عكرمة بن أبي جهل
لقب النبي صلى الله عليه وسلم أباه بأبي جهل لشدة عدائه للإسلام والمسلمين، ولما فتح الرسول مكة وأباح قتل عكرمة بسبب ما ظهر منه من شدة العداء لله ورسوله، ففر عكرمة هاربا وترك أهله وماله ولكن زوجته التي أسلمت قبله طلبت العفو من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زوجها عكرمة، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاد عكرمة وأعلن إسلامه ورحب به رسول الله قائلا: مرحبا بالراكب المهاجر. وبعد أن أسلم عكرمة راح يقدم الدليل على حسن إسلامه فشهد الغزوات كلها وظل يجاهد ويقاتل مع المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى جاءت معركة اليرموك، وكان عكرمة أميرا على بعض الجنود فنادى في المسلمين: من يبايعني على الموت؟ فأسرع إليه ابنه عمرو وعمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور، وانطلقوا نحو جيوش الروم، وأظهر عكرمة رضي الله عنه في هذه المعركة فدائية وشجاعة نادرة حتي جرح وجهه وصدره، وانتصر المسلمون انتصارا حاسما، ولكن جرح عكرمة كان عميقا فأدي الى استشهاده فقد وجدوا به بضعة وسبعين جرحا ما بين طعنة ورمية وضربة. وقبل ان يستشهد عكرمة ضرب أروع مثل في الإيثار فقد كان بجواره الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو، فدعا الحارث بماء ليشربه فجيء إليه بماء فنظر إليه عكرمة فقال هشام: أعطه الى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر اليه سهيل فقال عكرمة: ادفعه الى سهيل فلما وصل الماء الى سهيل كان قد مات ثم تبعه عكرمة والحارث واستشهدوا جميعا وقد آثر كل واحد منهم الآخر بشربة الماء.