محمد راتب
رفض عدد من نواب مجلس الأمة والنشطاء السياسيين والأكاديميين، ما اعلن عنه راعي كنيسة فلوريدا، بإحياء ذكرى 11 سبتمبر بحرق نسخ من القرآن، محذرين من عاقبة هذه الفعلة الشنعاء، ومهددين بمقاطعة المنتجات الأميركية ما لم توقف الحكومة الأميركية هذه المهزلة، مؤكدين ان هناك مخططا ومؤامرة موجهة ضد الاسلام والمسلمين بهدف استفزازهم، داعين الدول الاسلامية والعربية الى وقفة جادة وحاسمة وصحوة رسمية للتحرك الدولي لنصرة الاسلام، وداعين في نفس الوقت الرئيس الأميركي باراك اوباما للقيام بعمل فعلي لايقاف تلك المحاولة، متسائلين ماذا ستكون ردة فعلهم لو قامت مجاميع بحرق الانجيل او العلم والدستور الأميركيين؟
جاء ذلك خلال التجمع الحاشد الذي نظمت له قوى 11-11 في ساحة الارادة مساء أمس الأول وحضره حشد من النواب الحاليين والسابقين وعدد من النشطاء السياسيين والمواطنين.
وقال النائب د.ضيف الله ابورمية، ما قام به القس سيئ الذكر، ما هو الا احد المخططات التي يدبرها الغرب لحرق القرآن، متسائلا: هل تجرؤ أميركا أو الغرب على حرق كتاب اليهود المقدس؟
وأضاف اذا كانت أميركا ورئسها يريدان لهذه الصداقة بينهما وبين الدول العربية أن تدوم، فعليها ايقاف هذا الرجل، مطالبا المسلمين في جميع دول العالم بالقيام بمقاطعة المنتجات الأميركية اذا لم تتوقف هذه المهزلة، مؤكدا ان تلك الدول لا تحترم الا القوة، وان قوة العرب والمسلمين في اقتصادهم القوي القادر على ان يجعل الاخرون يركعون.
وتساءل: أين العالم الاسلامي الآن، وأين قادة الدول الاسلامية لحماية الدين الاسلامي، أين الحراك القوي لهؤلاء الحكام؟ الجميع طأطأوا الرأس، داعيا الى ضرورة أن يكون هناك موقف قوي لجميع الدول الاسلامية والمؤتمر الاسلامي لوقف هذه المسألة، مؤكدا على ضرورة ان يكون هناك تحرك قوي من الحكومة الكويتية بالتهديد الاقتصادي.
غيره من المعتقدات
وبدوره، وجه النائب مبارك الخرينج سؤالا للحكومة الأميركية والشعب الأميركي قائلا: ماذا لو أقدم أحد على حرق الانجيل أو التوراة أو العلم أو الدستور الأميركيين، او الكنائس والمعابد، فهل سيسكتون؟ اعلم ان الشعب الأميركي لا يقبل انطلاقا من غيرته على معتقداته.. نحن لا نمتلك الأسلحة ولكن لدينا الايمان بالله، وغاندي لم يحرر الهند بالسلاح وانما بالاعتصام، ونحن نستطيع اذا عملنا على تصفية النفوس ووحدنا الصفوف، ان نواجه أميركا.
وتساءل: أين الحكومات ورؤساء الدول العربية والاسلامية؟ مشيدا بتصريح رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ودعوته الى قراءة القرآن بدلا من حرقه، مناشدا جميع الكنائس والمعابد ضد هذا العمل.
أين التحرك الإسلامي؟
بدوره وجه النائب فلاح الصواغ، رسالة الى الرئيس الأميركي «هل هذا هو الواجب على بلد الديموقراطية؟ هل هو الواجب من الشعب الأميركي التعدي على ديانات المسلمين؟ داعيا المجتمع الاسلامي الى التحرك بكل قوة لمقاطعة كل المصالح الأميركية حتى يعرف الشعب الأميركي اننا لا نهاجم ولا نعتدي على احد الا اذا اعتدى علينا، موجها رسالة الى رئيس واعضاء مجلس الامة باصدار بيان باسم الشعب الكويتي الى الشعب الأميركي يرفض فيه هذا العمل واننا لن نسكت عليه.
بيان شديد اللهجة
أما النائب د.وليد الطبطبائي فقد أعلن ان وزير الدولة لشؤون مجلس الامة ووزير المواصلات د.محمد البصيري، أبلغه بان مجلس الوزراء سيصدر بيانا شديد اللهجة يعبر فيه عن استنكاره للخطوة التي سيقوم بها ذلك المخبول، وان وزارة الخارجية تحركت عبر سفارتها في واشنطن وجمعت سفراء الدول العربية والخليجية للتحرك على المسؤولين في أميركا وعلى وسائل الاعلام.
وقال لقد ابتلينا في هذا الشهر باثنين من المخبولين احدهما يحتفل بهلاك ام المؤمنين، والآخر يحتفل باحراق نسخ من القرآن، لافتا الى انه يتم تسليط الضوء على التطرف الاسلامي ولا يسلط على التطرف المسيحي كأمثال راعي الكنيسة في فلوريدا، داعيا الى ضرورة تسليط الضوء على هذا الجانب.
القصة كبيرة
من جانبه قال النائب عدنان عبدالصمد، القضية لا تتعلق بالقس او الكنيسة منفردة، او بفرد قابع تحتضنه الاستخبارات البريطانية لكي يسيئ الى ام المؤمنين، ولا تتعلق بشخص يحاول رسم كاريكاتير، فالقضية أكبر من ذلك، ولا يجوز علينا ألا نحصرها في هذا الاطار الضيق، بل هناك مؤامرة خبيثة ضد الاسلام يجب الانتباه اليها، الذي بدأ يهتدي به الكثيرون في الدول الغربية وأصبح هو الذي يخيف الدوائر الاستخباراتية في الغرب وبالتالي بدأت المؤامرات تزداد.
وأضاف، على الرئيس الأميركي أن يتوقع ما هو غير المتوقع ضد المصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، في حال تمت هذه الفعلة الشنعاء، انطلاقا من الشعور بأهمية الحفاظ على هذا الكتاب المقدس.
وأضاف، القضية في يد اوباما لأنها تتعلق بالمصلحة القومية الأميركية، وبالأمن القومي الأميركي على مستوى العالم، لذا على الحكومة الأميركية ان تتصدى لهذا الأمر، لأن استفزاز العالم الاسلامي ليس بالأمر الهين، وان المصالح الأميركية ستصاب بالضرر اذا تم هذا الفعل.
وأعلن ان الشعبة البرلمانية في مجلس الامة قدمت اقتراحا أقرته جميع البرلمانات الدولية والاتحاد البرلماني الدولي، بقرار يذهب الى الأمم المتحدة يدين كل من يسيء الى أي ديانة في العالم، وتم اقراره بالفعل من جميع البرلمانات في العالم، وهو معروض حاليا على الأمم المتحدة.
3 رسائل
من جانبه، وجه عايد العنزي، ثلاث رسائل أولاها الى امة الاسلام انها الباقية وهم الزائلون، والرسالة الثانية وجهها الى الشعب الأميركي وخاصة من معتنقي الديانة المسيحية، مفادها بأن هذا القس لا يمثلهم ويشكرهم على ما قاموا به على مدى الأيام الماضية لإيقاف هذا الأمر، ووجه الرسالة الثالثة الى الحكومة الأميركية، مؤكدا انها باستطاعتها ايقاف هذا الأمر، الذي يقوده هذا الخبيث الحقير الإمعة حملة من كراهية ضد الاسلام والمسلمين، داعيا الى ايقاف هذا الخنزير، حتى لا تتحول العلاقة بين الشعب الأميركي والشعوب الاسلامية من الصداقة الى العداوة.
ضغط مباشر
أما النائب السابق وممثل منتدى البرلمانيين الإسلاميين العالميين د.ناصر الصانع فقال: هل يعقل ان يحرق كتاب الله في اليوم التالي لشهر القرآن؟ موجها رسالة الى الحكومة الأميركية التي بيدها إيقاف هذا الفعل، وتحديدا للرئيس اوباما الذي اصدر بيانا استنكر فيه هذا الفعل، متسائلا: بماذا ينفع هذا الاستنكار من رئيس دولة؟ أين العمل منه، لافتا الى انه اتصل بالسفارة الأميركية لإيصال رسالة الى الرئيس اوباما ليتبع استنكاره بعمل فعلي، داعيا الى ضرورة الضغط المباشر من السفراء العرب والمسلمين في واشنطن لاتخاذ موقف حاسم.
بدوره قال النائب السابق حسين الجوعان: كما للبيت رب يحميه، فللقرآن رب يحميه، فالله هو خير حافظ لكتابه، ولكن هناك رسالة يجب ايصالها الى أصحاب القرار في أميركا وهي ان ما سيقدم عليه هذا الفاسق هو فعل شاذ سيكون بداية لضرب مصالح أميركا الاقتصادية والتجارية وغيرها في كل بلد فيها مسلم موحد بالله، مطالبا بالضغط على حكوماتنا وعلى مجلس التعاون الخليجي ومنظمة العالم الإسلامي ليكون لهم دور فعال، وتجاوز مرحلة التذمر والشكوى والشجب الخجول الى مرحلة التهديد وسحب السفراء، لافتا الى ان ما سيحدث يمسنا ويمس عقيدتنا الاسلامية.
كما وجه حديثه الى الحكومة الأميركية قائلا: لا شكرا، ولا مرحبا، بمواقفكم وأنتم تملكون الأكثر ويجب أن تعلموا مدى الغضب الذي يسود العالم الإسلامي، ومدى الاشمئزاز من هذه التصرفات، وما تصريحاتكم الا ابر تخدير تخدرون بها العالم الإسلامي، وتستمرئون اذلال العالم الاسلامي وامتهانه.
رسالة واضحة
بدوره قال علي المسري من القائمة الاسلامية في جامعة الكويت: ان وقوفنا اليوم يهدف الى ايصال رسالة واضحة مفادها ان شعوبنا مازالت حية بالقرآن، ولن تقبل بالتعدي على كتاب الله.
وأضاف: لقد تمادت هذه القوة المستكبرة على جميع مقدساتنا الاسلامية، وعلى جميع الحرمات الانسانية، مذكرا بان من قام بحادثة 11 سبتمبر هم شرذمة لا تمثل الاسلام، فأين هم مما يحدث في العراق وغزة وأفغانستان وباكستان؟ متسائلا: أي عدالة هذه التي تتعامل بها الحكومة الأميركية؟ اضافة الى المنهج المتكامل الذي وضعته الحكومة الأميركية الذي يرسخ ان الاسلام دين العنف واجرام؟ لافتا الى ان وراء هذا القس حكومة ودولة وسياسة وخطة لتصوير الاسلام على انه دين عنف.
فيصل الطويح
من جانبه قال عضو المكتب السياسي في قوى 11/11 فيصل الطويح: عظم الله أجر الامة الاسلامية في خنوعها وخضوعها لهذا الحدث، لافتا الى انه بالأمس أسيء الى صفوة الخلق، وكانت ردة فعل متواضعة خجولة، وبعدها جاء من يتعرض لأمهات المؤمنين ولم يتحرك منا احد، واليوم الطامة الكبرى ومحاولة طمس الدين الاسلامي من هذا الفاجر الذي تقف وراءه القوى الصهيونية التي أوعزت له بهذا، أموال تصرف لاظهار المسلمين على انهم شعوب اجرامية، يقابلها خجل من حكوماتنا العربية، مؤكدا انه يجب على أميركا ان تعلم ان هذا الدين هو ما بقي لنا في هذا الزمن ولن نسمح لكائن من كان بالتطاول عليه.
وأكد انه اذا لم تقم الحكومة الأميركية بردع هذا الزنديق، فأناشد الشعب الكويتي واحملهم المسؤولية في مقاطعة المنتجات الأميركية، واحمل الحكومة المسؤولية لأن تكون لها وقفة صادقة.
الصمت الجبان
بدوره قال الناشط السياسي محمد الهاجري: ماذا تنتظرون من هذا القس الجبان الذي تقف من خلفه أميركا والكيان الصهيوني؟ عتبي على الحكومات العربية والإسلامية، على هذا الصمت الجبان، باعثا برسالة الى الرئيس الأميركي قائلا: اذا أقدم هذا المجرم على حرق القرآن، فتوقع من المسلمين من جميع دول العالم، أن يحرقوكم، رافضا لغة المجاملات، معربا عن أمله في ان تقوم الفضائيات بشن حملات ضد هذا القس ومن خلفه.
الكلمة التالية كانت للناشط السياسي خالد الشليمي استعرض ما آل اليه حال الامة الاسلامية وشعوبها التي هانت عليهم أنفسهم فهانوا على الجميع، داعيا الى موقف قوي وشجاع من رؤساء الدول الإسلامية بعيدا عن المداهنة، ورسالة من اعضاء مجلس الأمة الشرفاء الى الحكومة الكويتية، الانتصار لكتاب الله.
أعقب ذلك كلمة لأمين عام المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم د.سالم الشمري، اشار خلالها الى ان تلك الأعمال استفزازية يراد بها انشغال الامة بها، لذا علينا القيام بأعمال مضادة تتمثل في قيام المؤسسات العربية والسفراء ومندوبي الدول في الأمم المتحدة، بتشريع قانون دولي يمنع الإساءة والاستهزاء والسخرية لجميع الأديان السماوية.