيد وبهجته الى دموع واحزان، حول هذا الموضوع يحدثنا المختصون:
حذر د.عاطف علام من خطورة الالعاب النارية والمفرقعات واعتبرها من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا رغم التحذيرات الصحية من خطورة هذه الألعاب، وقال ان الشرر او الضوء والحرارة الناجمين عن استخدام المفرقعات يعدان سببا رئيسيا للاضرار بالجسم خاصة منطقة العين الحساسة والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين اذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، او دخول اجسام غريبة في العين او انفصال في الشبكية وقد يؤدي الامر الى فقدان كلي للعين، كما تعتبر الألعاب النارية من اسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما اخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الالعاب تؤدي الى العديد من الاضرار الجسيمة، هذا بالاضافة الى الاضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الالعاب النارية اذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة، واكد ان على الاهل والمدارس ووسائل الاعلام دورا كبيرا في التقليل من هذه الحوادث من خلال زيادة الوعي.
دور الأسرة
ويؤكد د.صالح الشويت ان استخدام الألعاب النارية عادة سلوكية خاطئة وسيئة عند بعض الاطفال تلحق الاذى بالآخرين وتعكر حياتهم مما يقلل من راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والاسواق، خاصة في الاماكن المزدحمة، كما تؤدي الى ترهيب الاطفال النائمين الذين يستيقظون على اصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك اثارا نفسية عليهم.
واقترح د.الشويت مقترحات عملية للحد من هذه الظاهرة اولها دور الاسرة والتي تعي بمخاطر الألعاب النارية على ابنائها وتقوم بتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الاطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم، كما انه يقع على الاسرة دور متابعة ابنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية انفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم، كما ان من واجب الاسرة تبليغ الجهات المعنية عن الذين يقومون ببيع وترويج هذه المواد الضارة بالوطن والمواطن.
دور المدارس
وحول دور وزارة التربية والتعليم في توعية الطلاب واولياء امورهم بمخاطر الالعاب النارية وما تشكله من تهديد للاطفال قال التربوي يوسف السويلم لابد من تسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة وابراز المخاطر والمآسي التي نجلبها لاطفالنا وما لها من اضرار على الانفس والممتلكات والاموال، ويتم ذلك عن طريق تثقيف الطلبة وتقديم النصح والارشاد لهم حول تلك المخاطر من خلال التفاعل بين المرشدين التربويين والطلبة وتوزيع النشرات التعريفية والارشادية وعمل المحاضرات بهدف المساعدة في توصيل الرسالة حول مخاطر استخدام الالعاب النارية، كما يجب على المدرسين ان يقوموا في الدقائق الاولى من بداية الحصة الدراسية بتوعية الاطفال، كما لابد من التنسيق والتعاون المستمر بين وزارة التربية والشرطة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع تفاقمها والعمل المشترك للحد منها واستئصالها من المجتمع.
واكد السويلم ان ائمة المساجد يقع عليهم دور مهم في التوعية من مخاطر الألعاب النارية للحد من جميع الظواهر السلبية عن طريق خطب الجمعة ومن خلال الندوات وتوضيح موقف الشرع من ذلك.
وزاد، كما ان لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة دور في توعية المجتمع بمخاطر وسلبيات استخدام الالعاب النارية خاصة من خلال برامج التلفاز عن طريق مادة ارشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب وعقد اللقاءات مع ذوي العلاقة لتوعية المواطن بذلك.
هدية قاتلة
ويرى الباحث منصور العجمي ان الواجب على الاسرة ان تعلم اطفالها ثقافة الحب والسلام والعلم بعيدا عن العنف واستخدام ألعاب التسلية التي تفتح عقل الطفل وليس العنف والانتقام، ويرى العجمي ان الحل الوحيد للتخلص من هذه الكارثة هو منع بيعها وتداولها بقرار حكومي ومحاسبة المخالفين من أصحاب المحلات، واشار الى انه لا يمكن لنا حرمان الطفل من الفرحة بالاعياد بتشديد الرقابة عليه ومنعه من اللعب والخروج، وعلينا توعية اطفالنا من المخاطر للمحافظة على سلامة حياته.
ولفت العجمي النظر الى ان استخدام بعض الاطفال لبعض الالعاب كالمسدسات والبنادق التي تطلق كرات بلاستيكية صغيرة وتوجيهها نحو طفل آخر يؤدي الى اذى الطفل وخاصة العيون، ما يفسد الفرحة بالعيد بوقوع حوادث وحروق سطحية كون الآباء ضعافا امام مطالب الابناء وتشبثهم بالألعاب خصوصا الموجودة على الرصيف اثناء السير، فيضطرون لشرائها بمنطق التدليل، ونلاحظ ان نفسية الطفل تتأثر بالألوان البراقة واللافتة للنظر والتي تحرص عليها الشركات الصانعة لهذه الالعاب.
وحذر العجمي الاهالي مما يسمى بالهدية القاتلة التي يقدمها الاهل بالاعياد فقد يهدي الاب هدية قاتلة لطفله مثل المفرقعات او مسدس الخرز او دراجة هوائية يسير بها في الشوارع من دون مراعاة مخاطر الاستخدام غير الآمن والذي قد يعرضه لخطر التعرض للحوادث وقد يظن الاب ان تلك الهدية ستدخل الفرحة والبهجة على قلب ابنه غير واع بما فيه الكفاية للجانب الآخر من خطورتها، كما نصح العجمي الاهالي بعدم السماح للطفل بشراء الألعاب النارية او التي تطلق اجساما مؤذية.
وشدد العجمي على ضرورة الابتعاد عن بعض الممارسات الخاطئة التي يلجأ اليها الاطفال بهذه المناسبات كما تمنى ان يقضي الجميع ـ وخاصة الاطفال ـ عيدا سعيدا وان يكون العيد خاليا من اية حوادث، وقال: ان السلامة هي الغاية التي ننشدها دائما للمواطنين لقضاء اوقاتهم بعيدا عن كل ما يعكر صفو هذا العيد من حوادث لا قدر الله، واضاف، لابد من ضرورة اتباع جميع وسائل الوقاية وانتهاج السلوك الوقائي خلال ايام عطلة عيد الفطر المبارك تجنبا للحوادث التي قد تعكر صفو وفرحة هذه المناسبة في حال وقوعها.