قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأهلها يشربون الخمر ويتعاملون بالميسر فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فانزل الله عز وجل في بداية الأمر قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ـ البقرة: 219)، فقال بعض الناس ما حرم الله علينا الخمر إنما قال فيها إثم كبير، وظل بعض المسلمين يشربون الخمر لأنهم لم يدركوا التحريم من هذه الآية حتى كان يوم من الأيام فصلى رجل من المهاجرين فأم الصحابة في صلاة المغرب فخلط أسماء القراءة في تلاوة القرآن، فانزعج أصحابه وشكوا الى رسول الله وأخبروه بأن هذا الإمام صلى بهم وهو في حالة سكر فنزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) وكانت هذه الآية والتي ذكرت من قبل تمهيدا للتحريم النهائي الذي قال الله فيه (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر.. إلى قوله تعالى فهل أنتم منتهون) فقال الصحابة: انتهينا يا رب.
ونفهم من هذه الآيات أن الله حرم الخمر على سبيل التدرج لأن الإدمان لا يعالج مرة واحدة وهذا ما جرى عليه الطب الحديث في علاج المدمنين للخمر أو للمخدرات.