ليلى الشافعي يقول الرسول الكريم «الراحمون يرحمهم الرحمن» ويقول أيضا: «من لا يرحم لا يرحم» ويقول ايضا: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» وغيرها من الأحاديث النبوية الكثيرة التي تحث المسلمين على التعامل مع الآخرين بالرحمة، وهذا قليل من كثير مما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية في شأن الرحمة، واذا كان الاسلام يحض على الرحمة ويحث المسلمين على ان تكون أساسا للتعامل فيما بينهم فانه يوسع من دائرة الرحمة ليجعلها شاملة لكل الكائنات الحية التي هي مخلقوقات لله مثل الانسان، ومن هنا وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر وملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر».
ان السلوك الذي يخلو من الرحمة لا يليق بالانسان الذي كرمه الله وجعله خليفة في الأرض ليعمرها بالخير وينشر فيها القيم الفاضلة وعلى رأسها قيمة الرحمة التي اذا تمكنت من النفوس وترسخت في العقول فانها تتحول تلقائيا ومن دون تكلف الى اسلوب للتعامل مع كل الكائنات وتمثل الرحمة أرقى درجات السمو الأخلاقي الانساني لان هذا السلوك مرتبط في الوقت نفسه بالتسامح والحب لكل الكائنات ولا يمكن لمن يتخلق بهذا الخلق ان يكون ظالما او متعصبا او حقودا او متطرفا في فكره او سلوكه.