ليلى الشافعي
شهر رمضان يتميز بجانب روحاني خاص وفريد من نوعه، هذا الشهر الذي أكرمنا الله به فكل ثانية فيه كنز اثمن من كل جواهر الكون، ولهذا احاول قدر المستطاع استغلال اوقاته باكبر عدد من العبادات رغم القصور الشديد.
فلا يخفى على الجميع ان هذا الشهر تكثر فيه المناسبات والزيارات الاجتماعية لدينا في الكويت، ولأن الامر اصبح من العادات والتقاليد، رغم ان الواقع يجب ان يكون عكس ذلك فنحن طوال العام نلتقي باحبائنا واصدقائنا واهلنا ومعارفنا ولا بد في هذا الشهر نحاول ان نبتعد عن الناس ونقترب من رب الناس.
ولأجل هذا احاول ان ابذل جهدي في التقليل من الالتزامات الاجتماعية كالغبقات والقرقيعان ودعوات الفطور والسحور التي من الممكن ان تقام بعد هذا الشهر الفضيل باسماء اخرى.
كما ان هناك عادة سنوية في بيتنا منذ طفولتي ولم تتغير بفضل الله الى الان وهي غلق تلفزيونات البيت تماما في هذا الشهر، ويندهش الكثيرون من ذلك لانه للاسف هناك ثقافة سائدة بين الاغلبية وهي مشاهدة التلفاز في رمضان بكثرة من مسلسلات ومسابقات وبرامج سواء دينية او غيرها، ولكن قاعدة الوالدة - ربي يحفظها - تنص على انه لا للتلفاز في رمضان، وكل البرامج ستعاد بعد العيد، وقد تعودنا على ذلك بان يصوم تلفازنا معنا ويفطر مع العيد.
اما والدي - ربي يحفظه ويطول في عمره - فيتواجد غالب الوقت في المسجد كما يحرص على الاعتكاف في العشر الاواخر، ويوصينا توصية واحدة وهي استغلوا كل دقيقة من هذا الشهر في العبادات والاعمال الخيرية ولا تسرفوا اوقاتكم في المشاغل اليومية العادية.
وبما ان طبيعة عملي في المجال الخيري في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والاشراف على المشروع الشبابي الخيري «ادفع دينارين واكسب الدارين» فتزداد علينا المسؤولية في رمضان لانه شهر الخير والناس يكونون فيه مهيؤن نفسيا وروحانيا للتبرع بشكل اكبر واسرع، فيتضاعف عملنا في رمضان اكثر من اي شهر اخر، احتسابا للاجر باذنه تعالى، وذلك عكس بعض الاعمال والمهن التي تقل مهامها وتكاليفها في رمضان.
ولان مشروعنا الخيري شبابي ويتميز بروح التجديد والتغيير والابداع فنقوم بانشطة ايمانية واجتماعية داخلية لاعضاء الفريق من فطور جماعي وندوات ومحاضرات ولقاءات، كما نحرص على اداء صلاة التراويح وقيام الليل معا كاعضاء الفريق، واقوم خلال هذا الشهر بمتابعة دقيقة ويومية للاعضاء في مجال جميع التبرعات لمشاريعنا التعليمية حول العالم.
كما يقوم اعضاء فريق «ادفع دينارين واكسب الدارين» بوضع خطة كاملة لشهر رمضان وكيفية سير العمل فيه، بالتنسيق مع دور القرآن والمراكز والمعتكفات والمساجد والتجمعات الشبابية وذلك لتسويق مدارسنا ومشاريعنا التعليمية في كل من الصين واندونيسيا والسودان بالاضافة الى جمع تبرعات لافطار الصائم وبناء المساجد وحفر ابار وكفالة الايتام في 136 بلدا حول العالم.
اما بصفة شخصية فأحاول التركيز على تكثيف في قراءة القران لكن منذ عامين بدأت بالقراءة المتأنية مع التفسير وفهم المعاني ما يساعد على معايشة احداث القصص وما مر به الرسل والانبياء في حياتهم.
في ختام كلامي اوجه رسالتين مهمتين لكل القراء الكرام اقول لهم: رجاء من قلب مخلص يحكبم في الله اولا ابتعدوا عن مشاهدة التلفاز في هذا الشهر المبارك، ثانيا قللوا الالتزامات الاجتماعية و«المواجيب» لان التقرب الى الله أهم بكثير من التقرب الى الناس في شهر رمضان بشكل خاص، واخيرا لا تنسوا اخوانكم الفقراء حول العالم فهم بحاجة لكم، وهذا الشهر تتضاعف فيه الحسنات فاستغلوه اقوى استغلال.
قال صلى الله عليه وسلم «اتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، فينظر الله الى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من انفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم من رحمة الله عز وجل»، فوقتنا في رمضان اثمن الاوقات وانفسها، وكل منا يقضي هذا الشهر الفضيل بطريقته، فكيف تقضي يومك في رمضان وماذا تقدم فيه؟.. حلقات يومية نتعرف خلالها على كيفية قضاء الشهر.
سمية محمد الميمني
s-almaimany @