عادل الشنان
انتقد عدد من النشطاء السياسيين تعاطي الحكومة مع قضية ياسر الحبيب مؤكدين انها تتعامل معها من منطلق ردود الافعال، حتى مع الازمات التي تكاد تعصف بالمواطنين سنة وشيعة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي نظمته قوى 11/11 عن ملفي الرياضة والوحدة الوطنية، عبر المتحدثون عن استنكارهم للتحرك الآني الذي حدث في منطقة الجهراء لمنع ندوة الشليمي، مشيرين الى ان الحكومة لا تتعامل بحياد مع جميع التيارات والتوجهات، وفي الوقت ذاته اشاروا الى ان امر سحب الجنسية من ياسر ليس حلا للمشكلة وانما يجب ان يوكل الامر الى القضاء لاتخاذ ما يراه مناسبا:
تحدث في البداية رئيس المكتب السياسي لقوى 11/11 مطلق العبيسان حيث قال: ان منع الندوة التي كان مقررا اقامتها اول من امس في الجهراء هو مشهد تراجيدي يذكرنا بمدرعات رجال الامن في اواخر الثمانينيات حين كان الدستور معلقا، ومن المؤسف حدوث هذا في دولة تحكمها القوانين والدستور.
وانتقد الموقف الحكومي قائلا: ان الحكومة هي سبب ما حدث ولو كانت قامت بواجبها ما حدث مثل هذا الموضوع، وتساءل لماذا يسمح باقامة ندوات في اماكن في حين يتم منعها في الجهراء.
كما انتقد العبيسان مواقف النواب الذين يؤججون الشارع ولا يفعلون شيئا في لجان المجلس، واصفا ما يفعله بعض النواب بأنه تسويق سياسي رخيص، واداؤهم مؤسف وضعيف ومجرد تطبيل سياسي.
واضاف: نحن لا نقبل ان يقوم النواب بحروب ولا نقبل بتأجيج الازمة بهذا الشكل، وكان على الحكومة التعامل مع هذا الملف بجدية والعمل على الا تفلت الامور بهذا الشكل.
واستغرب العبيسان ان يكون الحل في سحب الجنسية فالولاء للوطن اولا وعلى المخطئ ان يحاسب على خطئه امام القضاء العادل، مشيدا برجال الدين الشيعة لمواقفهم المشرفة الرافضة ضد ما صرح به ذلك الهارب، مؤكدا ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خط احمر، كما ان الوحدة الوطنية خط احمر.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي فيصل الطويح ان التحرك الامني في الجهراء امر مؤسف ومحزن ويندى له الجبين، والداخلية «جت تكحلها عمتها»، لانها المتسبب فيما حدث، ومن المؤسف نزول المدرعات وتسكير الجهراء، فما ذنب اهالي الجهراء، وما ذنب من كان لديه عرس.
واتهم الداخلية بانها لا تحترم القانون واساءت استخدامه، واضاف: نحن نرفض المساس بالوحدة الوطنية، شيعيا او سنيا، كلنا ابناء هذا الوطن، وقمنا معا ببنائه، ونحن ضد اي مزايدات او ضرب في الوحدة الوطنية، وعلى الكويتي المخلص الا يأخذ اوامره من الخارج. كما اتهم المطوع احد النواب بايواء الهارب في بيته وتسهيل خروجه من منفذ العبدلي. واشار الى ان التعسف في هذا الملف من قبل الحكومة سيجعل الشعب يعاند ويقيم كل يوم ندوة، فحق التعبير عن الرأي كفله الدستور ولا يستطيع احد ان يمنعه او يصادره. وتساءل: ما خلفية الجواز والجنسية اللذين عرضا على الفضائيات؟ ومن الذي اوصلهما للهارب؟ مطالبا وزير الاعلام بان يحافظ على الوحدة والا يسمح بضرب الوحدة الوطنية عن طريق بعض وسائل الاعلام، مؤكدا ان النواب تركوا موقعهم الاصلي وخرجوا الى الشارع وكان عليهم العمل على حفظ الوحدة الوطنية وحفظ القوانين. واضاف: نرفض سحب الجنسية، فالجنسية ولاء وانتماء للوطن، وعلى القضاء ان يحاكم من يخرج عن ولائه محاكمة عادلة.
من جهته، قال رئيس المكتب الاعلامي لقوى 11/11 بسام الفهد اننا لا نستغرب تعاطي الحكومة بهذه الطريقة مع ازمة ياسر الحبيب لأننا تعودنا على حكومة ردود الافعال كل هذه السنوات واليوم تجتمع الحكومة لحل ازمة تكاد تدمر الكويت وتعصف بنا جميعا ككويتيين سنة وشيعة، نقول للحكومة «تو الناس» بعد ان طفح كيل الشعب الكويتي من شتم هذا الخاسر لأم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المطهرة من الله تعالى حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مات في حضنها ودفن في بيتها.. لو قامت الحكومة منذ البداية بدورها الحقيقي في حفظ الامن ومتابعة الهاربين من العدالة ولم تجامل في تطبيق القانون اي فئة او طائفة او قبيلة لما وصلت الامور الى ما وصلت اليه اليوم.
تغافلت الحكومة عن امر ياسر الحبيب لضلوعها الواضح والذي لا يخفى على احد في إدخاله في كشوفات العفو الاميري ولكن يأبى الله الا ان يفضحها.. ويأتي هذا الذي سمحت له الحكومة بالخروج من السجن بعفو اميري.. والذي يخرج ايضا من الكويت بجواز سفر مزور او ربما اصلي والطامة انه خرج من الكويت بجواز عراقي ومن العراق الى ايران ومن ايران الى لندن، وكل هذه التجاوزات طيلة سنوات ولم تتحرك الحكومة بأجهزتها المعنية حتى اتى اليوم الذي قام فيه ياسر الحبيب بالطعن في عقيدة اهل السنة .
وفي النهاية نسجل شكرنا للنائب عدنان عبدالصمد على موقفه المشرف الذي اثلج صدور اهل الكويت.. ودل على اننا وحدة واحدة وجسد واحد.. وكذلك نشكر البيان الذي صدر عن مائة أكاديمي شيعي كويتي نثمن لهم اصدارهم لهذا البيان الذي يدل على ان وحدتنا خط احمر لا يمكن تجاوزه او العبث به، وغيرهم من اخواننا الشيعة الذين وقفوا ضد ما يقوم به ياسر الحبيب وغيره من شق وحدة الصف الكويتي فشكرا لكم يا من سارعتم لردم هذه الحفرة التي اراد ياسر الحبيب ان يحفرها تفريقا وطغيانا بين ابناء الشعب الكويتي الواحد المتلاحم.
ملف الرياضة .. إلى متى الاحتقان؟
تناول المتحدثون في المؤتمر الصحافي لقوى 11/11 ملف الرياضة حيث انتقدوا ما يحدث في هذا الملف، مؤكدين ان التعامل مع الأزمة الرياضية وصمة عار، كأنه خصومة سياسية بين السلطتين واصبحت الرياضة في احتقان دائم. وتساءل مطلق العبيسان: لماذا يقف البرلمان في حالة شلل والحكومة في حالة عجز؟! وقال: رحماكم بالرياضة فالمشهد الرياضي اصبح مشهدا كوميديا سخيفا، ورحماكم بشباب البلد.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي فيصل الطويح ان الملف الرياضي اتعب الكويتيين وأضر بسمعة الكويت بالخارج، وقد صدر قانون الرياضة من دون استشارة ذوي الخبرة في هذا الأمر رافضا ان تسن القوانين بهذا الشكل. واضاف: من المؤسف ان نلبس عباءة غيرنا ولا نلبس عباءتنا، وهل الاطراف المتنازعة فوق سيادة القانون وفوق سمعة الكويت؟! وطالب مجلس الامة بألا يحابي احدا وعليه الوقوف مع الشعب الكويتي وقال: نريد أن نعرف الى أي مدى ستصل هذه القضية.