عمير بن الحمام
رمى بطعامه خشية أن يؤخره عن الجنة
في بدر، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة المشركين، وقلة المسلمين، استقبل القبلة، ورفع يديه الى السماء داعيا:
اللهم، هذه قريش قد أتت بخيلائها، تكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم أن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد.
وما برح صلى الله عليه وسلم مادا يديه، حتى سقط رداؤه عن كتفيه، فجعل أبوبكر الصديق رضي الله عنه يرده على منكبيه ويقول:
يا نبي الله، بعد مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك وعدك.
واستمر الرسول القائد في مناجاة ربه، حتى خفق خفقة كأنه يخرج من نعاس، فصرخ في الناس: والذي نفسي بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل في سبيل الله صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة.
ويسمع عمير بن الحمام رضي الله عنه نداء رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وكان بيده تمرات يقتات بها، فيقذفها وهو يصرخ: بخٍ.. بخٍ، أما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، ثم رمى بنفسه في أتون المعركة، ومازال يثخن الكافرين بالجراح، ويثخنونه بالجراح، حتى تمكنوا منه، فكان شهيدا في سبيل الله، رضي الله عنه وأرضاه.