حضر اعرابي مجلس الحجاج بن يوسف، ودار الحديث عن النساء، فسمع الحجاج يقول: لا تكتمل النعمة على عبد حتى يتزوج من اربع نسوة، فتأثر الاعرابي بهذا الحديث، واخذ من تفكيره كل مأخذ، فباع كل ما يملك من أغنام واموال حتى استطاع ان يجمع بين اربع زوجات، فتبين ان الاولى غير متدينة، وان الثانية متبرجة، وان الثالثة حمقاء رعناء، وان الرابعة فارك اي كارهة ومكروهة، لا تُحِب ولا تُحَب، فتوجه الى مجلس الحجاج وقام بين يديه فقال: ايها الامير، سمعت منك حديثا ان النعمة لا تكتمل على رجل حتى يتزوج من اربع، قال الحجاج نعم قلت ذلك، قال: فقلت ومن ادرى من الأمير؟ فبعت كل ما أملك وتزوجت بأربع فكن أربع دواه، قال وكيف كان ذلك؟ فأنشد قائلا:
تزوجت أبغي قرة العين اربعا
فياليت أني لم اكن اتزوج
ويا ليتني لم استمع ما سمعته
فإني لما أنفقت في ذاك أحوج
فواحدة ما تعرف الله ربها
ولا ما التقى تدري ولا ما التحرج
وثانية ما ان تقر ببيتها
تأنق، لا، بل انها تتبرج
وثالثة حمقاء رعناء سخيفة
وكل الذي تأتي من الامر اعوج
ورابعة مفروكة ذات غلظة
فليست بها نفسي مدى الدهر تبهج
فهن طلاق كلهن بوائن
ثلاثا ثلاثا، فاشهدوا لا تلجلجوا
فضحك الحجاج حتى كاد يقع، وكان قليل الضحك، وامر بتعويضه عما أنفق في أخذه بهذه النصيحة الضارة!