في كتابه «دين الإسلام» يقول الباحث الانجليزي لايتنر الحاصل على أكثر من شهادة في الشريعة والفلسفة واللاهوت والذي طاف عددا من البلاد الإسلامية والتقى بعلمائها ودعاتها: «بقدر ما أعرف من ديني اليهود والنصارى أقول ان ما علمه محمد (صلى الله عليه وسلم) ليس اقتباسا بل قد (أوحي اليه به)، ولا ريب بذلك مادمنا نؤمن بانه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم، واني بكل احترام وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، وإيمان القلوب الثابت، والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) وانه قد أوحي اليه. إن الديانة النصرانية التي ودّ محمد (صلى الله عليه وسلم) إعادتها لأصلها النقي كما بشر بها المسيح (عليه السلام) تخالف التعاليم السرية التي أذاعها بولس والأغلاط الفظيعة التي أدخلها عليها شيع النصارى.. ولقد كانت آمال محمد (صلى الله عليه وسلم) وأمانيه ألا تخصص بركة دين إبراهيم (عليه السلام) لقومه خاصة، بل تعم الناس جميعا، ولقد صار دينه الواسطة لإرشاد وتمدن الملايين من البشر، ولولا هذا الدين للبثوا غرقى في التوحش والهمجية، ولما كان لهم هذا الإخاء المعمول به في دين الإسلام».
وقال إنه «لما بلغ (صلى الله عليه وسلم) السنة الخامسة والعشرين من العمر تزوج امرأة عمرها 40 عاما، وهذه تشابه امرأة عمرها 50 عاما في اوروبا، وهي اول من آمن برسالته المقدسة.. وبقيت خديجة (رضي الله عنها) معه عشرين عاما لم يتزوج عليها قط حتى ماتت (رضي الله عنها)، ولما بلغ من العمر خمسا وخمسين سنة صار يتزوج الواحدة بعد الأخرى، لكن ليس من الاستقامة والصدق ان ننسب ما لا يليق لرجل عظيم صرف كل ذاك العمر بالطهارة والعفاف، فلا ريب ان لزواجه بسن الكبر أسبابا حقيقية غير التي يتشدق بها كتاب النصارى بهذا الخصوص، وما هي تلك الأسباب يا ترى؟ ولا ريب هي شفقته على نساء أصحابه الذين قتلوا».
وجاء في كتابه قوله: «..مرة، أوحى الله تعالى الى النبي (صلى الله عليه وسلم) وحياً شديد المؤاخذة لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان (صلى الله عليه وسلم) كما يقول أغبياء النصارى بحقه لما كان لذلك الوحي من وجود». اني لأجهر برجائي بمجيء اليوم الذي به يحترم النصارى المسيح (عليه السلام) احتراما عظيما وذلك باحترامهم محمدا (صلى الله عليه وسلم)، ولا ريب في ان المسيحي المعترف برسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) وبالحق الذي جاء به هو المسيحي الصادق».