دارين العلي ـ رندى مرعي
امس كان اليوم الأخير للإجازة، وامس ايضا كان اليوم الأكثر ازدحاما في صالات القادمين في مطار الكويت الدولي، اذ انه اضافة الى الحجاج العائدين من تأدية مناسك الحج في مكة المكرمة سجل امس عودة اعداد كبيرة من المسافرين لقضاء اجازة العيد خارج البلاد ممن اضطرتهم دوامات العمل الى العودة لمتابعة حياتهم بشكل طبيعي كما كانت في السابق. وفي المطار لعبت الاجراءات الأمنية واجراءات التنظيم دورا كبيرا في تسهيل عملية مرور الحجاج والمسافرين العائدين على الرغم من تسجيل الحجاج تذمرا من التأخير الحاصل على خطوط الطيران السعودي الذي ابقى عددا كبيرا منهم في مطار السعودية منتظرا لأكثر من 12 ساعة بانتظار اقلاع طائرته. الحجاج العائدون اعربوا عن سعادتهم بتأدية مناسك الحج بكل يسر وسهولة وعن فرحهم بالعودة الى الوطن ورؤية الأحبة، وفيما اشاد بعضهم بقطار المشاعر الذي وفر على الحجاج التعب والمشقة والوقت انتقد البعض الآخر ارتفاع سعر التذكرة للفرد الى 20 دينارا في حال عدم توفير الحملة هذه الخدمة. اما العائدون من رحلات السياحة والاستجمام فتمنوا ان تطول الاجازة معبرين عن اسفهم لانتهائها والعودة الى الدوامات ولكنهم في الوقت نفسه عبروا عن فرحتهم لمقابلة الأهل وللأيام الجميلة التي قضوها في الاجازة. «الأنباء» كانت على ارض المطار في استقبال الحجاج والعائدين واستطلعت آراءهم.. وفيما يلي التفاصيل:
ورود «ويباب»
الورود و«اليباب» كانا السمة المشتركة لاستقبال جميع الحجاج العائدين وهذه الفرحة البادية على وجوه الحجاج والمستقبلين نغصتها الشكوى من التأخير في مطار جدة الذي احتجز فيه عدد من المسافرين على متن الطيران السعودي وهذا ما اكده الحج خالد الرشدان الذي لفت الى ان طائرته تأخرت من الثامنة مساء وحتى السابعة والنصف صباحا مشيرا الى ان هذا التأخير يؤثر على نفسية الحجيج المتعبين من تأدية المناسك.
وفي حين اشاد الحاج خالد بقطار المشاعر الذي وفر على الحجاج الوقت والمشقة في الطريق من عرفات الى مزدلفة حيث استغرقت الرحلة بينهما 7 دقائق. وعبر عن اسفه لأن حجاج الحملات البرية لم يتمكنوا من استخدام القطار لبعد اماكن تواجدهم عنه.
القطار.. بـ 20 ديناراً
ولكن الحاجة ام داوود المجمد اسفت لعدم تمكنها من صعود القطار بسبب ارتفاع سعر تذكرته التي تصل الى 20 دينارا كويتيا حيث لا يسمح بالصعود الا لمن دفع ثمن التذكرة او كانت الحملة التي ينتمي اليها قد أمنت هذه الخدمة.
ولفتت الحجة ام داوود الى ان تأدية مناسك الحج كانت سهلة وروحانية جدا وزادها جمالا المطر والبرد الذي تساقط خلال تأدية المناسك لافتة الى ان ما أخر الحجاج في العودة هو عدم وجود ما يكفي من الطائرات في مطار جدة ما ادى الى اعادة جدولة رحلات العودة مما اثار تذمر الحجيج المتعبين من الانتظار لساعات طويلة.
المطر نعمة
الحاج ابوصالح كان سعيدا جدا بزخات المطر التي تساقطت اثناء الحج معتبرا اياها نعمة من السماء مشيرا الى ان جميع المناسك كانت تتسم بالسهولة واليسر سواء في الصعود الى عرفة او في رمي الجمرات او بالطواف وغيرها لافتا الى ان رحلة الحج وبالرغم من المشقة التي يتكبدها المرء الا انها عبادة تروح عن النفس وتنسيك العناء والألم.
إرهاق الانتظار
بدوره، انتقد الحاج ياسر سالم سوء تنظيم رحلات الخطوط الجوية السعودية لافتا الى تأخير موعد اقلاع الطائرة 12 ساعة ما ادى الى احتجاز الحجاج في مطار جدة منذ 4 عصرا يوم امس الأول حتى الساعة 7.30 صباح امس ما اثار غضب الحجيج خاصة ان الوصول الى الطائرة تم عبر الباصات ما زاد من ارهاقهم.
واضاف ان قضاء هذه الفترة الطويلة في المطار تسبب في مرض بعض كبار السن الذين لم يتحملوا النوم على الأرض الى جانب حصول العديد من «المهاوشات» بين الناس.
ولفت سالم الى ان الحجاج العمانيين والإماراتيين اتصلوا بسفرائهم في السعودية واشتكوا لهم التأخير فكان التجاوب ملحوظا حيث ارسلت لهم طائرات نقلتهم الى بلادهم في حين اتصل احدهم بالسفير الكويتي هناك وكان جوابه «كله بأجره».
وعن المشاكل التي واجهتهم خلال تأدية مناسك الحج قال سالم ان الأمور كانت طبيعية فالازدحام امر طبيعي غير ان العوامل الطبيعية والأمطار التي هطلت كان لها اثر سلبي في تأخير تأدية المناسك واعاقة حركة الحجاج مشيرا الى ان حجاج الحملة التي كان معها لم يستخدموا قطار المشاعر لأنه «لناس وناس».
ازدحام مطار جدة
ومن جانبه قال الحج احمد حافظ انه كانت امور تأدية الحج ميسرة وان الأمطار التي هطلت كانت من بشائر الخير والبركة وعلى الرغم من بعض التخوف لدى الحجاج من السيول ومن تعطيل حركة الحجاج خلال تأدية الشعائر الدينية.
وتابع ان المشكلة الوحيدة التي عانى منها كل الحجاج كانت سوء التنظيم في مطار جدة وتأخر الطائرات التابعة للخطوط الجوية السعودية دون اي تبريرات او تحذيرات مسبقة والمشكلة كانت في الازدحام الذي حصل داخل المطار وذلك لأنهم علموا بتأخر الطائرة بعد ختم تأشيرة الخروج على جوازات السفر بالتالي الخروج من المطار كان مستحيلا.
وكذلك الأمر بالنسبة للحاجة حنان هنداوي التي قالت انه على قدر المتعة بالتعب الذي يشعر به الحاج خلال تأدية هذا الفرض المقدس كان التذمر والقلق من تعب الانتظار في المطار لحين موعد العودة الى الكويت على متن طائرة الخطوط الجوية السعودية التي تأخرت نحو 12 ساعة.
وقالت حنان ان هذه الـ 12 ساعة كانت الأطول في حياتها لما فيها من ارهاق وتعب نفسي وجسدي على حد سواء.
في طريق العودة
اما الحاج احمد بندر فقال ان المشكلة لم تكن في مطار جدة عند العودة الى الكويت بل بدأت المشكلة يوم المغادرة من مطار الكويت الدولي حين تأخرت الطائرة عن موعدها 5 ساعات ولكن اللهفة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة الأراضي المقدسة وبيت الله الحرام أنستنا طول الوقت الذي انتظرناه ولكن لم نكن نتوقع ان هذه المشكلة ستتكرر اثناء العودة بل ستواجهنا بضعف الوقت السابق.
وعن المشاكل التي واجهها الحجاج في الأراضي المقدسة قال بندر انه لا مشاكل تذكر فالأمور كانت «سهالة» وعلى ما يرام وقال انه لم يستخدم قطار المشاعر وذلك لأن الحملة التي كان معها لم تكن مشتركة لنقل حجاجها عبره.
عودة إلى الدوام
وخلال وجودنا على ارض المطار سجل هبوط ثلاث رحلات سياحية من مشهد ودبي والبحرين أعرب ركابها عن فرحتهم للعودة الى الوطن في الوقت الذي ابدوا أسفهم لانتهاء الاجازة والعودة الى الدوام، وقال محمد المطيري العائد من دبي ان الاجازة كانت جميلة وممتعة وان ما ينغص ها هو العودة الى الدوام اذ ان الاجازة الطويلة أدت الى الشعور بالكسل لدى البعض.
وخالفته في الرأي زوجته التي أعربت عن سعادتها بالعودة وخصوصا الى الدوام حيث ستخبر صديقاتها بما قامت به خلال الاجازة التي كانت ممتعة بالفعل.
بدورها أعربت سهام العازمة عن سعادتها بالعودة لافتة الى ان الاجازة في البحرين كانت ممتعة ومميزة وآن الأوان للعودة الى البلاد وممارسة الحياة الطبيعية كما كانت.
لقطات
تنظيم حتى اللحظة الأخيرة
ككل عام كان التنظيم على مداخل المطار لتسيير حركة القادمين والحجاج على أحسن حال حيث قال احمد الغانم احد اعضاء امن المطار ان الحواجز الحديدية وضعت على مداخل المطار منذ منتصف ليل الخميس الفائت حيث لاقى الأمر تفهما وتعاونا من قبل الأهالي المسافرين العائدين من سفرهم سواء من اجازاتهم او من الحج.
وتابع الغانم انه لم يتم تسجيل أي مشاكل منذ ذلك الوقت وأثبتت هذه التجربة نجاحها في تنظيم حركة المطار ككل.
بدوره شدد فايز الشمري ـ موظف آخر من امن المطار ـ على ان اتباع هذا الأسلوب في التنظيم له آثاره الايجابية في التخفيف من الازدحام داخل صالة «القادمون» حول الحواجز وألا يتمكنوا من استقبال مسافريهم والسلام عليهم الا بعد وصولهم الى مدخل المواقف، لافتا الى ان هذا التنظيم مستمر حتى مساء اليوم الأحد بعد وصول كل رحلات الحج.
شكوى
قدم الحاج عبد الناصر فرج الله شكوى الى مكاتب الخطوط الجوية السعودية عن فقدان احد مقتنياته خلال الرحلة على متن الطائرة التابعة لها ولكنه اعرب عن استيائه لعدم الاكتراث الذي قوبل به من قبلهم.
وقال فرج الله ان المشكلة ليست في الأغراض المفقودة على متن الطائرة اذ ليست بالأهمية مقابل أداء فريضة الحج ولكن المشكلة كانت في الوقت الطويل الذي انتظره الحجاج في مطار جدة والتعب والارهاق وما سببه هذا التأخير من حالات تذمر لدى الحجاج وعلى الرغم من ذلك ليس هناك من احد ليخفف عن الحجاج بعد عودتهم في حين ان مكاتب الخطوط الجوية السعودية أعلنت استعدادها لتقبل اي شكوى والمساعدة في كل ما يمكن، وأكدت مصادر في مكاتب «السعودية» ان مشكلة تأخر الطائرات التي واجهها الحجاج لا تتعلق بمطار الكويت بل هي منوطة بفريق ادارة العمليات في مطار جدة ولا يمكن اتخاذ اي اجراء حيال ذلك من مطار الكويت.
جهوزية تامة
أكد احد موظفي إحدى شركات الخدمات الأرضية صبري السيد علي ان ادارة مطار الكويت قد اتخذت كل الاجراءات اللازمة لتسهيل حركة دخول المسافرين الى المطار حيث لا تستغرق عملية انهاء اجراءات العودة اكثر من ربع ساعة حيث كان افراد الشرطة والجوازات وعملية ايصال الحقائب على أهبة الاستعداد للمساهمة في تخفيف الازدحام استكمالا للإجراءات الأمنية والتنظيمية المتخذة على باب الخروج.