قال تعالى: (والطور وكتاب مسطور ـ الطور: 1، 2).
الطور هو جبل من الجبال المباركة كما ذكر القرطبي في تفسيره وهو الجبل الذي كلم الله سبحانه وتعالى عليه موسى عليه السلام، والطور هو الجبل الذي تكون فيه اشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى، وفي الآية الاولى يقسم الله تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة ان عذابه واقع وانه لا دافع له عنهم، واما الذي ليس فيه شجر فلا يسمى طورا وانما يقال له جبل.
والامر هنا يرتبط بمقدسات يقسم بها الله سبحانه على الامر العظيم الذي سيجيء، وروي في الاثر اربعة جبال من جبال الجنة هي احد والطور ولبنان والجودي، واربعة انهار من انهار الجنة منها النيل والفرات، والطور على الارجح مقصود به طور سيناء بأرض مصر ومنه نحتت الواح موسى عليه السلام ويقصده السياح من جميع انحاء العالم وقيل ببلاد الشام الارض المباركة اي طور بيت المقدس، والاول ارجح.
والقسم هنا على امر رهيب يرج القلب رجا ويرعب الحس رعبا في تعبير يناسب لفظه مدلوله الرهيب وفي مشهد ترجف له القلوب.