يظن بعض الناس انه حين يشعر باقتراب أجله سيتوب إلى الله، ويصلح ما بينه، وبين ربه في ايامه الاخيرة، وهيهات لذلك فالتوبة والثبات عند الممات نعمة وهبة يهبها الله للصالحين من عباده، ومن اصر على معصية في الدنيا استمر عليها عند موته الا من رحم الله. وها هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يثبته الله عز وجل عند موته، فحين احتضر قال: اللهم اقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فما وراءك مذهب، وقال كنت اوضئ رسول الله فنزع قميصه وكسانيه فرفعته، وخبأت قلامة اظفاره فإذا مت فألبسوني القميض على جلدي، واجعلوا القلامة مسحوقة في عيني، فعسى الله ان يرحمني ببركتها، ووضع خده على الارض، وجعل يقلب وجهه ويبكي ويقول: اللهم انك قلت: ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء، اللهم اجعلني فيمن شئت ان تغفر له، ثم اوصاهم بعد ان يدفنوه فقال لهم: خلوا معاوية وأرحم الراحمين.