عمير بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، نحيف الجسم، ضعيفه، لم يكن قد جاوز السادسة عشرة من عمره يوم نفر المسلمون مع رسولهم القائد صلى الله عليه وسلم يريدون بدرا، لكن قوة الإيمان لا تقاس بالسن، ولا بالجسم، فاندفع عمير مع المندفعين في سبيل الله.
وفوجئ الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، وهو يتفقد صف جيشه بعمير بن أبي وقاص يقف في المقدمة وهو يطاول وقفته ليكبر في عين قائده.
ويشفق الرسول القائد على سن عمير الغض، وجسمه النحيف، فينحيه بلطف عن الصف، كأنما يقول له: دع هذا الأمر للرجال يا بني.
لكن عميرا لا يتراجع عن عزمه بسهولة، فيلح على رسوله القائد ان يأذن له بقتال الكافرين، فيرده القائد بلطف مرة أخرى، فإذا بالدمع يتساقط غزيرا من عيني عمير، فيرق قلب الرسول القائد صلوات الله وسلامه عليه لهذا المنظر، فيدنيه منه، ويأذن له بقتال المشركين، ويدعو له بالخير.
فلما احتدم القتال واشتد، انطلق عمير بن ابي وقاص يقاتل المشركين قتالا لا تقدر عليه إلا صناديد الرجال، فتكالبت عليه سيوف المشركين من كل جانب، ثم لم يلبث أن غدر به العاص بن سعيد فأرداه شهيدا في سبيل الله، فكان أصغر شهداء بدر رضي الله عنه.