اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه ليكون اميرا على جيش المسلمين في موقعة ذات السلاسل، فلما وصل عمرو بالجيش ورأى كثرة الاعداء، ارسل الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه عددا فأرسل اليه الرسول صلى الله عليه وسلم عددا من المهاجرين الاولين بقيادة ابي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وامره الرسول صلى الله عليه وسلم الا يختلف مع عمرو.
فلما قدم عدد المهاجرين على عمرو قال لهم: انا اميركم فقال المهاجرون: بل انت امير اصحابك، وابوعبيدة امير المهاجرين، فقال عمرو: انما انتم عدد عددته، فلما رأى ابوعبيدة اصرار عمرو على موقعه تذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم الا يختلف مع عمرو، فقال له: تعلم يا عمرو ان آخر ما عهد الي رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اذا قدمت على صاحبك فتطاوعا» وانك ان عصيتني لاطيعنك، ثم سلم ابوعبيدة الامارة لعمرو خشية ان يعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم او تحدث فتنة في جيش المسلمين.