ترك الصلاة عمداً
الصلاة ركن من اركان الاسلام التي بني عليها ويشير الى ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «بني الاسلام على خمس، شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا». كما ان الله سبحانه وتعالى قد اكد ضرورة اقامة الصلاة في اوقاتها حتى في اشد الاوقات التي قد تتعرض لها الامة كوقت الحرب، فإن على المسلم العاقل ان يعلم قدر الصلاة وقدر المحافظة عليها. ومما هو جدير بالذكر ان من ترك الصلاة عمدا وهو مستحل لهذا فإنه بلا شك كافر، كما يرى ذلك جميع العلماء بلا خلاف.
اما من ترك الصلاة كسلا فإنه من الفاسقين ولا احد من المؤمنين الصالحين يرضى على نفسه ان يوصف بأنه من الفاسقين.
ولقد انشغل كثير من الناس في العصر الحديث بالكسب المادي لوسائل العيش مما اوجد بينهم في ذلك صراعا كبيرا، ولا بأس من ذلك مادام الله سبحانه وتعالى قد حذرنا من ذلك لقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)، وقال المفسرون ان المراد بذكر الله هنا هو الصلوات الخمس، ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة ايضا، فقال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله».
اليمين الغموس
اليمين الغموس من الكبائر التي يقع فيها الكثير من الناس، كما يقول محدثنا د.جمال الدين عفيفي استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر: ان يحلف الانسان على امر معين وهو يعلم تمام العلم انه كاذب فيما يقوم بالحلف عليه، وسمي هذا اليمين باليمين الغموس لأنه يغمس صاحبه في النار.
ويشير الى ذلك قوله تعالى (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم)، ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الوقوع في تلك الكبيرة، حيث قال: «من اقتطع حق امرئٍ مسلم بيمينه فقد اوجب الله له النار وحرم عليه الجنة»، فقال رجل: وان كان يسيرا يا رسول الله؟ قال: «وان كان قضيبا من اراك»، ويشير محدثنا الى انه على الرغم من خطورة تلك المعصية التي تعد من اكبر الكبائر نجد ان كثيرا من الناس يقومون بالحلف كذبا وزورا وبهتانا، وقد نسي هؤلاء انهم بارتكابهم لهذا الفعل القبيح يعرضون انفسهم لغضب الله في الدنيا وعقابه في الآخرة، ومما يؤكد لنا ذلك قوله تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين) فالانسان الذي يتعود على الحلف بداع وبغير داع هو انسان يتلاعب بأمور الدين وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على عدم ايمانه وعدم اكتراث من يقوم بها بالدين، ويجب على الآباء والمربين ان يعلموا النشء خطورة الأيمان الكاذبة التي تكون السبب في تعرض صاحبها للعن الله وغضبه.