- حوادث القتل المباشر والإحراق سمات دخيلة في المجتمع المحلي الحديث
- العنف ينتشر لدى ضعاف الوازع الديني لذا اتجه الغرب إلى الدين
- السلوك الوالدي العنيف ينعكس على الأبناء
- الكبت وانتشار الفساد وانتهاك القانون أسباب لانتشار العنف
أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري ان العنف مشكلة عالمية وليست محلية وقد شمل كل المجتمعات بأشكاله المختلفة، وبين ان جرائم العنف لا تعكس الواقع لأن كثيرا منها لا يدخل ضمن الإطار القانوني ويرجع ذلك الى طبيعة المجتمع المحافظ وسيادة العلاقات الشخصية، وشرح سمات العنف في المجتمع المحلي الحديث وارتباطه بالتفكك الأسري، مشيرا الى حادثة الأفنيوز وانتشار السلاح والعنف ضد الأسرة وأفرادها.
وتطرق في حواره مع «الإيمان» عن الأسباب لهذا العنف وعدد الجهات التي ينتشر فيها العنف خاصة العاطلين عن العمل وأصحاب الدخول المنخفضة وكذلك ما يعانيه الشباب من صراع وتوتر بالإضافة الى ضعف الوازع الديني وغيرها من الأسباب، وذلك من خلال هذا الحوار.
قضية عالمية
هل تعرّف لنا العنف في مجتمعنا المحلي؟ وما أنواعه؟
٭ أي فعل عنيف ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية، أو جنسية أو نفسية، وللعنف 3 جوانب: جانب جسدي من ضرب وصفع ولكم ورفس، وجانب لفظي من سب وتحقير وتوجيه ألفاظ خارجة، وعنف جسدي من إهمال وحرمان وإذلال، والعنف ليس مشكلة حديثة فقد مرت به كل المجتمعات بداية من هابيل وقابيل فهو قضية عالمية وليس محلية.
أشكاله
وما أشكال العنف؟
٭ هناك العنف المؤسسي الذي يحدث داخل المؤسسات المختلفة للدولة وفي الجامعة، المدرسة، الوزارات ومعاملة بعض العاملين بأشكال العنف اللفظية والجسدية والمعنوية.
المجتمعي
وهناك العنف المجتمعي وهو العنف الذي يحدث داخل المجتمع في الأسواق والتجمعات وفي الشارع.
الأسري
أما العنف الأسري فهو الذي يحدث داخل الأسرة وهو الأخطر من أشكال العنف وتنعكس مشكلاته على الأسرة ثم المجتمع.
ولماذا هو أشد أنواع العنف؟
٭ لأنه يحدث داخل إطار الأسرة من قبل أحد أعضائها، وأكثر منه العنف ضد الزوجة وضد الزوج وضد الأبناء وبين الأبناء وبين الأبناء والآخرين، وايضا العنف ضد الأب وضد الخدم بالإضافة الى عنف الخدم.
إحصائيات
هل جرائم العنف التي تحدث في المجتمع تعكس الواقع الذي نعيشه؟
٭ جرائم العنف في المجتمع لا تعكس الواقع لأن كثيرا منها لا يدخل في الإطار القانوني، فمثلا عدد الحالات المسجلة في إحصائيات وزارة العدل، وفي ادارة الخدمات النفسية الاجتماعية في وزارة التربية أضعاف القضايا المسجلة في وزارة الداخلية، فليس كل حادث عنف يتم تسجيله في المخافر وهذه مشكلة داخل مجتمعنا وليس ظاهرة.
أسباب
وما السبب في ذلك؟
٭ السبب يعود الى المجتمع المحافظ والشخص المعنف لا يعرف انه معنف بالإضافة الى سيادة العلاقات الشخصية.
نوع الجريمة
ما أبرز سمات العنف في المجتمع المحلي الحديث؟
٭ الاختلاف في نوع الجريمة فالسمة الموجودة ليس زيادة حالات بقدر ما هو متغير في نوع الجريمة ومثال على ذلك حادثة الأفنيوز وحادثة دخول شخص برشاش في الأندلس فالسلاح منتشر، وحادثة إحراق الخيمة التي قامت بها الزوجة السابقة ليلة عرس زوجها وعنف ضد الأسرة وأفرادها، وايضا من أبرز سمات العنف ارتباطه بالتفكك الأسري، فنلاحظ 40% من حالات الطلاق بسبب العنف الأسري ضد الزوجة كما ان هناك فروق بين المتزوجات والمطلقات في استخدام العنف اللفظي والجسدي.
سلوك
كيف ترى أسباب العنف؟
٭ العنف سلوك اجتماعي، بيئي، بيولوجي، أسبابه التنشئة الاجتماعية، الأسرة، المدرسة، الإعلام وما يبثه من برامج عنف وبين مما يتلقاه الطفل من ثقافة بيئية ووراثي «بيولوجي»، هرموني، ومن أسبابه ايضا المؤسسة الدينية والأمنية (القانون).
ومن الخطأ أن نقول إن التنشئة الاجتماعية محصورة في فترة زمنية محددة ومن الخطأ أن نقول إن الأسرة هي المسؤولة الأولى لكن توجد أيضا مؤسسات أخرى.
تشخيص
عند من ينتشر العنف؟
٭ عند العاطلين عن العمل وعند الدخول المنخفضة ولدى الشباب الذي يعاني من الصراع والتوتر وعدم الطاعة، وسمات شخصية أخرى، وعند الذين يعانون من بعض الأعراض النفسية والاجتماعية وضعف الوازع الديني وقد أدرك المجتمع الغربي ذلك وبدأ يتجه للدين، وينتشر كذلك عند الذين يشعرون بالظلم والإحباط وعدم تطبيق القانون وأيضا عند بعض الشرائح الاجتماعية المنتمين إلى الأصول القبلية باتجاه العنف من غير القبلية من تعصب وعصبية، والتغير في العناصر الثقافية المادية وغير المادية وينتشر في البيئة المنزلية غير المستقرة من خلال السلوك العنيف الوالدي الذي ينعكس على الأبناء.
أسباب أخرى
وهل هناك أسباب أخرى توصلتم لها؟
٭ بعد دراسة وجدنا أن أسباب العنف ترجع لوجود التزامات مالية وقروض وديون وإلى ارتفاع تكاليف المعيشة والإهمال في رعاية الأبناء وتدخل الأهل والبخل والإهمال في رعاية المنزل وغياب الزوج أو الزوجة عن المنزل وكذلك من أسبابه المجرّمون سياسيا والكبت وانتشار الفساد وانتهاك القانون.
العلاج
وما العلاج الذي ترونه للحد من العنف؟
٭ أرى أن العلاج يتم عن طريق مجموعة من الادوات والبرامج منها: إنشاء مركز خاص متخصص في العنف يقوم بدراسات للشخص العنيف ويضع الحلول ويتنبأ بالمستقبل من خلال التوعية اللازمة والارشاد والتوجيه وتقديم العلاج ووضع استراتيجية لمواجهة المشكلة ورسم السياسة الملاءمة لها ويوجد في البحرين والسعودية والإمارات مركز خاص لرصد العنف واستشراق المستقبل الاجتماعي.
الارشاد الأسري
ومن الحلول الارشاد الاسري حيث ان اغلب حالات الطلاق بين الشباب تصل إلى 40% بسبب العنف ويظهر أن الشباب هم الذين يمارسون العنف في بداية زواجهم.
المناهج
وايضا نحن في حاجة إلى تكثيف مفاهيم وبرامج خاصة بالعلاقات الاسرية من خلال المناهج الدراسية، وايضا دور الاعلام مهم وتربوي وتطبيق القانون يحقق العدالة الاجتماعية وعدم التفرقة وأن يكون هناك حزم بتطبيقه.
وهناك حل عن طريق تقديم البرامج الشبابية المفتقدة وعن طريق استقطاب الشباب وتوعيتهم من مؤسسات المجتمع المدني وسن التشريعات لقانون الطفل وحمل السلاح وترخيصه وتغليظ العقوبات.
تجارب
وما التجارب التي يمكن الاستفادة منها وتطبيقها في الكويت؟
٭ هناك تجارب خليجية ناجحة في السعودية من وزارة الشؤون وإدارة رعاية للحماية الاجتماعية للطفل وللمرأة، وتجربة البحرين في مركز تبلكو لرعاية حالات العنف الأسري ومركز الرعاية والإيواء، وفي الإمارات يوجد مركز الدعم الاجتماعي يعالج قضايا العنف.