الرسول صلى الله عليه وسلم يستأذن صبياً
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء»؟ فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي فيك قال: فتكه (وضعه) رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده. سبحان الله محمد سيد الخلق واعظمهم منزلة وأعلاهم مكانة يستأذن صبيا.
صلي أمك
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة «أي تنتظر من ابنتها أن تصلها وتحسن إليها» أفأصل أمي؟ قال: «نعم» صلي أمك. (متفق عليه).
مع اليهود
وتتجلى هذه السماحة كذلك في معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب يهودا كانوا أم نصارى فقد كان صلى الله عليه وسلم يزورهم ويكرمهم، ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، ويأخذ منهم ويعطيهم.
ذكر ابن إسحاق في السيرة: أن وفد نجران وهم من النصارى لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
وروى البخاري عن انس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج وهو يقول: «الحمد الله الذي أنقذه بي من النار».
وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدايا من غير المسلمين، واستعان صلى الله عليه وسلم في سلمه وحربه بغير المسلمين، حيث ضمن ولاءهم له، ولم يخش منهم شرا ولا كيدا.
عندما بكى الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد غزوة أحد نزل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ساحة المعركة وبدأ يتفقد الشهداء من المسلمين فوجد عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قتيلا وانفه وأذناه مقطوعتان وبطنه مبقور وكبده منزوعة وقد مضغت مضغة ثم رميت على جسمه فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن شدة بكائه بكى معه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
لم يأذن لي
كان الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع الصحابة الكرام عائدين من إحدى الغزوات، وفي الطريق توقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند قبر قديم منفرد في الصحراء ليس حوله شيء فجلس الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بكى بكاء شديدا وعندما رجع للصحابة سأله: عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سبب بكائه الشديد عند هذا القبر فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: «هذا قبر أمي فاستأذنت الله أن أزورها فأذن لي فاستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي»، حيث إن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن على الإسلام فقد ماتت قبل البعثة ولا يجوز الاستغفار لغير المسلمين.. فغلبت الرسول صلى الله عليه وسلم عاطفة الابن لأمه فبكى ذلك البكاء الشديد.
خديجة رضي الله عنها الوفية
عندما وقع أبو العاصي أسيرا في أيدي المسلمين بعد إحدى الغزوات «وكان على الشرك آنذاك» وكان زوجا لزينب رضي الله عنها ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الزواج من المشركين لم يحرم بعد فجاءت زينب لتفدي أبو العاصي ولم يكن معها مال فأتت بقلادة ورثتها من أمها السيدة خديجة رضوان الله عليها فعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القلادة تذكر السيدة خديجة الزوجة الصالحة المخلصة الوفية فبكى في هذا الموقف.