-
العليـمي: احـذروا دعـوة المظلوم فإن دعوته مستجابة لا تـرد مسلماً كان أو كافراً وليس دونها حجاب
-
الشطي: إمهال الله للظالـمـيـن لا يعني إهمالهم والتاريخ مليء بالعبر والعظات وثورة مصر الأخيرة خير دليل
قال تعالى (ألا لعنة الله على الظالمين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال «يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، آيات كثيرة في كتاب الله تنهى عن الظلم وتتوعد الظالمين بالعذاب الشديد وكذا في السنة احاديث كثيرة جاءت للترهيب من الظلم وان له عواقب وخيمة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والامام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها ابواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
فتذكر وتب ايها الظالم قبل فوات الاوان قبل ان تحشر في يوم يكون الحاكم هو الجبار سبحانه والمأمورون هم الملائكة والشهود هم الاعضاء والسجن جهنم، حول عاقبة الظلم والظالمين نتعرف على آراء العلماء.
أحداث مصر
يستشهد د.بسام الشطي بما حدث في مصر مؤخرا والاسباب التي دفعت الى هذه الثورة السلمية فيقول: انها ثورة ضد الظلم والاستبداد واستغلال المناصب في تبديد الثروة والاستيلاء عليها من دون وجه حق وقانون الطوارئ والتوجس من توريث الحكم، والفساد الاخلاقي والسياسي والتزوير في الانتخابات وامتلاء السجون بالمظلومين، وتلفيق التهم جزافا والتنكيل بالشعب وفقدان جهاز الامن للمصداقية.
واكد د.الشطي ان امهال الله تعالى للظالمين لا يعني اهمالهم وان التاريخ مليء بالعبر والعظات، فقد يمهل الله الظالمين لكنه لا يهملهم وقد يرجئهم لكنه لا ينساهم، هذا ما يقتضيه العدل الالهي حين يغيب العدل بين العباد واستشهد بعهد الرشيد بقوله: كان البرامكة قد بلغوا في الدولة شأنا عاليا امرا ونهيا وادارة للبلاد والعباد وكان الرشيد ينادي يحيى بن خالد البرمكي بـ«يا ابي» لانه كان اباه من الرضاع ثم انقلب الحال وتغير حال الرشيد نحوهم فلما دخلوا السجن قال له بعض بنيه: يا أبت بعد الامر والنهي والنعمة صرنا الى هذا الحال، فقال: يا بني دعوة المظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها.
ويسوق لنا د.الشطي نموذجا آخر في قصة المنصور بن ابي عامر مع الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي حيث كان المنصور بن ابي عامر اولا يعمل عند الحاجب المصحفي مدبر مملكة هشام المؤيد وكان المنصور رجلا ذكيا استطاع ان يستجلب القلوب بجودة وحسن خلقه والمصحفي ينفرها ببخله وسوء خلقه وظلمه للناس الى ان قضى الله امرا كان مفعولا فاستولى المنصور على الحجابة وسجن المصحفي وبقي في السجن حتى مات، وحذر د.الشطي من دعوة المظلوم بذكر الآيات الكريمة (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)
مواجهة الظلم
وأكد د.الشطي ان مواجهة الظلم واجب شرعي من خلال مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» فإن تقاعس الناس ولم يقوموا بواجبهم في التصدي للمنكر والظلم فسيؤدي ذلك الى انتشار الفساد في البر والبحر والى العقوبة المؤكدة من الله عز وجل يقول تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) وقال عز من قائل (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).
منوها الى الواجب الشرعي في مناصرة المظلوم بكل الوسائل الشرعية الممكنة، وأما الظالم فعلينا ان نسعى لمواجهته من أجل إيقاف الظلم النازل بالأمة وهذا ما حدث مؤخرا في تونس ومصر قال تعالى (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وكان النصر المبين لشعب تونس ومصر.
3 أنواع
وعن أنواع الظلم يوضح الداعية راشد العليمي ذلك بقوله الظلم حرّمه الله تعالى على نفسه وحرّمه على الناس فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا» وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».
أما عن أنواع الظلم فهي 3 أنواع، النوع الأول: ظلم الإنسان لربه وذلك بكفره بالله تعالى (والكافرون هم الظالمون) والنوع الثاني ظلم الإنسان نفسه وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات وتلويث نفسه بالذنوب والسيئات والمعاصي (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، أما النوع الثالث فهو ظلم الإنسان لغيره من عباد الله وذلك بأكل أموال الناس بالباطل وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء.
وعن أنواع ظلم الإنسان لغيره أوضح الداعية العليمي: منها غصب الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين» ومماطلة من له عليه حق (مطل الغنى ظلم) ومن منع أجر الأجير قال صلى الله عليه وسلم «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة... ورجل استأجر أجيرا فاستقوى منه ولم يعطه أجره».
وزاد، كما ان الحلف كذبا لاغتصاب حقوق العباد من الظلم والسحر بجميع أنواعه وخاصة سحر التفريق بين الزوجين، قال صلى الله عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات» وأيضا عدم العدل بين الأبناء يعتبر من الظلم، وحبس الحيوانات والطيور حتى تموت، وشهادة الزور، وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم، والسرقة ظلم، والغش ظلم، وكتمان الشهادة ظلم، والتعرض للآخرين وطمس الحقائق ظلم، والغيبة والنميمة ومس الكرامة ظلم، وعدم الوفاء ظلم، وعدم رد الظالم ظلم الى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفي.
وحذر العليمي من دعوة المظلوم وقال ان دعوته مستجابة لا ترد مسلما كان أو كافرا قال صلى الله عليه وسلم «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب» وليتذكر الظالم قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء).
وقوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) وقوله (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).