- السفير السعودي: حرق نسخ من القرآن عمل شاذ ولا يعبر عن رأي المجتمع الأميركي المتسامح وينم عن عقلية متخلفة
- السفير اللبناني: عزم جونز إحراق نسخ من كتاب الله عمل مدان وعلى الأميركيين منع ذلك بأي شكل
- القائم بالأعمال الإيراني: تقاعس الغرب عن إدانة رواية سلمان رشدي دفع المتطرفين للمزيد من الدناءة والوقاحة
- السفارة الأميركية: الحرق المتعمد لأي كتاب مقدس هو عمل بغيض والحوار هو الرد الأفضل على هذا الخطاب الهجومي
بشرى الزين
أثارت قضية عزم القس الأميركي تيري جونز إحراق نسخ من القرآن الكريم استياء المسلمين بشكل خاص وأتباع الديانات السماوية عامة.
ووصف عدد من الديبلوماسيين في تصريح لـ «الأنباء» ان هذا التصرف المشين ينم عن حقد وكراهية للإسلام والمسلمين، كما يثير استياء المسيحيين الملتزمين وكل الأحرار في العالم.
وأضافوا ان مثل هذه الأعمال ستزيد من حال التشنج والعداء بين أتباع الديانات، مشيرين الى ان هذا التصرف لا يبرره أي شيء ولا يعبر عن رأي المجتمع الأميركي المعروف بتسامحه وحريته في الاعتقاد وان ما قال به القس الأميركي لا يعدو ان يكون عملا فرديا شاذا.
وفيما أكد الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية لدى الكويت ان حرية الأديان وحرية التعبير منصوص عليها في الدستور الأميركي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإنه جدد إعرابه عن ان الحرق المتعمد لأي كتاب مقدس هو عمل بغيض ومرفوض، مشيرا الى ان الرد الأفضل على هذا الخطاب الهجومي يكون عبر الحوار ومد جسور التواصل بين المجتمعات والمعتقدات.
وفيما يلي التفاصيل:
وصف سفير خادم الحرمين الشريفين د.عبدالعزيز الفايز عزم القس الأميركي تيري جونز احراق نسخ من القرآن الكريم بانه عمل خسيس وينم عن عقلية متخلفة وحقد وكراهية للإسلام والمسلمين ولا شيء يبرر هذا العمل المشين.
واضاف الفايز في تصريح لـ «الأنباء» انه لعل ردود الفعل الأميركية والدولية أظهرت بوضوح ان هذا العمل لا يلقى أي تأييد من أي دولة في العالم، وانما سيبقى عملا فرديا لا يعبر عن رأي المجتمع الأميركي المعروف بتسامحه وحرية الاعتقاد.
وذكر الفايز ان هذا التصرف مادام فرديا فإن التعقل وعدم الاندفاع العاطفي أمر مطلوب حتى لا يعطى له حجم أكبر من حجمه الحقيقي، مؤكدا ان القرآن الكريم سيظل كتابا محفوظا من رب العالمين.
من جهته، أكد سفير لبنان لدى الكويت د.بسام النعماني ان عزم القس الأميركي جونز على حرق المصحف الكريم عمل مدان ومرفوض من قبل كل من له إدراك ووعي بما يحويه هذا الكتاب الكريم ومؤمن بتعاليمه وأحكامه.
وأضاف النعماني انه من واجب السلطات الأميركية ان تمنع هذا التصرف بأي شكل من الأشكال، مشيرا الى انها تدرك ان عملية حرق الكتاب الكريم ستتبعها ردود فعل وأعمال تنم عن الحقد والكراهية نظرا لما يحظى به هذا الكتاب من قدسية رمزية خاصة لدى المسلمين، مضيفا لاسيما ان القرآن الكريم ككل الكتب السماوية يدعو الى المحبة والاحترام والتمسك بالأخلاق والإيمان بالله تعالى.
وذكر النعماني أن اختيار 11 سبتمبر يوما لحرق المصحف يزيد من حال التشنج خاصة ان المسلمين أدانوا ورفضوا ما قامتبه قلة جاهلة باسم الدين، مؤكدا على ان احداث سبتمبر كانت السبب في مشاكل طالت العالم كله، مضيفا: لا شيء يبرر قتل الأطفال والنساء ولا حرق الكتب.
وبدوره قال القائم بالأعمال الإيراني سيد محمد شهابي ان الهلع الغربي المتعاظم من انتشار الإسلام في المجتمعات البشرية الجأ التيار المسيحي المتصهين لهذه الفتنة الوقحة بعد ان واجه الفشل الذريع في مشروع رواية الآيات الشيطانية.
وأضاف ان هذه التصرفات الهوجاء تثير استياء المسيحيين الملتزمين وكل الأحرار وأتباع الديانات السماوية ناهيك عن مليار مسلم ونصف المليار يكنون كل المودة والاحترام لاخوانهم المسيحيين واليهود الذين طالما أيقنوا بأهمية التآخي والتعايش السلمي والإنساني في ظل الحكم الإسلامي.
وتابع ان هذه المؤامرات الخبيثة ستؤدي الى يقظة الشعوب ومضاعفة الاقبال نحو مفاهيم الاسلامي وتعاليمه وتعزز من وحدة المسلمين، مشيرا الى ان تقاعس الغرب عن ادانة رواية سلمان رشدي ورسام الكاريكاتير الدنماركي دفع المتطرفين للمزيد من الدناءة والوقاحة. وفي بيان للسفارة الأميركية تلقت «الأنباء» نسخة منه جاء على لسان الناطق الرسمي باسم السفارة «ندين هذه الأعمال لأنها لا تمثل القيم الأميركية وتنطوي على عدم التسامح وعدم الاحترام».
وأضاف «مع اننا نحترم حق المواطنين الأميركيين في التعبير عن الرأي إلا اننا قلقون جدا من المحاولات المتعمدة للإساءة الى أي أفراد من أي الجماعات الدينية أو العرقية».
وأشار الى ان الإدانة العامة لهذا العمل أعرب عنها عدد من المنظمات بما في ذلك رابطة الإنجيليين الوطنية ومجمع المعمدانية الجنوبية ورابطة مكافحة التشهير، مضيفا ان الجمعية الإسلامية للأديان الأميركية الشمالية عقدت قمة يوم الثلاثاء الماضي لتوحيد الجماعات الدينية من أجل تعزيز التسامح والرد على الخطابات المعادية للمسلمين، وشملت القمة ممثلين بارزين من زعماء الديانات المسيحية واليهودية والإسلام، مذكرا بان الحرية الدينية والتسامح الديني من الدعامات الأساسية التي قام عليها المجتمع الأميركي وهما اليوم يشكلان حجر الأساس كما كانا فترة تأسيس البلاد، لافتا الى ان مكتبة البيت الأبيض تحتفظ بنسخة من القرآن كما ان أحد أعضاء الكونغرس قد أدى يمين الولاء على نسخة من القرآن تعود الى توماس جيفرسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة.
وذكر انه في مدينة غاينزفيل وجميع أنحاء فلوريدا احتشد مواطنون ومسؤولون للوقوف ضد هذا القس ومجموعته الصغيرة التي ترعى الحدث، لافتا الى ان رئيس بلدية غاينزفيل كويج لوي أدان هذا التصرف ووقع على إقامة يوم التضامن بين الأديان في المدينة اليوم.
كما جاء في البيان «نحن نعتقد اعتقادا راسخا بحرية الأديان وحرية التعبير فهي حقوق عالمية نص عليها الدستور الأميركي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن هنا فإننا نؤكد من جديد ان التدمير المتعمد لأي كتاب مقدس هو عمل بغيض».
واضاف «نعتقد ان الرد الأفضل على هذا الخطاب الهجومي يكون عبر الحوار والمناقشة»، مشيرا الى خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة قبل أكثر من عام والذي جاء فيه ان قمع الأفكار لن ينجح أبدا في التخلص منها، لذا فإننا نشجع الأفراد على اتباع الأمثلة النموذجية من المواطنين وقادة المجتمع والسياسة والدين في مختلف أنحاء العالم الذين دخلوا بلا كلل في حوار بناء قائم على الاحترام وردوا على هذا الخطاب وفندوه بالحجج المبنية على المبادئ ومدوا جسور التواصل بين المجتمعات والمعتقدات وتعاملوا مع بعضهم البعض بكرامة واحترام متبادل.
كما أشار الى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ذكرت في خطابها على مأدبة الإفطار يوم الثلاثاء الماضي ان ما يثلج الصدر ان التنديد الواضح الذي لا لبس فيه بهذا العمل المشين والمتسم بقلة الأدب هو تنديد عبر عنه قادة دينيون أميركيون من جميع الطوائف الدينية بدءا من المسيحيين الإنجيليين وصولا الى الحاخامات اليهود اضافة الى القادة العلمانيين الأميركيين من مدنيين وصناع الرأي العام، مضيفة ان التسامح الديني متجذر منذ العهود الأولى للتاريخ الأميركي.