ليلى الشافعي
قال الحسن: الناس ثلاثة: فرجل رجل، ورجل نصف رجل، ورجل لا رجل، فاما الرجل الرجل فذو الرأي والمشورة، واما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشاور، واما الرجل الذي ليس برجل فالذي ليس له رأي ولا يشاور.
في القول والعمل
قال المنصور لولده: خذ عني اثنتين: لا تقل في غير تفكير، ولا تعمل بغير تدبير.
عن الموعظة
قال محمد بن تمام: الموعظة جند من جنود الله تعالى ومثلها مثل الطين يضرب به على الحائط «أي يدهن به» ان استمسك نفع، وان وقع اثر.
وقال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: لا تكونن ممن لا تنفعه الموعظة، الا اذا بالغت في ايلامه، فان العاقل يتعظ بالادب، والبهائم لا تتعظ الا بالضرب.
وكتب رجل الى صديق له: اما بعد، فعظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك، واستح من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدرته عليك والسلام.
فكر أولا
قال الامام الشافعي في كتابه «الام»: اذا اراد احدكم الكلام فعليه ان يفكر اولا في كلامه، فان ظهرت المصلحة تكلم، وان شك لم يتكلم حتى تظهر.
وقال الشافعي لصاحبه الربيع: يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك انك اذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.
مكافأة
قيل للحسن البصري رضي الله عنه: «ان فلانا اغتابك» فأهدى الحسن اليه طبقا من رطب فاتاه الرجل وقال: اغتبتك فاهديت الي. فقال الحسن: أهديت الى حسناتك فاردت ان اكافئك.
بلا ثمن
زاحم شاب شيخا في الطريق، فقال يستهزئ به، كم ثمن هذا القوس؟ «يعيره بانحناء ظهره» فقال له الشيخ: ان طال عمرك فانك تشتريه بلا ثمن.
إسلام عمر
لما اسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه احب ان يشيع اسلامه، فقال لجميل بن معمر الجمحي، وكان مشهورا باذاعة السر لا يكتم شيئا يخبر به: انني قد اسلمت فاكتم علي واستره ولا تعلم به احدا، فخرج جميل ونادى بأعلى صوته في اهل مكة: الا ان عمر بن الخطاب قد اسلم فاعلموا ذلك، فشاع الخبر باسلام عمر، وكان ذلك ارادته.