قصة د.ميلر الكندي، كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة الى النصرانية وايضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس، وله مناظرة طويلة ضد احمد ديدات رحمه الله. هذا الرجل بروفيسور متخصص بالرياضيات، لذلك يحب التسلسل المنطقي للامور، في احد الايام اراد ان يقرأ القرآن بقصد ان يجد فيه بعض الاخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني، كان يتوقع ان يجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرنا يتكلم عن الصحراء وما الى ذلك لكنه ذهل مما وجده فيه، بل اكتشف ان هذا الكتاب يحتوي على اشياء لا توجد في اي كتاب آخر في هذا العالم.
بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم. وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرة الرجل.
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه، ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
يقول د.ميلر عن هذه الآية «من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها falsification test.. والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا».
يقول أيضا عن هذه الآية «لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد».
أيضا من الآيات التي وقف د.ميلر عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). يقول «إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص على أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب»، فالرتق هو الشيء المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله.
ومن القصص التي أبهرت د.ميلر ويعتبرها من المعجزات قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه وعدوه أبي لهب.
يقول د.ميلر: هذا الرجل أبولهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ وذلك ليخالف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما يقوله ويشكك الناس فيه، قبل 10 سنوات من وفاة أبولهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد، هذه السورة تقرر ان أبا لهب سيذهب إلى النار، أي بمعنى آخر ان أبا لهب لن يدخل الإسلام، خلال عشر سنوات كل ما كان على أبي لهب ان يفعله هو ان يأتي أمام الناس ويقول ان محمدا يقول إني لن اسلم وسأدخل النار ولكني أعلن الآن اني أريد ان ادخل في الإسلام وأصبح مسلما، الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي الهي؟
لكن أبولهب لم يفعل ذلك تماما رغم ان كل أفعاله كانت لمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر.
يعني القصة كأنها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد ان تنهيني، حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي، لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات، لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام.
عشر سنوات كانت لديه الفرصة ان يهدم الإسلام بدقيقة واحدة ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابا لهب لن يسلم.
كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان أبا لهب سيثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟
كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان ما لديه حق لو لم يكن يعلم انه وحي من الله؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا أمر واحد.. هذا وحي من الله.
(تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد).
ويتابع د.ميلر: الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء ان الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول: (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون) الشعراء.
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) النحل. أرأيتم هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب؟ أيؤلف كتابا ثم يقول لك قبل ان تقرأ هذا الكتاب يجب عليك ان تتعوذ مني؟!
ان هذه الآيات من الأمور الاعجازية في هذا الكتاب المعجز وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة.
ويقول د.ميلر عن آية أبهرته لإعجازها الغيبي: «من المعجزات الغيبية القرآنية التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن ان يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق الا وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره، وهنا سنرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى، القرآن يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود». ويكمل د.ميلر: «ان هذا يعتبر تحديا عظيما ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط الا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها: ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول اننا اشد الناس عداوة لكم، إذن القرآن خطأ، ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس من انسان». ويتابع د.ميلر: «هل رأيتم ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحديا للعقول؟!». (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين) المائدة.