ينبوع الحنان
وهذه بعض مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم بالصغار: جلس النبي يوما وجاء الحسين فقبله، وكان عند النبي رجل اسمه الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: أوتقبلون صبيانكم؟ والله إن لي عشرة أولاد ما قبلت منهم واحدا قط، فقال ينبوع الحنان ومعين الرحمة صلى الله عليه وسلم: «أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ من لا يرحم لا يرحم».
وسجد مرة صلى الله عليه وسلم فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلم اعتذر للناس وقال: «ان ابني هذا ارتحلني، فكرهت ان ارفع رأسي حتى ينزل».
ولما بكت امامة بنت زينب ابنته حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها، اخرجه البخاري ومسلم عن ابي قتادة. اما عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالطير والحيوان فهذا بعض منها: ففي الحديث الذي رواه احمد وابوداود عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال له: انا يا رسول الله، فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه»، أرأيتم الجمل كيف يشكو الى رسول الله ظلم صاحبه له.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة وهي نوع من الطير معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش اي ترف بجناحيها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها».
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها فقال: «من حرق هذه؟، قلنا: نحن يا رسول الله، قال: إنه لا يعذب بالنار إلا رب النار». (رواه ابوداود).
النبي صلى الله عليه وسلم يؤنس زوجاته
كان الرسول صلى الله عليه وسلم مثالا للزوج المحب العطوف على زوجاته العادل في القسمة بينهن وكان معهن ألين الناس وكان ضحاكا بساما.
كان صلى الله عليه وسلم يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة.. أما المحبة فكان يقول عنها: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك.
ويشير إلى انه كان اذا صلى العصر دار على نسائه فدنا منهن واستقرأ أحوالهن فإذا جاء الليل انقلب الى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل.. وكان اذا سافر اقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان اذا ما قدم من سفر او سعي لا يطرق اهله ليلا، وكان ينهى عن ذلك.
كما كان صلى الله عليه وسلم يتولى خدمة البيت معهن وكان يقول لأصحابه: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهل بيتي وكان يقول ايضا: خدمتك زوجتك صدقة.