-
حصلت على المركز الثاني في مسابقة ليبيا الدولية 2009 في جميع أجزاء القرآن.. وتكريم صاحب السمو الأمير حافز كبير للمواصلة
أكد القارئ خالد جاسم العيناتي أن القرآن الكريم ما أنزل إلا للتدبر وللعمل بما جاء فيه، وليس المقصود منه مجرد تلاوته أو حفظه، مشيرا إلى أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته من الذين يقرأون القرآن ويمتثلون أوامره وينتهون عن نهيه ويتخلقون به.
وأوضح العيناتي أن أهم سبل حفظ القرآن الكريم بشكل متقن القراءة على شيخ حافظ ومجود، مع صحبة حسنة تعين وتشجع وتخلق جوا تنافسيا، مع همة عالية ودائمة، بالإضافة إلى أهمية الاطلاع على التفاسير والمشاركة في المسابقات المحلية والدولية، ولفت إلى أن أسوأ ما يضر في ذلك كله هو الاستعجال ومحاولة اختصار الوقت الذي قد يفوت الإتقان الحقيقي للحفظ.
«الأنباء» التقت القارئ خالد جاسم العيناتي لتحاوره عن بداياته مع حفظ القرآن الكريم، وعن تفاصيل المراكز المتقدمة الذي حصل عليها في مشاركته في مسابقات حفظ القرآن الكريم الدولية باسم دولة الكويت، وعن مشاعره تجاه تكريم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد له مؤخرا، بالإضافة إلى أبرز طموحاته ومشاريعه المستقبلية، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
حدثنا عن بداية مسيرتك مع حفظ القرآن الكريم، وكيف كانت؟
بداياتي كان بتشجيع من والدي ووالدتي، وبالاستماع إلى أشرطة القارئ أحمد العجمي، فكما تعلم أن البعض يعتمد في حفظه على القراءة والتلاوة، لكني أعتمدت كثيرا في حفظي على طريقة السماع، فبالسماع يمكنك أن تختصر الوقت والجهد، ثم أتممت حفظي للقرآن كله وأنا ابن 13 سنة، فابتدأت من آخر القرآن من جزء عم إلى أن وصلت إلى سورة البقرة بحمد الله، لكن إتقاني للقرآن بالشكل الصحيح لم أصل إليه إلا قبل سنتين أو ثلاث من الآن.
تكريم صاحب السمو
رأيناك في استضافة أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد قبل شهرين تقريبا لتكريمك مع بعض الإخوة، فحدثنا عن سبب هذا التكريم.
دعينا مع بعض الإخوة المشاركين والفائزين في مسابقات القرآن الكريم الدولية باسم دولة الكويت لمصافحة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، تكريما لنا وتشجيعا، وهي بادرة طيبة من سموه، لأن فيها تحفيز للشباب حتى يبذلوا قصارى جهدهم في حفظ القرآن ورفع اسم الكويت في ميادين مختلفة، كتلاوة القرآن وحفظه وغيرها من المجالات النافعة المفيدة.
المركز الثاني في مسابقة ليبيا 2009
إذن حدثنا عن أبرز المسابقات الدولية التي شاركت فيها، وعلى أي مركز حصلت؟
شاركت في مسابقات دولية عديدة، أولها في عام 2006 في جمهورية مصر العربية ضمن فئة 10 أجزاء وحصلت فيها على المركز الثاني، وفي عام 2007 في السعودية في مسابقة الملك عبدالعزيز ضمن فئة 20 جزءا وحصلت على المركز الرابع، وفي عام 2008 في الإمارات في جائزة دبي للقرآن الكريم في جميع القرآن وحصلت على المركز الثالث، وفي عام 2009 في ليبيا في جميع القرآن كذلك وحصلت على المركز الثاني، ومؤخرا وقبل أسابيع قليلة حصلت على المركز الخامس في الجزائر.
ما هي طموحك المستقبلية في ظل إنهائك لدراستك الجامعية وحفظ القرآن الكريم كاملا؟
أنهيت دراستي للتو من جامعة الكويت كلية الآداب قسم اللغة العربية، وقد قدمت على نظام البعثات لإكمال دراستي وللحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، وأريد عبر هذا الحلم أن أضيف شيئا جديدا في مجال دراستي، وأن أدعو إلى الله عبر مهنة التدريس، ولدي مشاريع أخرى وهي إتمام باقي القراءات العشر في القرآن الكريم، وأنا في بداية هذا المشوار، وحاليا لدي سند في رواية حفص عن عاصم، وكذلك فأنا أحرص على الإحاطة بعلوم القرآن المتنوعة كالتفسير وخاصة فيم يخص مبحث الروايات الإسرائيلية.
وكذلك لدي هواية قديمة أسعى إلى تنميتها وهي هواية الخط، حيث كنت أتردد في السابق على بعض المكتبات لرؤية الخطوط، فهي تعطيك ذوق في اختيار الأشياء وتطلعك على بعض الجماليات، فأنا أطمح الى أن أكون خطاطا محترفا، فأحد الأصدقاء يعتبر خطاطا عالميا حيث لديه دكتوراه في الخط والزخرفة، وهو د.مأمون من سورية، بدأت الدراسة عنده منذ سنة ونصف السنة، ووجدت لها أثرا علي، فأنا حاليا أجيد خط الرقعة بعد دراسة أساسياتها، وكذلك لدي اطلاع جيد في خط الديوان وخط النسخ.
عدم الاستعجال
ما أفضل الطرق في حفظ القرآن على ضوء تجربتك وخبرتك؟
أول أساسيات الحفظ القوي للقرآن الكريم أن يكون عندك شيخ متقن يتمتع بقوة الحفظ والتجويد معا، حتى يكون لك قدوة في ذلك، ثانيا الهمة العالية ولا تكون القضية مجرد «فزة» في أول أسبوعين ثم تخور العزيمة، ثالثا أن يكون هناك أصدقاء لك في الحلقة يساعدونك ويشجعونك، وبما أننا تحدثنا في البداية عن المسابقات فإنها أيضا تعتبر حافزا قويا للحفظ والمراجعة الدائمة، فأسئلة المسابقات تثبت وترسخ الآيات، وفي المشاركة تتنبه على بعض الأخطاء التي غفلت عنها، وعلى بعض السور والمواطن في الحفظ التي لم تركز عليها بالشكل المطلوب، وكذلك لو اطلعت على التفسير فستــــتضح لك بعض المعاني التي تعينك على التمييز بين بعض الآيات المتشابهة، مثل قوله «يعلمون» أو «تعلمون».
وأما قضية ترتيب الوقت فإنها تعتمد على الشخص نفسه، فبعضهم يفضل وقت الظهر، وبعضهم يفضل الفجر، وكذلك كمية الحفظ الجديد والمراجعة فإنها تختلف من شخص إلى آخر، لكن المهم في هذا كله عدم الاستعجال، حيث ان بعضهم يقع في خطأ الاستعجال، فيريد أن يحـــــفظ القرآن في سنة أو في شهر، ويغفل عن كون القضية ليست قضية مـــتى أنتهي من حفظ القرآن بل كيف أحـــفظ وأتقن، فنحن نريد منك بعدما تتم حفظ القرآن كله أن تكون قادرا في أي وقت على تسميع آيات القرآن كاملة بنفس القوة التي بدأت بها الحفظ، ولا تقول أحتاج إلى المراجعة قليلا، فأنت بذلك تكون غير حافظ ولو ادعيت غير ذلك، فلو سألت أحدهم وقلت له ما اسمك؟ فإن كان يحفظ اسمه فسيقوله في نفس اللحظة دون أن يخرج بطاقته المدنية ليقرأ اسمه، الخلاصة أنه يهمنا الثمرة وليس فقط مجرد الانتهاء والتعجل غير المفيد، ومع الأسف لدينا حفاظ في الكويت لكن المتقنين منهم أقل، والمجودين منهم أقل وأقل.
تدبر القرآن والعمل به
في الختام نود منك وصية تقولها لإخوانك قراء وحفاظ كتاب الله الكريم.
أوصي نفسي أولا وإخواني ثانيا بالتدبر، تدبر الــــقرآن، فبعضهم يظن أن تدبر القرآن لا يتحقق إلا بالصوت الجميل وهذا خطأ، بل يمكنك أن تدبر آيات القرآن عند استماعك للقراءة الخاشعة وإن لم تكن من صوت جميل، وكذلك أوصي بالعمل بالقرآن وبامتثال أوامره وبالانتهاء عن نواهيه، وأن يكون خلقنا القرآن، ويكون بداية انطلاقتنا.
ومن الخطأ أيضا أن يطلق على كل حفاظ القرآن أهل القرآن، لأن أهل القرآن كما جاء في الحديث النبوي هم أهل الله وخاصته، فأهل القرآن حقيقة هم الذين يمتثلونه ما جاء فيه ولا يقتصرون على مجرد قراءته أو حفظه، وهذا الكلام لا ينقص من أهمية الحفظ، لكن يجب أن نعلم أن المقصود الأول من القرآن هو تدبره والعمل به وليس مجرد تلاوته.