لما كان يوم احد، اراد عمرو بن الجموح رضي الله عنه وكان شيخا طاعنا في السن، أعرج شديد العرج، ان يخرج للقتال مع رسوله القائد صلوات الله وسلامه عليه.
وكان لعمرو أربعة ابناء شباب يشهدون مع الرسول القائد المشاهد كلها، فأرادوا منع ابيهم، وقالوا له: يا ابانا، ان الله عز وجل قد عذرك، وانت شيخ كبير، ونحن نكفيك نصرة نبيه ودينه. لكنه اصر على الخروج، فاشتكاه ابناؤه الى الرسول القائد صلوات الله وسلامه عليه.
قالوا: يا رسول الله، ان ابانا شيخ كبير، اعرج شديد العرج، وهو يلح ان ينفر مع المجاهدين، ونحن نكفيه ذلك يا رسول الله.
قال الرسول القائد: ما تقول يا عمرو، وقد عذرك الله، وكفاك ابناؤك نصرة دينك ونبيك؟
قال: يا رسول الله، ان ابنائي يريدون ان يحبسوني عن الخروج معك وجلا علي، واني لارجو ان اطأ بعرجتي هذه الجنة يا رسول الله. فالتفت الرسول القائد الى ابنائه يقول: ما عليكم ألا تمنعوه، لعل الله جل شأنه ان يرزقه الشهادة، فيطأ بعرجته الجنة. فخلى ابناؤه بينه وبين المعركة، فأبلى فيها بلاء الشباب، حتى أثخنته الجراح، فسقط شهيدا في سبيل الله. وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ استشهاد عمرو بن الجموح، فدعا له بخير، ثم قال: انظروا الى عبدالله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح فاجعلوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا رضي الله عنهما وارضاهما.