من إعداد: ليلى الشافعي
اولى هؤلاء الفضليات الخيزران زوجة امير المؤمنين الخليفة العباسي المهدي، وقد سجلت في صحيفة اعمالها طرائف من اعمال البر تتجه الى انشاء المساجد ورعاية الايتام، ثم رأت ان تحج بيت الله الحرام، فتهيأ لها الموكب الحاشد، وسألت عن دار الارقم وهي اول دار اجتمع فيها المسلمون لاداء الصلاة، وكانت تعلم ان ابا جعفر المنصور اشتراها من حفدة الارقم بمال كثير بذله في ارضائهم كي يتنازلوا عنها، ولكنها بقيت على حالها دون عمارة ما، فأرادت ان تحلها المحل اللائق بمنزلتها كأول معهد ديني في الاسلام، فاشترت ما حولها من الدور واحاطتها بسور متين، وقد كتب اسمها في لوحة تسجل مآثرها، فكان الناس فيما بعد يسمونها دار الخيزران، ثم توالى تجديدها من بعد ذلك، وحين تركت الخيزران مكة قاصدة المدينة المنورة لزيارة صاحب الروضة الشريفة صلى الله عليه وسلم رأت ان تكسو الحجرة الطاهرة بستائر حريرية مرصعة بالالوان الزاهية، وهي اول من كسا الحجرة الشريفة، وفرقت كثيرا من الصدقات بهذه المناسبة وارضت شعورها الديني بما قدمته به في مكة والمدينة من اعمال.