من الكبائر التي حرمها الله تعالى شرب الخمر، ولقد حرم الله سبحانه وتعالى شرب الخمر لأنه يشتمل على كثير من المضار لعل أبرزها انه اعتداء على العقل الإنساني، فمن المعلوم ان عقل الإنسان هو منحة إلهية منحها الله لبني البشر بحيث يستطيعون بواسطتها ان يميزوا بين الصواب والخطأ والخير والشر، فإذا ذهب عقل الإنسان لأي سبب من الأسباب وعلى رأسها شرب الخمر فقد ضاع من الإنسان كل شيء ومن أجل ذلك فقد حرمها الله سبحانه وتعالى على المؤمنين في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه).
ومما هو جدير بالذكر ان العرب في الجاهلية كانوا يستبيحون شرب الخمر فحرمها الله سبحانه وتعالى تحريما تدريجيا الى ان حرمها التحريم القاطع بالآية التي أشرنا اليها، ولقد أكد كثير من كبار الصحابة ان شرب الخمر من أكبر الكبائر وأكدوا ذلك من خلال ان الله قد لعن شاربها في أحاديث كثيرة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام»، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب منها لن يشرب خمرة الآخرة، ويجب ان نعلم ان حكم الخمر ينسحب على جميع المخدرات لأن علة التحريم واحدة في الكل وهي انها تذهب بالعقل.