من إعداد: ليلى الشافعي
بقلم: سيد عبدالله الرفاعي
قال تعالى: (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون.. المائدة 100).
لا يستوي الخبيث والطيب من الاعمال كما انه لا يستوي الخبيث والطيب في الاقوال، لان الطيب نافع مفيد، والخبيث ضار مفسد، ومهما زخرف الكلام الخبيث بشيء من المحسنات فلابد ان تنكشف حقيقته ويفتضح زيفه.
والكلام الخبيث كالكذب والغيبة والنميمة والشتم وشهادة الزور، كما ان من الكلام الخبيث الذي لا يجوز الاستماع اليه او قراءة ما يكتب في بعض الصحف والمجلات وذلك بهدف محاربة الفضيلة ونشر الفساد والرذيلة وتضليل المسلمين وافساد عقائدهم واخلاقهم، ولقد استشرى خطر بعض الكتاب وتمادوا في غيهم فطعنوا بالاسلام ومبادئه السامية وشرائعه القيمة، ونالوا من المسلمين وألصقوا بهم التهم وذلك للاساءة لهم، ولم يمنعهم من هذا العمل الباطل خلق ولا حياء ولا خشية من رب العالمين، بل انهم تطاولوا على صاحب الرسالة السامية والسنة الشريفة صلوات الله وسلامه عليه وسخروا ممن عمل بسنته واستهزأوا بهم، وهؤلاء الكتاب الضالون المضلون شرهم كبير، ويجب ان يؤخذ على أيديهم حتى يكفوا شرهم عن المسلمين، ومن السموم التي تنشر في الصحف دعوة النساء للسفور والاختلاط وعرض صور النساء الكاسيات العاريات، واغراء الشباب بعرض صور الفتيات الفاتنات الخليعات في هذه الصحف والمجلات والملاحق التي انتشرت في اسواقنا فلا تخلو منها مكتبة ولا جمعية تعاونية حتى البقالات اخذت تبيعها وتروجها.
ان كل من ينشر هذه السموم ويروجها انما يعمل على افساد اخلاق الناس وانحلال المجتمع وسيتحمل وزر عمله ووزر كل من عمل بعمله ان لم يتب الى الله ويستغفره.
ومن المعلوم انه مهما كثر الخبيث وانتشر فإن النفوس الزكية والقلوب النقية تمقته ويتضح لهم خطره وسوء نية من عمل على نشره، ولكن يجب علينا الا ننتظر حتى ينتشر الفساد ويعم البلاء ثم نعض بعد ذلك اصابع الندم بل يجب ان نعمل بجد للوقوف صفا واحدا في وجه هذا العدو، فنمنع دخول هذه الصحف والمجلات والملاحق الخليعة الفاسدة الى بيوتنا حتى لا تفسد علينا حياتنا، ويجب ان نتصدى لهؤلاء المضللين الذين يستهدفون افساد الدين والعقائد عن طريق مقالاتهم فيشككون في الدين ويفسدون الاخلاق وذلك بالرد عليهم وفضح الاعيبهم وكشف حيلهم للناس حتى لا يغتروا بهم وتتضح حقيقتهم.
كما يجب علينا ان نبين للمسلمين امور دينهم وان نربطهم بدينهم برباط وثيق من خلال نشرنا مقالات وكلمات ومواضيع تشرح لهم عظمة هذا الدين والنتائج العظيمة في الدنيا والاخرة لمن تمسك به وعمل بما فيه وانتهى عما نهى عنه، ونبين لهم عظمة صاحب الرسالة الخالدة صلى الله عليه وسلم وكيف تحمّل في سبيل نشرها وتوصيلها الى الناس الشدائد حتى انتشرت في جميع انحاء المعمورة، ونرسم لهم صورة واضحة عن الصحابة الكرام الذين ضحوا في سبيل نشر الاسلام يدفعهم الى ذلك ايمان بالله عظيم وزهد في الدنيا.
فاذا بينا للمسلمين هذه الامور الجليلة زاد ارتباطهم بدينهم وافتخروا به ودافعوا عنه بكل ما اوتوا من قوة وبذلوا في سبيل الاسلام كل غال ونفيس.
كما يجب ان نأخذ بأيدي المسلمين ونبين لهم ألا يغتروا بكثرة الطالحين الخبثاء.
فمن كان له عقل وإدراك لحقائق الأمور أيقن ان الرشد في اتباع الطيب من القول وان الغواية والضلال في اتباع المنحرفين، فليس الطيب كالخبيث.
ومن الذين حملوا على عاتقهم هموم المسلمين وجاهدوا ولا يزالون في جهاد وسط هذا الخضم الهائج والامواج المتلاطمة من اجل الاخذ بيد المسلمين الى بر الامان العاملون بـ «الايمان» وذلك من خلال نشر الكلمة الصادقة والمقالة المفيدة والصورة الطيبة لتكون صفحة بيضاء نقية عوضا عن صفحات سوداء ملونة. ان هؤلاء الذين يصلون الليل بالنهار لكي يخرجوا للناس صفحات بيضاء تربطهم بكتاب ربهم وتحبب اليهم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم انهم رجال يعملون بصمت واخلاص في جريدة «الأنباء»، ان هؤلاء هم الذين يزفون الينا في كل يوم جمعة ملحق الايمان فتقرأ فيه الكلام الطيب وينقل الينا هموم المسلمين في ارجاء المعمورة فيكون لنا عوضا طيبا عما يكتب وما ينشر من كلام خبيث فاسد.
ان ملحق الايمان نبراس يضيء لمن يبحث عن الصدق والنقاء وسط هذا الظلام الدامس من الكذب والنفاق.
ولقد مرت ثلاث سنوات و«الايمان» بفضل الله تعالى ثم بفضل جهد وتفاني القائمين عليه يشق طريقه بقوة وثبات وصلابة وسط هذا الكم الهائل من صحف ومجلات فاسدة ملوثة ليعبر بكل صدق عما يجول في نفوس المسلمين حاملا همومهم يدافع عنها بكل ما اوتي من قوة، همه الاول ان تكون كلمة الله هي العليا، داعيا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لا يمل ولا يكل، ولأن ملحق الايمان صادق في نيته ولأن الذين يعملون على اخراجه للناس بأبهى صورة مخلصون في عملهم فقد كان لهذا العمل الطيب ثمرات طيبة منها ان الناس يترقبون صدوره بفارغ الصبر فقبل ان تشرق شمس يوم الجمعة تراهم يقلبون الصفحات يقطفون من زهراته فيستفيدون مما يقرأون ويفيدون غيرهم.
وكان من ثمرات هذا الجهد ايضا ان سار على نهج الايمان اخرون فاصدروا ملحقا يقف بجانب اخيه الاكبر «الايمان» لكي يشد بعضهم بعضا لرفع راية الاسلام ولكي تنتشر الكلمة الطيبة بين الناس فكان الايمان قدوة حسنة طيبة يقتدي بها كل من يريد الخير للمسلمين.
واني من خلال هذه الوقفة اشكر الاخوة الافاضل القائمين على «الايمان» الذين يبذلون جهدهم ويقضون جل وقتهم في سبيل اخراج «الايمان» بابهى واجمل حلة ليكون هدية مباركة في يوم مبارك، فجزاهم الله خير الجزاء ووفقهم في عملهم واثابهم على جهدهم خيرا في الدنيا والاخرة لان الطيب وان قل نافع جميل العاقبة، والخبيث وان كثر فاسد نتن الرائحة ملوث وعاقبته وخيمة وايامه معدودة فلا يستوي ابدا الخبيث والطيب والرديء والجيد والضار والنافع والفاسد والصالح، والعاقل هو الذي يتذكر ويعي ويحذر وتقوى الله هي سبيل الفلاح والفوز والنجاة واحراز خيري الدنيا والآخرة.