كانت السيدة عائشة رضي الله عنها قد خرجت مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معركة بني المصطلق، وذلك بعد ان اختارتها القرعة والتي كانت تجري قبيل المعارك التي يخرج إليها الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيار من يرافقه من نسائه، وبينما كان الجيش الاسلامي ينزل ليلا منزلا في طريق عودته إلى المدينة رجعت السيدة عائشة الى حيث كانت قد خرجت لقضاء حاجتها تبحث عن عقد كانت قد استعارته من اختها وافتقدته، وعندما عادت ومعها العقد ووجدت ان الجيش قد رجل ومعه هودجها اختارت ان تبقى في المكان نفسه آملة أن يعود القوم إليها عند افتقادها، وما لبثت ان نامت ولم تستيقظ إلا عند سماع صوت صفوان بن المعطل، وكان قد تأخر عن الجيش وهو يسترجع لرؤيتها واناخ لها راحلته التي ركبتها عائشة وقادها صفوان حتى وصل بها الجيش ونزل منزلا في نحر الظهيرة. ولما رأى الناس ذلك خاض بعضهم في شرف عائشة وصفوان، وقالوا فيهما افكا مبينا، وتولى المنافقون بقيادة عبدالله بن أبي ابن سلول اشاعة واختلاق ذلك الافك الذي انطلى على بعض المسلمين فتناقلوه. ومكثت عائشة مدة لا تعرف خبر الافك حيث انها مرضت بعد عودتها للمدينة ولازمتها والدتها لتمريضها ولم تعرف بالخبر الا بعد ان تماثلت للشفاء بعد بضع وعشرين ليلة حيث اخبرتها أم مسطح، ومع استمرار تداول الافك خطب الرسول صلى الله عليه وسلم ايذاء البعض له في أهله، فطالب سيد الأوس بقتل من تولى خبر الافك مما أثار بين بعض قومه نزاعا سارع الرسول الى تهدئته. ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة وهي تبكي وعندها والدها، وقال لها ان الله سيبرئها ان كانت بريئة، ولاذت عائشة بالصبر، ونزل الوحي والرسول عند عائشة بآيات عشر أعلنت براءة عائشة (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم. بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) النور 11.