- الشمري: ونحن نتذكر نعمة التحرير علينا العمل على حفظ دعائم واستقرار البلد
- الحيدر: البعد عن القيم المستوردة التي غلفت بعض عقول شبابنا وتعزيز القيم لديهم
- الأحمــــد: إخلاص النية وتضافر الجهود بوحدة الصف وأخذ العبر من الماضي
- العدوانــي: الوفاء لمن مد اليد وأعان بالمال والولد من بلدان شدت من أزرنا
وها نحن نحتفل بيوم التحرير لأرض الكويت، بلد الخير والسلام الذي ينشر خيره على كل الناس في كل بقاع العالم فما أبرز ملامح الذكريات التي يجب ان نستلهمها من يوم الوفاء يوم التحرير؟
الأمن والأمان
يقول رئيس جمعية التراث الإسلامي فرع الجهراء د.فرحان الشمري: من نعم الله عز وجل التي أفاء بها على الكويت ان سخر من يمكن لها دين الله في الأرض ويسعى فيها لتطبيق شرع الله ويحقق لها الأمن والأمان والازدهار والرفاهية، ويستغل خيرات هذا البلد مما ينعكس على الناس وعلى الأرض مثل بناء المساجد والمساكن والإنفاق على التعليم وصحة الإنسان وتوفير فرص العمل ومساعدة الفقراء والضعفاء ويسعى لتطبيق العدل الذي هو أساس الملك بحيث يتساوى فيه الكل تحت مظلة هذا الوطن.
وزاد، انه من نعم الله عز وجل على هذه الأرض أيضا ان تحقق فيها الاستقرار والأمن بعد فترة تجربة عصيبة من الاحتلال الذي أشاع الخوف والاضطراب في البلاد والعباد، وهي محنة امتحن الله بها أهل الكويت كما ابتلى الله بها الأمم والشعوب لقوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) فالابتلاءات من سنة الله عز وجل التي يمحص بها الناس، والحمد لله خرج أهل الكويت من أزمة الاحتلال بدروس عديدة استفادوا من نتائجها حتى انجلت برحمته وبفضل من الله هذه الغمة وانكشفت.
وأضاف د.الشمري ان من رحمة الله أيضا اننا منذ فترة التحرير ونحن ننعم بالاستقرار والأمن في وطننا وهي نعمة من الله عز وجل لابد ان نحقق من خلالها مصالح ديننا ودنيانا ليضاعف لنا الله عز وجل لنا النعم الوفيرة بمنّه وكرمه ولذلك ربط الله عز وجل في كتابه الكريم بين الأمن والرزق الوفير في قوله تعالى (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات) وقوله صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه كأنما حيزت له الدنيا».
فرحة التحرير
ونحن في هذه الأيام نتذكر نعمة الله علينا مع اقتراب فرحة تحرير بلادنا وتحقيق أمنها ونتذكر نعمة الوطن والتي تفتقدها بعض الشعوب والتي لا تعرف استقرارا ولا هدوءا فتهاجر من بلد الى بلد وتعيش ضنك الحياة وعوزها، فلا يأمنون على أموالهم ودمائهم وأعراضهم ويتخطفهم الناس يمينا ويسارا. وبهذه النعمة يجب ان يساهم الجميع في حفظ دعائم استقرار هذا البلد والذي يتطلب فيه الالتزام بشرع الله وشكر نعمه لقوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم)، فمن الواجب علينا مضاعفة شكر النعم الكثيرة التي وهبنا الله إياها قولا وعملا وعقيدة، بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا، ونحن بحمد الله مازالت نعمه تترى علينا وصدق الله إذ يقول (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). وفي ظل هذا الرغد الذي نعيشه وهذه الخيرات التي تجلب لنا من أقطار الدنيا شرقها وغربها يجب علينا شكر الله، فالإنسان الغريب يقصد هذا البلد الكريم ويسعى بكل ما أوتي للعيش فيه بسبب أمنه واستقراره وبالمقابل يجب ألا تلهينا وتغرينا هذه الدنيا وتجرنا الى كفران النعمة والعياذ بالله، فيجب ان نتذكر، بمناسبة تحرير الكويت التي تحقق فيها الأمن والاطمئنان، ذلك الأمن الذي يتحدث عنه الله تبارك وتعالى (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) لنقف وقفة صادقة مع النفس لنبذ مظاهر كفران النعم من ممارسات وسلوكيات خاطئة يمارسها البعض. ونحن نحذر من منطلق واجبنا الشرعي وحرصنا على أمن هذا البلد من سوء التربية للأبناء والبنات، ومن سوء استغلال نعمة الأموال والمناصب والإسراف بجميع الوجوه التي نشاهدها من الحفلات والسفرات وارتكاب المحرمات والظلم وقطع الأرحام والمظاهر التي قد تستجلب سخط الله علينا وغضبه وذلك بالعودة الى الله واللجوء الى شريعته فهي الملاذ الآمن وصمام الأمان التي تسكن فيه الأنفس والمجتمعات.
أربع نقاط
وبسؤالنا لأمين سر المبرة الكويتية لحماية الاسرة عبدالله الحيدر عن كيفية استثمار يوم التحرير في اذكاء الولاء للوطن والبعد عن الفتن، قال: في البداية نشكر جريدة «الأنباء» الكويتية على اهتمامها بهذا الموضوع المهم والذي يلامس بالفعل الحاجة الفعلية لترجمة الشعارات الى افعال ونحن بالمبرة الكويتية لحماية الاسرة وبصفتي امين السر بها اؤكد لكم انه في يوم التحرير يجب علينا بالفعل ان نرفع الايدي الى الله داعين الا تعود تلك الايام وان يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين، وارى ان الواجب علينا جميعا لاستثمار هذه المناسبة ألخصها في أربع نقاط، أولاها: تعزيز المعاني الصادقة التي كنا نعيشها قبل الاحتلال في نفوس ابنائنا مثل التكاتف والتلاحم الاجتماعي، والنقطة الثانية هي البعد عن القيم الطارئة او المستوردة التي غلفت بعض عقول شبابنا وشاباتنا والدور على الجهات التربوية ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني لتعزيز القيم الايجابية، محاولة تأكيد ان الدنيا ايام ودول بين الناس فمن استقرار الى تشتت او ضياع او حروب فليس الامان دائما، فعلينا الانتباه الى وضع الامور في نصابها وعدم الترف الزائد والمبالغات التي تنسي فرحة التحرير.
حب الوطن
وأكد الحيدر في نقطته الرابعة ان رفع الصوت عاليا بحب الوطن يكون بالقيام بحقوق أعمالنا وما تتطلب الوظيفة او مهماتنا التي اوكلها لنا وطننا الغالي حتى تترجم هذه المعاني على ارض الواقع، مؤكدا ان تلك المعاني تستطيع بها استمرار اذكاء روح الولاء للوطن بشكل عملي وصحيح.
أين دروس الغزو؟
يقول الكاتب الصحافي وليد الاحمد: من كل عام نقول ان اوضاعنا ستتبدل الى الافضل مع اقتراب مناسباتنا الوطنية لاسيما افراح الاستقلال عن الاستعمار البريطاني ويوم تحرير البلاد من الغزو الصدامي فيطالب الجميع برحى الصفوف واعادة اللحمة، لكن سنة بعد سنة تزداد اوضاعنا سوءا وتتشعب مشكلاتنا ويزداد انغلاقنا على اوضاعنا الداخلية بعيدا عن الخارجية، فها نحن اليوم نعاني من الاختلاف السياسي والنزاع الفردي والمصالح الخاصة التي طغت على العامة وظهور الفساد بمختلف انواعه، اضافة لبروز الطائفية في مجتمعاتنا وتقسيمه الى نزاع حضري ـ قبلي ـ سني ـ شيعي وهنا تكمن الكارثة.
وزاد: فعندما جاء الاستعمار البريطاني قبل خمسين سنة ليمتص مقدرات البلد الاقتصادية وقف الكويتيون جميعهم ضده حتى انزاح، وعندما اكتسح بلادنا الغزو الصدامي البربري اتحد الجميع حتى نجحنا في اقناع العالم بقضيتنا المصيرية وبتوفيق من الله ثم ارادتنا ووقوف العالم معنا عادت الكويت للحياة من جديد بأمل جديد وعزيمة حديدية، لكن ما حدث لنا اليوم بعد ان طغت قضايانا الفردية على قضايا الامة وابتعدنا عن تعاليم ديننا، ولم نستفد من دروس الماضي؟ تشرذمنا وتأخرنا عن الركب ولن نخرج من هذه الدائرة الا بتحرك عقلاء القوم من اجل تصحيح اوضاع البلاد وخط سيرها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من خلال انسجام السلطتين التنفيذية والتشريعية دون ان ننسى دور الاعلام في ذلك، وهذا لن يتأتى الا باخلاص النية وبتضافر الجهود لانقاذ البلد بوحدة الصف وأخذ الدروس والعبر من الماضي واحداثه الصعبة لاسيما ذكرى التحرير التي تمكنا بفضل من الله على تجاوز آثارها الاقتصادية المدمرة ولم يتبق سوى العودة من جديد لتجديد النية المخلصة التي تخشى الله في السر والعلن لتنهض بلادنا وتعود، كما كانت درة الخليج ومنبع العلوم والثقافة في المنطقة.
نعمة الأمن
ويضيف الباحث الشرعي سامي العدواني فيقول: ذكرى التحرير احد اهم العلامات الغارقة لمن عاش لحظاتها وشعر بأثرها وعمق تأثيرها، اقول هذا الكلام وانا استلهم من عبيرها لانثره على واقعنا فقد تجسدت فيها معاني اللحمة التي تتطلبها مسيرة البناء والتنمية فلن تقوم لأمة نهضة لا تتمثل فيها قيمة الوحدة او لا تترسخ في نشئها فضيلة التعاضد والتعاون (ان هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) لقد كانت مناسبة التحرير عنوان التحرر من الرق والذل والظلم الى سعة الحرية والامن والعدل، وهذا ما يتطلب المحافظة عليه وتأمينه بكل الوسائل والامكانات، فالله تعالى لن يمتن على قريش بمثل ما امتن عليهم بنعمة الأمن وسعة الرزق (الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) والخوف يشمل التهديد الخارجي من العدو المتغطرس المتعجرف وكذلك التهديد الداخلي المتمثل بجور الناس وبطش السلطة وضياع الحقوق.
واكد العدواني ان ذكرى التحرير تأكد فيها واجب الشكر لله تعالى الذي اعطى واجزل بالخير والفضل وتحرير الارض وعودة الاهل والاحباب والاسرى الى موطن الاحسان والايمان وكانت سجدة سمو الامير الراحل على ارض المطار حال هبوط طائرته على ارضه المجردة تجسد الشكر لله فعلا وعملا وهذا ما نحتاجه في كل وقت وحين ان يكون شكرنا عملا لا قولا وفعلا لا ذكرا فقط كما اوصى البارئ تعالى آل داود حين قال لهم (اعملوا آل داوود شكرا). وبين ان ابرز ملامح الذكريات التي نستلهمها من عبير التحرير هو الوفاء لمن مد اليد واعان بالمال والولد من بلدان شقيقة وصديقة وقفت معنا وشدت من ازرنا وكانت حاضنة لمن غادر الوطن او تعذر عليه الرجوع لكنف الدار والاهل، ان الوفاء شعور دائم ينبغي ان نستحضره للخيرين الذين ناصرونا وايدونا بالحق والعدل وكانت وقفاتهم شاهدة شاخصة على عمق الاخوة وواجب الوفاء لازمة لهم كما مرت الايام والسنين في عمرنا.