رمى حجاج بيت الله الحرام أمس الخميس الثاني عشر من شهر ذي الحجة ثاني ايام التشريق الجمرات الثلاث تحفهم عناية الله ورعايته مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. بعدها توجه الحجاج المتعجلون الى بيت الله الحرام، حيث أدوا طواف الوداع اتباعا لقول الحق تبارك وتعالى (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون).
وتدفقت جموع الحجيج أمس على منشأة الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت يسير بتوفيق من الله عز وجل ثم بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهدته منشأة الجمرات.
وتحرك الحجاج نحو منشأة الجمرات، حيث كانت الجموع الكبيرة ترمي الجمرات من على المنشأة بمستوياتها الخمسة وظهرت سهولة حركة الحجاج في مساراتهم في الذه مشعر منى أو توجههم الى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم.
ويرجع ذلك الى خطة تفويج الحجاج عند منشأة الجمرات، حيث قامت قوات الأمن بتحديد مسرات متعددة للذاهبين الى الجسر ومسارات اخرى للعائدين منه ويشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرها من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج على المنشأة لمنع الاختناقات والتدافع فضلا عن سيارات الاسعاف التابعة لوزارة الصحة وجمعية الهلال الاحمر السعودي التي توزعت في عدة مناطق.
وبدأت جموع الحجيج أمس بالنفرة الى مكة المكرمة ومن ثم العودة الى أوطانهم لمن أراد التعجل لقوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) وذلك بعد رميهم للجمرات، حيث أتم الله عليهم أداء ركنهم الخامس من أركان الاسلام بكل يسر وسهولة.
واتخذت كل الاجهزة المعنية بشؤون الحجاج استعداداتها لنفرة الحجيج المتعجلين، حيث قامت دوريات الأمن والمرور بالانتشار في شوارع وميادين العاصمة المقدسة لتسهيل عملية السير من منى الى المسجد الحرام من خلال خطة مرورية محكمة لتسهيل حركة السير.
من جهتها، انتشرت العديد من فرق الهلال الاحمر السعودي والتي تمركزت حول جسر الجمرات لتقديم الخدمات الاسعافية للحجاج، كما حرصت فرق النظافة بأمانة العاصمة المقدسية على القيام بعمليات النظافة ورفع المخالفات بسرعة حتى لا تكون عائقا أمام حركة سير الحجيج، كما تم تدعيم منطقة ما حول الجسر بعدد من الآليات ذات الحجم الصغير والتقنية العالية في شفط المخالفات أولا بأول وإفساح الساحات امام حركة سير الحجاج.
من جهتها، أكدت وزارة الحج على مؤسسات أرباب الطوافة ضرورة الالتزام بمواعيد تفويج حجاجهم في رمي الجمرات وفق الوقت المحدد لكل مؤسسة وقامت المؤسسات بإلزام حجاجها بالأوقات المحددة لهم في التفويج، حيث أثبتت في هذا العام مؤسسات أرباب الطوافة جدارتها في التعامل مع أوقات التفويج يوم أمس الاول من خلال مكاتب الخدمات الميدانية والتي التزمت التزاما كاملا بأوقات التفويج.
كما قامت قوات أمن الحرم باستنفار كل جهودها لاستقبال ضيوف الرحمن وتوفير الراحة لهم في المسجد الحرام وساحاته حيث جندت كل طاقاتها الآلية والبشرية وتنظيم الحشود وتوجيههم الى الأماكن الشاغرة داخل المسجد الحرام بالاستفادة من كاميرات المراقبة الموزعة في كل جنبات المسجد الحرام.
كما قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بالاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن من المتعجلين والذين توجهوا أمس للمسجد الحرام لأداء طواف الوداع استعدادا للعودة الى أوطانهم بعد ان من الله عليهم باتمام نسكهم، حيث قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بتجنيد فريق من القوى العاملة لتنفيذ الخطة بلغ 5702 موظف كما تمت الاستفادة من المشروعات الجديدة ومنها تطوير وتوسعة المسعى وتهيئة جميع أدواره (القبو والدور الارضي والدور الاول والثاني والسطح) ومسار عربات السعي بالدورين الارضي والاول من المسعى مع الميزانين الاول والثاني ومشروع تلطيف الهواء في المسعى بصفة مؤقتة من خلال توفير ما يقارب خمسة آلاف طن تبريد.