شماس بن عثمان المخزومي
تلقى بصدره سيفا كاد يصيب النبي صلى الله عليه وسلم
في معركة احد، وعندما تكالبت شراذم قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هب رهط من شباب الاسلام وشيبه يذبون بسيوفهم وصدورهم عن رسولهم القائد صلى الله عليه وسلم.
ومن اولئك الرهط من شباب الاسلام كان شماس بن عثمان بن الشريد المخزومي، واسمه الحقيقي عامر، في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو ابن عم ام سلمة رضي الله عنها زوج الرسول القائد صلى الله عليه وسلم.
وعندما اشتدت هجمة شراذم الكافرين على رسولنا القائد صلى الله عليه وسلم، وكادوا يحيطون به من كل صوب، كان شماس رضي الله عنه واخوته من جند الاسلام يتراصون من حول قائدهم العظيم سورا منيعا يحول بين سيوف الكافرين وبينه.
ويجيل الرسول صلى الله عليه وسلم القائد بصره في هؤلاء الرهط المؤمن وهم يترسون حوله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وصدورهم، فيلمح من بينهم شماسا رضي الله عنه يثخن في المشركين الجراح، ويثخنون في جسده الجراح، فيدعو الرسول صلى الله عليه وسلم له ويقول: «ما وجدت لشماس شبها في الجنة».
ويحتدم العراك، وتشتد هجمة المشركين، ويلمح شماس رضي الله عنه سيفا مشركا يوشك ان ينقض غدرا على ظهر الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، فيندفع كالبرق الخاطف يتصدى للسيف المشرك بجسده، ليحول بين السيف وبين جسد رسوله صلى الله عليه وسلم، فيخر صريعا وبه رمق، فيسارع اخوته اليه يذبون عنه حتى اذا هدأ وطيس المعركة حملوا شماسا ومازال به رمق، فأدخلوه على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فأشفقت ام سلمة رضي الله عنها الا يكون لها شرف استضافته وهو ابن عمها، فيأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فيحمل الى ام سلمة، فلا يلبث عندها قليلا حتى استشهد، فيأمر الرسول القائد صلى الله عليه وسلم بأن يرد الى أحد ليدفن هناك كما هو في ثيابه التي ضمختها دماؤه الطاهرة التي ضحى بها دفاعا عن رسوله القائد صلوات الله وسلامه عليه.
بوركت يا روح شماس بن عثمان، في كنف الرحمن ورضوانه وجناته.