- القطان: العودة إلى كتاب الله طريق النجاة الوحيد فلا تهجروا القرآن
- البلالي: القرآن لا يشفي العصاة والمرابين وأصحاب الفواحش
- المعيوف: هو باب للفرج والتأمل ومخرج من الفتن وعصمة من الزلل
ليلى الشافعي
جاء القرآن الكريم لإنارة الظلام وكشف الغمام، كما جعله الله نورا لمن اراد ان يهتدي ووسيلة للتكلم مع الله وشفاء للصدور وشرفا للزمان الذي نزل فيه وفرقانا.
فكيف نكون دائما في رحاب القرآن والاستنارة به؟ هذا ما يوضحه الدعاة. يقول الداعية الاسلامي احمد القطان، القرآن نزل من رب العالمين ليكون للناس رحمة وهدى ونورا، ونراه اصبح حبيسا في البيوت والسيارات، فأين قلوب المسلمين منه الآن؟ واين سلوكهم واخلاقهم منه؟ لقد هجروه الا طائفة منهم حباهم الله به فكان لهم انيسا رفيقا ونبراسا، وهم قلة من القليل.
واضاف، وان القرآن روح ونور وعلى قدر ما نقترب منه يكون هو قريبا منا وتطمئن به قلوبنا مصداقا لقوله تعالى: (الا بذكر الله تطمئن القلوب) فالمؤمن الغيور على دينه لوتخيل ان هذه الحياة كانت دون قرآن لكانت بمثابة الجحيم الذي لا يطاق، فها هي الاحصائيات تشير الى ان اكثر من خمسة آلاف شخص ينتحرون سنويا في المجر، اضافة الى 150 مليون طفل يجهضون سنويا في اميركا، ناهيك عن الجرائم والاغتصابات والسرقات وحوادث القتل وغيرها من جرائم المجتمعات التي تفتقر الى الوازع الديني.
صاحب القرآن
وبين الداعية القطان ان القرآن يتعلم منه المسلم الموحد الخوف من الله والرضا بقضائه، يأمره بالاحسان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا الى جانب السكينة التي تتنزل على الإنسان اذا كان مصاحبا لكتاب الله عز وجل، كما يعلم القرآن التاجر تحري الحلال من المال والبعد عن الغش في الميزان وزجر المطففين فقال تعالى: (ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم)، اما محتكرو السلع والمفسدون في الارض، الجامعون للأموال الحرام فهددهم وتوعدهم بالخسران المبين وبين لهم ان ما يجمعون من مال هو بمثابة الصخور التي تجمع لهم ثم تكون عليهم يوم القيامة وبالا وحسرة.
اوامر
وبين الداعية القطان عظم الرحم التي تعلقت بعرش الرحمن عند خلقها وقالت لربها «هذا مقام العائذ بك، فقال لها ويحك لقد خلقتك وشققت لك اسما من اسمي، اما يكفيك ان اصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت رضيت ربي».
نماذج سيئة
وزاد، عرفت نماذج فيها الغنى الفاحش والفقر المدقع ولو استخرج هؤلاء زكاة اموالهم على اقربائهم لسدوا رمقهم ولكفوهم ذل السؤال.
واضاف: لقد اوصانا الله تبارك وتعالى بألا نتباغض وألا نتحاسد وألا نتجسس وان نكون عبادا له اخوانا، مشيرا الى ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اوضح حرمات البيوت وأهدر حق العين التي تتلصص على بيت من البيوت، موضحا ان ديوانياتنا تحولت الى ناد تفشى فيه اسرار البيوت بسبب اجهزة التجسس الحديثة فتسبب ذلك في خراب الكثير من البيوت، وزرع الشك والريبة في نفوس الكثير.
وتساءل القطان: لماذا يحفظ الأطفال الأغاني أكثر من حفظهم كتاب الله؟ ولماذا لا نشجعهم على استبدال هذه الأغاني بحفظ القرآن الكريم؟!
وطالب المسلمين بالنظر إلى آيات الله المقروءة والمنظورة والمسموعة خاصة كتاب الله وما فيه من نماذج حية سامية تضمن صلاح الدين والدنيا وخيري الدنيا والآخرة ولا يوجد ذلك الا في كتاب الله عز وجل. وقال عن معطيات القرآن: ان سورة البقرة لا تستطيعها البطرة فتقضي على السحر وتمنع الأذى، والبقرة وآل عمران تأتيان يوم القيام كالسحابة الغوث لصاحبها، كما أن سورة الملك هي المنجية وقيل المجادلة التي تنجي صاحبها من عذاب القبر وتجادل عنه يوم القيامة، وقراءة سورة «الكافرون» قبل النوم تكون لصاحبها براءة من الشرك، ايضا فإن قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات تماثل فضل قراءة القرآن كاملا، إضافة إلى أن قراءة الآيات الأخيرة من سورة المؤمنون تحفظ الإنسان في سفره وعودته وسورة الواقعة تقي من الفقر.
شفاء القلوب
وحول أهمية القرآن في شفاء القلوب يقول الداعية عبدالحميد البلالي: ان هناك قلوبا مريضة وأخرى سليمة صالحة، مشيرا إلى أن القلوب المريضة هي تلك التي لا تلتزم بشرع الله عز وجل، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وتتبع المغالاة والتطرف في جميع الامور، اضافة إلى الغفلة التي قال عنها المولى سبحانه وتعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا)، والتي من نتائجها استصغار الذنوب وعدم تعظيمها، وعدم سماع النصيحة، وهؤلاء قال عنهم سبحانه وتعالى (وقالوا قلوبنا غلف)، وأيضا (وقالوا قلوبنا في أكنة وفي آذاننا وقر).
وأكد الداعية البلالي ان مجتمعاتنا لا تخلو من هذا الصنف من الناس، فتراهم يسخرون من أهل الإيمان وينعتونهم بمسميات كثيرة، وهؤلاء مثلهم كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ عنها وأعرض عنها، وينطبق عليهم قوله تعالى: (إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث).
اللهو
وذكر ان من أسباب ضعف القلوب أيضا اللهو واتباع الهوى، فترى اللاهين يستخفون بسماع النصيحة ولا يهتمون بها، ويلعبون وهم غافلون ويتبعون أمزجتهم وأهواءهم حتى وصل بهم الأمر إلى ترك عبادة الله، وقد أخبرنا الله تعالى عنهم في قوله (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا)، وبالتالي فإن هؤلاء وقد ماتت قلوبهم لا يتألمون لذنب فعلوه صغيرا كان أو كبيرا، كما لا يتأثرون لمعصيتهم.
الحسد
وقال البلالي: إن القرآن الكريم في مقابل ذلك هو شفاء ورحمة للعباد، مشيرا إلى استفحال السحر والحسد وانتشار المس الشيطاني بين الناس والى الشروط الواجب توافرها في كل من المعالِج والمعالَج، القارئ والمقروء عليه حتى تعم الفائدة في الاستشفاء بالقرآن، موضحا أن السلف الصالح كانوا إذا قرأوا على مصروع أو محسود أو مسحور سألوا أولا عن دينه والتزامه فإن كان عاصيا اشترطوا عليه التوبة وإلا رفضوا القراءة عليه، فالعصاة والمرابون وأصحاب الفواحش إذا قرئ عليهم القرآن لا يستفيدون منه لأنهم هجروا القرآن بل سيكون حجة عليهم في الدنيا والآخرة.
وشدد الداعية البلالي على العودة إلى القرآن والتشافي به لأنه منهج حياة، ولا تستقيم الحياة إلا باتباع أوامره والانتهاء بنواهيه (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
في حياتنا
ويؤكد الداعية حسين المعيوف أن الأمة الإسلامية ما رأت رفعة إلا في كتاب الله منهاجا ودستورا وحياة كريمة وأمة متقدة فكرا وسلوكيا وأخلاقيا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي».
لذا ينبغي أن يكون القرآن في حياتنا وبيوتنا وأعمالنا لننهض به أفرادا ومجتمعات وأمما تحكم بالشريعة والتي إذا طبقت في سلوكنا جميعا تقدمت الأمة وتقدم الوطن في الجوانب المختلفة للحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى في السياسة حينئذ تعود للأمة هيبتها وكرامتها وعزتها بفضل ما كانت تحكم به من كتاب الله كما ينبغي ان يكون القرآن في حياة المسلم بلسما وسلوكا يتعامل به مع الناس، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خُلقه صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن، وكان قرآنا يمشي على الأرض.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ايضا «من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن، ومن أراد أن يكلم الله فليدخل في الصلاة».
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ستكون فتن. قالوا: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله. ثم أخذ رسول الله يبين قيمة هذا القرآن ومنزلة هذا الكتاب فقال: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل.. إلى آخر الحديث.
باب الفرج
وأشار المعيوف الى ان القرآن الكريم باب للفرج والأمل ومخرج من الفتن، وهو عصمة من الزلل وطريق للهدى حيث قال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي»، فالقرآن معين للمسلمين على بيان الحلال والحرام ومن خلاله عرفوا كيفية الصلاة والزكاة والحج والصيام، ومن خلاله ايضا عرفوا كيف يكون التعامل مع الله ومع عباده عن طريق أحكامه المبثوثة في كل سوره وآياته بالإضافة إلى أن القرآن الكريم يعطي الزمان شرفا، فما سميت ليلة القدر بهذا الاسم ولا نالت هذا الشرف إلا بنزول القرآن الكريم، فمن أراد أن يبارك له في وقته فعليه أن يتمسك بهذا الكتاب فهو ذكر للنبي وشرف لأمته لقوله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك) وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته».