- الغانم: التجميل الزائد عن الحد يعتبر مخالفاً للشرع فكيف بالتزين بالمكياج والحمرة التي لا تليق بالذكورة؟!أ
- بل: التأثر الإعلامي يشجع الشباب الذي يعاني من الاضطراب في الشخصية والأعراض الاكتئابية والتوتر
ليلى الشافعي
لم تعد حمى التجميل مقصورة على النساء، فقد انتقلت الى عالم الشباب بصورة فجة، حتى ان بعض الشباب أصبح يتنافس مع الفتيات في ميدان التجميل والأناقة والاهتمام بالمظهر.
فماذا عن التفسير النفسي لهذه التقليعة الجديدة؟ وما الحدود التي يسمح بها الشرع في هذا الإطار؟
يرى الباحث الإسلامي صالح الغانم ان التجمل الزائد عن الحد يعتبر مخالفا للشرع، ففي الحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من النساء بالرجال، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء» رواه أبوداود وأحمد في المسند والترمذي وابن ماجه.
وفي قوله تعالى (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف: 17، وقوله تعالى (فلما وضعتها قالت اني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) آل عمران. ومن هذه الآيات نفهم منها ان الرجل مختلف عن المرأة ولكل منهما خصوصية ولباس معين.
وأشار الغانم الى ان لكل بلد لباس معروف للرجال، ولكل طائفة لباس معروف فقد لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وأضاف ان الله جميل يحب الجمال، ولكن اذا خرج عن دائرة المألوف فلا يستجب ويذم ويكون حراما، فالاعتدال مطلوب في كل شيء من غير إسراف ولا مخيلة، وقد يدل على الترف قال صلى الله عليه وسلم «إياك والتنعم» فليوطن الإنسان نفسه على قضاء حوائج نفسه بنفسه، فإن النعم لا تدوم ويخونه جسمه وقت الحاجة عندما يدعو داعي الضرورة والجهاد والدفاع عن النفس لأن طبيعة تركيب جسم الإنسان تدعو الى تحريكه وتشغيله وتمرينه والا ضمرت عضلات جسمه وضعفت فلا تعينه على حمل الأثقال.
وأكد الغانم ان ارتداء الشباب الملابس غير اللائقة وغير المناسبة وتشبهه بالنساء في اللباس، ووضع مستحضرات التجميل على شعره ووجه حرام.. حرام.
وتساءل الغانم كيف يرضى من له الشرف الأعلى بالدنو والهبوط من الأعلى الى الأدنى لقوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) فكيف عن التزين بالمكياج والكريم والحمرة والملابس التي لا تليق بالذكورة. وأشار الغانم الى ان لكل بلد لباسا معروفا للرجال ولكل طائفة لباس معروف، فقد لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء.
التأثر الإعلامي
ماذا يقول علم النفس؟
يرى د.كاظم أبل ان من الضروري ان يهتم الإنسان رجلا كان أو امرأة بمظهره الجسدي لما في ذلك من فوائد نفسية واجتماعية تتمثل في تعزيز الثقة بالنفس وحب الذات والشعور بالرضا والسعادة والرغبة في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية.
وزاد، لكن ما نلاحظه اليوم من تشبه الشباب وبالذات المراهقين بالنساء وميلهم الى ارتداء الملابس غير اللائقة مثل القمصان الحريرية المشجرة، ووضع كريمات التبييض على الوجه، وبعض الظلال وإطالة الأظافر والاهتمام بعمل البديكير والمانيكير، وإطالة شعره مثل النساء وزيارة صالونات التجميل لعمل تسريحة مثل النساء أمر مخالف لطبيعة الرجل وتكوينه.
ويعتبر د.أبل ان معالجة المراهقين والشباب من التشوهات في المظاهر الطبيعية التي تحدث من سن المراهقة تعتبر سلوكا طبيعيا غير ان الانشغال والاهتمام المتزايد والمبالغ فيه من قبل الشباب بأمور التجميل يعتبر سلوكا شاذا، وقد يعود لأسباب عديدة منها التطور الحاصل في مجال مستحضرات ووسائل التجميل والتي بدورها تدفع الشباب والرجال للتوجه الى عيادات التجميل للاستفادة منها في تحسين المظهر الجسدي.
وحذر د.أبل من التأثير الإعلامي والدعاية لهذه الشركات والعيادات وصالونات التجميل ودورها في جذب الشباب وخلق اتجاهات وأنماط سلوكية جديدة.
التوتر
ووصف د.أبل المبالغة والانشغال الكبير في المظهر الجسدي بالاضطراب، مشيرا الى ان أكثر أنواع الشكوى لدى الشباب شيوعا، هو العلاقات التي تظهر بالوجه مثل التجاعيد أو ندوب الجلد، أو شكل الأنف أو الفك أو الحواجب أو ورم بالوجه، وهذا يسمى اضطراب تشوه الجسد الوهمي، والذي من صفاته وأعراضه الاضطراب والأعراض الاكتئابية والشخصية الوسواسية وتجنب المواقف الاجتماعية بسبب التوتر المرتبط بالتشوه المتخيل لدى الشباب.
أمر طبيعي
وأشار د.أبل الى ان كثيرا من الشباب والرجال يرى ان الاهتمام بالجمال ليس موضة، ولا اعتداء على عادة نسائية بحتة، أو تقليدا لها، بل يؤكد هؤلاء الشباب ان متطلبات الظهور بالمظهر العصري ومجاراة اهتمام المرأة بجمالها وأناقتها أمر يحق له ان يكون مهما في حياة الشاب اليومية. فيرى الشاب ان الحياة اليوم تختلف كثيرا عن حياة الأب، وان هذا العصر له متطلبات متباينة ومعقدة وان تجميل الرجال أمر طبيعي وضروري.