من خالط دمي دمه
عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كُسرت رباعيته يوم أحد وشُج في رأسه، فجعل يسلت الدم من وجهه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟ فنزل: «ليس لك من الأمر شيء» سورة آل عمران: 128. وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: أصيب وجه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستقبله مالك بن سنان فمص جرحه، ثم ازدره ابتلعه فقال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينظر إلي من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان».
جبال الذهب والفضة
أخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا يا عائشة؟» قالت: قلت: يا رسول الله، فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إلي بهذا، فقال: رديه يا عائشة، فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة».
فيهما فجاهد
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال: «أحُي والداك؟» قال: نعم، قال: «فيهما فجاهد» وفي رواية لمسلم قال: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال: «فهل من والديك أحد حي؟» قال: نعم، بل كلاهما حي، قال: «فتبتغي الأجر من الله» قال نعم، قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» وفي رواية لأبي داود قال: جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبواي يبكيان، فقال: «ارجع إليهما فأضحكهما كما ابكيتهما» (وهذا الجهاد هو جهاد الكفاية وهو غزو الكفار في دارهم، أما جهاد الفرض عندما يهجم العدو على بلاد المسلمين فلا يصبح إذن الوالدين للجهاد مطلوبا).
أن يقول ربي الله
أخرج البخاري عن عروة رضي الله عنه قال: سألت ابن العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم: وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟