- أزمة النزوح السوري إلى لبنان طالت وطالت معها المعاناة
- النازحون السوريون في لبنان عامة وفي مناطق جبــل لبنــان خاصة يعانون من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة
- مشروع الخدمات الغذائية وغير الغذائية يوفر جزءاً من الحاجات الأساسية لـ 1000 أسرة نازحة في جبل لبنان
أكد القاضي الشيخ محمد علي الجوزو ابن مفتي جبل لبنان على قيادة الكويت للعمل الخيري في العالم العربي والإسلامي وأن التجربة الكويتية في عملها الخيري قد تميزت بالمهنية والتنظيم والتنسيق بين الجهات المانحة.
وقال في حواره مع «الأنباء» إن هناك اكثر من 35 ألف نازح سوري يعيشون في محافظة جبل لبنان في ظروف صحية سيئة، مؤكدا ان الأزمة طالت معها المعاناة، مشيرا الى ان المشاريع الخيرية التي يقومون بها في منطقة الخروب تشمل 32 قرية وأن هناك عدة مشاريع تنموية وإنمائية وتعليمية تنطلق من مجلس الشؤون الإسلامية في لبنان والذي يتولاها والده الشيخ محمد الجوزو.
وتناول أثر النازحين السوريين على المجتمع اللبناني واحتياجاتهم والمشاريع المقدمة لهم.
وإلى نص الحوار:
ما سبب زيارتكم للكويت؟
٭ لعرض مشاريعنا وللتواصل مع العمل الخيري والوقوف بجانبنا لإتمامها والمعروف عن الكويت أياديهم البيضاء في دعم العمل الإنساني والتنموي ولا ننسى أبدا وقوف الكويت معنا بعد الحرب لتقف لبنان على قدميها، والمشاريع الخيرية الكويتية منتشرة في لبنان.
جيل قرآني
ما فكرة مشروع دار الكتاب المبين في كل قرية؟
٭ هدفنا إعداد محضن قرآني متميز في تصميمه وفريقه التربوي المتخصص وفي برامجه المتنوعة بحيث يشمل كل قرى إقليم الخروب لتكون الثمرة صناعة الجيل القرآني الفاعل.
كم عدد القرى التي تقام فيها مشاريع خيرية في منطقة الخروب؟
٭ 32 قرية بعدد سكان 174000 نسمة موزعين على القرى.
من المشرفون على المشروع القرآني؟
٭ سماحة القاضي محمد هاني الجوزو، د.بسام الطراش، المقرئ محمد فؤاد سماح الدين والشيخ عبدالحليم الحاج شحادة.
الرعاية
هل تعرفنا بمجلس الشؤون الإسلامية في لبنان؟
٭ انطلق مجلس الشؤون الإسلامية للعمل الإنساني في لبنان لرعاية الاحتياجات الخيرية والاجتماعية الناجمة عن الازمات المتتالية التي تعرضت لها الساحة اللبنانية، فقد قام المجلس بمشاريع وأعمال متعددة هدفت الى توفير الرعاية لشرائح واسعة من الناس، وخاصة في محافظة جبل لبنان التي تمتاز بأعلى نسبة سكانية في لبنان.
عدة مشاريع
وما أهم هذه المشاريع؟
٭ من أهمها مدرسة برجا الفنية التي تهتم بالتعليم المهني والتقني وقد تخرجت فيها أجيال من الطلاب في مراحلهم المتعددة من الإعدادية المهنية حتى الثانوية الفنية وصولا الى الإجازة المهنية بمختلف التخصصات المتنوعة من المحاسبة والمعلوماتية والتربية الحضانية والكهرباء العامة والبناء والاشغال العامة والعناية التمريضية والإدارة والتنظيم والعلوم المصرفية... إلخ.
وكذلك من المشاريع تأسيس لجنة العمل الخيري حصاد والتي تعنى بأعمال الخير من مساعدة الفقراء والمساكين وكفالة الأيتام ودعم الحالات المرضية وأيضا العمل الإغاثي وخاصة مع النازحين السوريين حيث يشارك المجلس في التعاون مع الجمعيات الخيرية العاملة في محافظة جبل لبنان بإدارة صندوق الزكاة ويوجد دار الكتاب المبين لتعليم القرآن الكريم وعلومه، ومسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومركز رعاية المجتمع وايضا مشروع مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في منطقة برجا، وتأمين منح مالية سنوية لطلاب أزهر جبل لبنان لدراسة العلوم الشرعية.
حالة من الفوضى
هل اثر النازحون السوريون على المجتمع اللبناني؟
٭ لدينا في لبنان مليون ونصف المليون لاجئ سوري، هذا رسميا، وغير رسمي مليونا لاجئ، لأن هناك كثيرا من السوريين لم يسجلوا دخولهم، وهذا العدد اثر كثيرا على المجتمع اللبناني في العادات والتقاليد وفي الامن، فقد دخل علينا الانسان السيئ والانسان الحسن الطيب البسيط الهارب من الموت، اما الانسان السيئ فهو الذي كان يشكل ازمة في بلده، واصبح المجتمع يعاني من ضغط على مستوى العلاقة مع النازحين والذي يظهر آثار التواجد في حياتنا اليومية، ومن مظاهر ذلك ان المحاكم الشرعية تضاعف فيها العمل، حيث زادت الزيجات والطلاق ايضا من السوريين النازحين، كما ان هناك حالة من الفوضى بسبب انهم لا يسجلون الزواج رسميا ما يؤثر على التوثيق، كما ان في البيت تعيش 4 او 5 عائلات، ما ينتج عن هذا الامر الكثير من الامراض النفسية والجسدية وايضا الاخلاقية، كما انهارت الايدي العاملة اللبنانية بسبب التنافس القوي من السوريين الذين ليس لديهم اي وظيفة فيعملون في اي مكان وليست لديهم محلات، كما ان من المشاكل الزيجات المختلطة بين اللبنانيين والسوريين والعكس وتعدد الزوجات وغيرها.
الحياة الكريمة
ما احتياجات اللاجئين؟
٭ يحتاج اللاجئون الى المأوى وان تهيأ لهم اسباب الحياة الكريمة، ونسبة الذين يتعلمون من الطلاب 20% والباقي من دون تعيلم، وليست لديهم اماكن، واغلب السوريين يجيئون الى منطقة جبل لبنان (اقليم الخروب).
دعم إنساني
ما اهم المشاريع التي تقدمونها للاجئين السوريين؟
٭ مشروع الخدمات الغذائية وغير الغذائية، وهو عبارة عن تقديم الخدمات العينية الاساسية للنازحين السوريين المتواجدين في مناطق جبل لبنان وتلبية احتياجاتهم الاساسية التي لا يتمكنون من تأمينها على الرغم من اهميتها، حيث تكفي الخدمات الاستهلاكية فيها للاستخدام لمدة شهر لكل اسرة، وتشمل حصة مواد غذائية وحصة نظافة شخصية وحليبا وحفاضات وفرشة وبطانية ومخدة والبسة، وذلك للتخفيف من معاناة الاسر النازحة السورية وتشمل 1000 اسرة نازحة خلال عام 2014، ويسكن في محافظة جبل لبنان وحدها حوالي 35 الف نازح سوري اغلبهم من الفئات المستضعفة من النساء والاطفال والمسنين.
نسبة قليلة
كم يبلغ الدعم الذي توفره المنظمات الدولية لمواجهة احتياطات النازحين الى لبنان؟
٭ لم يصل الدعم بعد الى نسبة 19% من الدعم الموعود، وتبلغ نسبة الاطفال 60% من اللاجئين في لبنان ونسبة الامراض الجلدية منهم 47%، وامراض الجهاز الهضمي والمعوي 27%، وامراض الجهاز التنفسي 9%، وسوء التغذية لدى الاطفال 7%، والامراض المعدية 2%، والامراض النفسية نتيجة الصدمات والنزوح 13%، وذلك بحسب التقرير الصادر من مؤسسة عامل.
الجمعيات الخيرية
ومن المشرف على تقديم المساعدات للاجئين السوريين؟
٭ يقوم صندوق زكاة جبل لبنان التابع لدار افتاء جبل لبنان منذ مطلع العام 2012 بتكليف جمعية حصاد لدعوة الجمعيات الاهلية والاسلامية الفاعلة في المنطقة من اغاثة النازحين للتعاون فيما بينها ضمن هيئة اطلق عليها ائتلاف الجمعيات الخيرية في جبل لبنان لاغاثة النازحين السوريين، وقد تم تنفيذ مسح ميداني مستحدث لـ 7000 اسرة وتحديثه كل 6 اشهر تقدم مشاريع الايواء والمشروع الصحي والخدمات العينية.
وفي العام 2013 استفاد من مشروع الايواء 4195 مستفيدا بـ 350.250 دولارا، اما المشروع الصحي فاستفاد منه 1747 بمبلغ 531.750 دولارا، واستفاد من مشروع الخدمات العينية 54822 مستفيدا بمبلغ 3.223.450 دولارا، ووصل المجموع العام للانفاق عام 2013 بمبلغ 4.105.450 دولارا.
مسجد الفاروق
وماذا عن مشروع مسجد عمر الفاروق؟
٭ سيتم انشاؤه في احدى القرى اللبنانية من قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان وعدد سكانها 31500 نسمة وتبعد 30 كلم جنوب العاصمة بيروت، وحجم العقار 1600 متر مربع ويتسع لـ 900 مصل ويحتوي على مركز قرآني يستوعب اكثر من 100 طالب ومركز تدريب تربوي اجتماعي وقاعة لاقامة المناسبات المختلفة ومضافة لاستقبال العلماء والدعاة على مدار العام للمشاركة في الانشطة الدعوية وايضا مطبخ متخصص للكفاية الداخلية والاستثمار الخارجي وهو مشروع نموذج متكامل في انشطته يجمع بين العبادة والعلم والتنمية والمشاركة الاجتماعية.
وهل اثر تواجد اللاجئين السوريين في منطقة جبل لبنان على مشاريعكم؟
٭ بالفعل اثر على مشاريع البناء لأننا نقوم بدعم العمليات الاغاثية لهم.
رمضان
ماذا عن مشاريعكم في رمضان؟
٭ لدينا مشروع يومي لتوزيع وجبات الافطار 2000 وجبة في منطقة جبل لبنان ومشروع سلة الغذاء توزع على 1000 اسرة ويقام مشروع الافطارات في القاعات والمساجد وهذا العام خصصت 8 اماكن لافطار الصائمين على مستوى دار الفتوى.
مرام
هل تعرفنا بمشروع مرام؟
٭ هو مؤسسة اجتماعية تنموية متعددة المهام والاهداف يسعى لتنمية ثقافات ومهارات وادوات مختلف شرائح المجتمع وخصوصا المرأة والشباب وتوظيفها للنهوض بمنطقة الاقليم تربويا واجتماعيا وثقافيا ومهنيا والعمل على تنمية قدرات اصحاب الحاجات الخاصة والمعاقين وتأهيلهم نفسيا وجسديا تمهيدا لدمجهم في مؤسسة المجتمع المدني، والمرام هو مجمع ومسجد الصحابي علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
دور رائد
كيف ترى التجربة الكويتية في العمل الخيري؟
٭ لا يخفى على اي منصف دور الكويت الرائد حكومة وشعبا في قيادة العمل الخيري في العالم العربي والاسلامي، وما من ازمة تصيب اي مجتمع انساني الا ونجد بصمة الكويت حاضرة بكل وضوح، واليوم تكثر في عالمنا العربي الازمات التي تحتاج الى بلسمة الجراح ودعم المتضررين، ونجد الكويت في طليعة الداعمين لجمعيات العمل الخيري في مواقعها المتعددة، وقد تميزت التجربة الكويتية في العمل الخيري بالمهنية الرفيعة والتنظيم الدقيق والتنسيق بين الجهات المانحة ضمن اطر جامعة للعاملين جميعا.
متقدم
وما الجديد الذي لاحظته؟
٭ العمل الخيري نشط ومتقدم ومنفتح بشكل كبير، ولم ادرك هذا البعد الا بعد هذه الزيارة شعرت بأنني جئت مؤخرا، هناك عمل جيد ومؤسسات تعمل بكل جد وبتقدم ورؤية كبيرة.
ما دور الوالد الشيخ د.محمد علي الجوزو؟
٭ الوالد يشرف على كل مناطق المنطقة وجميع القرى وجميع الاعمال الخيرية فيها واحاول ان اسير على دربه وان يوفقنا الله.