- بعض الأفلام تعلم مدمن المخدرات طرق تصنيعها وتعرفه أماكن تداولها
- الصور العارية للنساء في الصحف تؤدي إلى جنوح وانحراف الشباب
أكد الإعلامي د.عصام الفليج أن وسائل الإعلام التي نعيشها لها تأثيرات عديدة على الأطفال والشباب والنساء مشيرا الى ان المفترض من وسائل الاعلام ان تكون اجهزة موجهة وواعية تعالج قضايا المجتمع الحياتية خاصة فئة الشباب. واستعرض بعض الأمثلة للإعلام الجانح الذي يهوي بالشباب، ومنها بعض البرامج الرياضية وأفلام العنف وأفلام المخدرات وتأسف لما تعرضه أكثر الأفلام والتي تركز على عرض الأجساد العارية للنساء، واعتبر الصور الفاضحة والقصص الخيالية التي تصدر في بعض الصحف تثير الغرائز وتؤدي إلى جنوح التفكير لدى الشباب، وحول تأثير الإعلام في المجتمع الكويتي كان هذا الحوار:
رسالة هادفة
ما مدى قوة وتأثير وسائل الإعلام على المجتمع؟
٭ يعتبر الإعلام من أخطر أسلحة هذا العصر ما لم نحسن استخدامه، فهو سريع الانتشار، سهل الإمكانيات، مختلف الأشكال، متعدد الأغراض، وهو سلاح ذو حدين.. إن أحسنا استخدامه كان في خدمة البشرية، وإن أسأنا استخدامه.. كان فيه دمار البشرية.. وما أبشع تدميره.. فهو متخصص في الجانب النفسي بالدرجة الأولى لأنه يخاطب العواطف قبل القلوب مما يسهل معه تفاعل المستقبلين، فالإعلام كما هو معروف مرسل ومستقبل وبينهما رسالة ووسيلة لنقل تلك الرسالة، فالأجهزة ما هي إلا وسيلة والقائمون على الإعلام أو من يمولونهم هم المرسلون، ونحن أفراد المجتمع أو شريحة معينة منه المستقبلين، والرسالة هي ما يهدف إليه المرسل لايصالها الى المستقبل، والذي من المفترض ان يتفاعل مع الرسالة لينتج عنه رد فعل، وكما هي القاعدة الفيزيائية التي تقول: كل فعل له رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه.
وما وسائل الاعلام المؤثرة في نظركم؟
٭ وسائل الإعلام التي نعيشها ولها تأثيرات علينا عديدة، منها: التلفزيون، الإذاعة، الصحافة، الفيديو، cd، الستلايت، الفاكس، الانترنت، الرسائل، الإعلانات، المطبوعات باختلافها، المسرح، الخطابة، المحاضرات، الصور، التصاميم والأشكال الرمزية، الكمبيوتر.. وغيرها العديد من وسائل الإعلام المتنوعة.. والمتجددة.
دور إيجابي
ما الدور المرجو من أجهزة الإعلام؟
٭ المفترض من وسائل الإعلام في الجانب المدني والسلمي أن تكون أجهزة موجهة وموعية للمجتمع في مختلف قضاياه الحياتية التي يعيشها يوميا، خصوصا فئة الشباب.
ولا ينكر احد الدور الإيجابي الذي قامت ومازالت تقوم به وسائل الاعلام المختلفة خصوصا في الجانب التوعوي والتوثيقي والتثقيفي، وهذا امر نقره ونسجله للإعلام، ولكن هناك إعلاما يساعد على الجنوح بالإنسان السوي عن جادة الصواب من حيث لا يشعر، حتى إنك إذا سألت ذلك الإنسان لم فعلت كذا يقول لك لا ادري، والسبب في ذلك ان القائمين على تلك البرامج ليست لديهم الخبرة او الدراية بالآثار النفسية غير المباشرة على الإنسان، وهناك برامج موجهة فعلا للمجتمعات الشرقية بالذات لتحطيمها وتدمير الذات الإنسانية فيها، حتى تفقد قيمها وعاداتها وتقاليدها الأخلاقية، وتصبح بالنهاية بلا هوية، كالغراب الذي أعجبته مشية الحمامة فأراد ان يقلد مشيتها فلم يستطع واراد ان يعود لمشيته فنسيها فضيع مشيته ومشية الحمامة.
استهداف الشباب
ما مظاهر الإعلام السلبي الجانح التي ترونها؟
٭ حتى نكون على بينة أكثر، لنستعرض بعضا من الأمثلة للإعلام الجانح الذي يجنح بأفراد المجتمع ومنهم فئة الشباب، منها البرامج الرياضية: تعرض القناة الرياضية في التلفزيون وبشكل مستمر مظاهر العنف في الرياضة لدى الغرب سواء من قبل الجمهور أو من قبل اللاعبين وخاصة مباريات هوكي الجليد، ونرى الآن كيف تأثرت جماهير الرياضة في الملاعب وهي لم تكن كذلك من قبل، وكذلك بعض اللاعبين من خلال المناوشات التي تحدث بينهم والاعتداء على الحكم، من هم الجماهير.. ومن هم اللاعبون؟ كلهم من فئة الشباب والاحداث.
تطور الأمر ايضا الى العنف في المدارس وعند الجمعيات التعاونية والمطاعم وذلك من فئة الاحداث بالذات، وتلك البرامج الرياضية احد اسبابها غير المباشرة واللاشعورية التأثير لدى الحدث.
ايضا افلام العنف، فكما نجد ان الصغير يحرص على برامج الكرتون والكبير يحرص على برامج المصارعة الحرة، فالشباب يحرصون على افلام العنف لما فيها من إثارة وشد وقوة يرونها في أنفسهم ويتمنون أن يحصلوا عليها، فتجدهم يطبقونها في أول فرصة لهم.
فمن منا لا يود ان يكون مثل رامبو مثلا ذي الجسم القوي والإنجاز الخارق والتحدي السافر؟! مع أنها قوى خيالية وغير حقيقية.
والأفلام تعرض أعمال الشر مثلا وسبل مكافحتها، وفي كلتا الحالتين الشاب يتقمص القوة في التعامل سواء من افراد العصابة او من الشرطة، ويبدأ بالتقليد اللاشعوري لمعالم القوة التي قد تدمره وتدمر الآخرين.
وكذلك تمثيليات وأفلام المخدرات: الهدف منها عرض مشاكل المخدرات وخطورتها على المجتمع، ولكن ما لم نحسن الإخراج فيها ندخل في أبواب الخطر، حيث نجد ان الفيلم يعرض طرق صنع المخدرات وأماكن ترويجها وتجارتها ومكمن الخطورة فيها ووسائل تهريبها وأماكن توافرها وهكذا فإن كان الشاب تاجر مخدرات فسيتلافى السلبيات في التجارة حتى لا يقع بالفخ، وإن كان مدمن مخدرات فسيتعلم طرق تهريبها وتصنيعها وأماكن تداولها، فكيف سيكون مصير الحدث حينذاك؟!
أفلام وصور
وهل تعتبر جميع الافلام التي تعرض وبعض ما ينشر في الصحف من قصص خيالية وصور وباء آخر يجب التصدي له؟
٭ الافلام الاجتماعية: وهي التي تحكي القصص الاجتماعية داخل المنزل الواحد، وقصص الحب والعلاقات الغرامية واصبحت كلمة الحب وللاسف لا تعني سوى الجنس، وفي ذلك الفيلم تعرض الاجساد شبه العارية للنساء، ولست مبالغا في ذلك وليس من سمع كمن رأى، ولا يقف الأمر عند ذلك وانما يستمر حيث الهمسات ومقدمات العلاقة الجنسية، وتركيز الكاميرا «الزوم» على العينين ثم الشفتين ثم اقتراب الوجهين للقبلة ثم تقطع الصورة.
هنا حصلت تفاعلات داخل فكر الشباب واخذت معالم الحدث تدور في مخيلته ويستشعر لذة الحدث في نفسه فكيف يفرغ ذلك؟!
ليس هناك طريق سوى الجنوح نحو الجنس الآخر ان لم يحفظهم الله من ذلك.
نعم، فاذا امتلأ الشاب بالتعبئة الجنسية – وهي غريزة بشرية طبيعية – وصاحب اصدقاء السوء، فانه لن يأمن نفسه، وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» فهو حينها خرج من دائرة الايمان الى احضان الشيطان، ولا يأمن احد عاقبة الوقوع في احضان الشيطان فهو سيجر الرذيلة الى اهله وذريته وسينتشر الوباء في مجتمعه ان لم يحفظه الله من ذلك.
أما الصور الفاضحة والقصص الخيالية في الصحف: حيث تزخر بعض الصحف من باب الترويج لصحفها باللقطات شبه العارية للنساء، التي بلا شك تثير الغرائز وتؤدي الى جنوح التفكير لدى الشباب.
اضف الى ذلك بعض القصص الروائية الخيالية لعلاقة بين شباب وشابة وما تخللها من حوادث عاطفية وجنسية في بعض الاحيان، وكذلك بعض كلمات الاغاني المترجمة الخالية من الآداب العامة في حدها الادنى.
ما سبق ذكره انما هي مجرد امثلة لبعض وسائل الاعلام ودورها السلبي – المقصود احيانا وغير المقصود احيانا اخرى- تجاه الشباب والاحداث ما يؤدي الى جنوحهم.
الرقابة أين هي؟
ما الشروط الواجب توافرها في اجهزة الرقابة الاعلامية؟
٭ اما الرقابة الاعلامية فمشكلتها هي عدم التخصص، فالرقيب – في غالب الاحوال – ليست لديه ادنى معرفة بالقضايا الشرعية والقانونية والتربوية والنفسية وكذا الامر يجري على الاعداد والاخراج، لانهم في الغالب اناس فنيون وليسوا فكريين، لذا تجد الاعلامية الناجحة لديها لجنة استشارية تحوي اعلامي وتربويا واجتماعيا ونفسيا اضف الى ذلك عدم وجود اطر يسير عليها العاملون حتى لا يخرجوا عن جادة الصواب ما يستدعي الاجتهاد في العمل، وما نجاح مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي الا اكبر دليل على ذلك فهي تسير بتأن حتى لا تقع في المحظور ولديها مرجعيون متخصصون.
الهوية الكويتية
ما دور الاعلام في تقويم المظاهر السلبية في المجتمع؟
٭ الامل ان يتم الانتباه لمثل تلك المخاطر على الاحداث والشباب، والرقابة المسبقة لابد منها فبتقليد الغرب في كل شيء فقد الشاب الكويتي هويته، فرأينا الشاب الذي يعمل ذيل حصان لشعره «عنقوصة» والسلاسل تتدلى من عنقه، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يدعو لعدم تشبه الرجال بالنساء، وكذلك العكس بعدم تشبه النساء بالرجال ويدعونا ايضا لعدم التشبه بالكفار واليهود.
اما قصة المارينز والصراخ والعويل على انغام موسيقى الروك الصاخبة وهم لا يفهمون ما فيها، ولبس ما يلفت الانظار فهي ليست مظاهر رجولة انما هي مظاهر نقص لدى الشاب يعوض فيها شخصيته المهزوزة ورجولته.
اننا نريد المحافظة على هوية الانسان الكويتي، وخصوصا فئة الشباب وللاعلام دور كبير في تثبيت هذه الهوية او ضياعها ولتفاعلنا السلبي مع ذلك الاعلام دور في ذلك ايضا فلتتضافر الجهود من اجل اعلام هادف يحافظ على الهوية الكويتية ويحافظ على شباب المستقبل.