- العنزي: ضرب الزوجة زوجها سلوك شاذ ومخالف لتصورات العقول السليمة
- الدمخي: الله عز وجل وصف المرأة بالقانتة المطيعة لزوجها وقصر سبحانه التقويم على الرجل فقط
- أبل: زوجة شريرة بطبعها فاقدة لأواصر الصلة مع من تعيش سيكوباتية متبلدة الإحساس
- الشويت: لا هي زوجة ولا هو رجل وهن مريضات نفسياً ومضطربات سلوكياً
- العويد: كيف يستسلم الزوج ويتهاون ويخضع لهذه الزوجة الشرسة؟! فالخلل يكمن في الأزواج
يقول الله سبحانه وتعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
فأين المودة والرحمة التي دعانا اليها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز؟ فالضرب يعد مفهوما وسلوكا لا أخلاقيا يهدد السكينة وتصبح العلاقة الزوجية قائمة على الخوف والعدوان، ومع ذلك نرى أوضاعا اجتماعية معكوسة حينما نرى الزوجة هي التي تضرب زوجها وتهينه.. حول هذه القضية نتعرف على آراء المختصين:
في البداية، يبين المحامي وأستاذ الشريعة د.سعد العنزي ان الضرب في العلاقة الزوجية ممنوع منعا باتا سواء على الرجل أو المرأة، موضحا ان النصوص التي وردت في عملية التأديب في إطار الإصلاح كان ذلك خاصا للرجل في قوله تعالى (فاضربوهن)، يعتبر خطابا إلهيا موجها للرجل بشرط ألا يصل هذا الضرب الى ضرب مبرح بمختلف أشكاله الذي يعتبر ممنوعا في الشريعة، وضرب الرجل لزوجته يتوقف عند حدود الإصلاح فقط ولا يسيء للعلاقة الزوجية، موضحا ان الإطار الإصلاحي في الحياة الزوجية ينقسم الى مراحل تبدأ بالنصح ثم الهجران وينتهي بالضرب غير المبرح للزوجة ضربا تأديبيا كأن يضربها بالمحارم أو بالسواك أو بأن يضع يده على كتفها لكي يساعد في تغيير منهج الزوجة الى الأحسن أو ينبهها عن الرجوع عن عصيانها بخروجها من دون إذنه أو في حال عدم تحقيقها للحقوق الشرعية التي أمرها الله بها تجاه زوجها، مؤكدا ان الضرب المبرح من قبل الزوج لزوجته يزيد الشقاق والفرقة بين الزوج وزوجته.
شذوذ
وأضاف: انه في حال حدوث شذوذ في القاعدة وكانت الزوجة هي التي تضرب زوجها فإن ذلك خلاف للمألوف ولما تتصوره العقول السليمة وحدوثه يعتبر مخالفة للشرع ومحرما، فكما انه لا يجوز للزوج ضرب الزوجة ضربا مبرحا فإنه لا يجوز للزوجة التعدي على زوجها وعقابها في هذه الحالة أشد، مشيرا الى ان كل النصوص التي وردت في حق الزوج على زوجته هي الطاعة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها» وغيره من الأحاديث التي توجب الطاعة على المرأة لزوجها فبضربها لزوجها تكون قد ارتكبت اثما عظيما، وأشار د.العنزي الى ان من يقول انه يجوز للمرأة ضرب زوجها فهو شاذ ومخالف لتصورات العقول السليمة والاستنباطات الشرعية للعلماء الخيرين والمتميزين ويعتبر من يؤيد ذلك من الشواذ، ويحق لكل من الزوج أو الزوجة ان يطلب من القاضي الطلاق للضرر حال تعرض اي منهما للأذى.
أين القوامة؟
وبين د.عادل الدمخي ان (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم) موضحا ان الله عز وجل وصف المرأة بأنها قانتة مطيعة لزوجها، وقصر سبحانه الإصلاح والتقويم على الرجل من خلال النصوص القرآنية الصريحة التي أجازت ضرب الرجل فقط لزوجته لتقويمها عن نشوزها، مشيرا الى ان حدوث عكس ذلك يعتبر ضد الفطرة ومخالفا للشريعة ومعاكسا للنظام العام القائم عليه مجتمعاتنا الإسلامية وهو فساد عظيم بأن تكون القوامة للمرأة على الرجل بصورة التعدي بالضرب مما يذهب هيبة الرجل ورب الأسرة ويكون مثالا سيئا أمام أبنائه، وهو ما يؤدي الى انفلات الأمور، مؤكدا ان الفتوى بجواز ضرب المرأة لزوجها لا يوجد فيها احترام لقواعد الشريعة الإسلامية.
امرأة شريرة
ويبين استاذ علم النفس د.كاظم أبل أسباب هذه الظاهرة، ويرجعها الى أسباب شخصية، حيث يلعب العامل الاقتصادي دورا قويا فيتزوج الرجل المرأة لديها مال ليستثمر فيها أمواله، هنا يصبح مركزها أقوى من الرجل وبالتالي فإن هذا العامل يجعل الرجل على استعداد للتغاضي عن الإهانات وأشكال من الإيذاء تصدر عن الزوجة حتى يظل محتفظا بعلاقة الزوجة التي تدر عليه ربحا أو عائدا، والمرأة في مثل هذه الحالات تكون واعية تماما لهذه الحقيقة، فتدخل معه في اختبارات تبدأ بالسب وتنتهي بالضرب، وهذه الظاهرة جديدة لم يكن لها وجود من قبل لأن التبعية الاقتصادية للمرأة كانت تلعب دورا يوم ان كانت تقل أدبها تعلم انه سيطلقها، اما اليوم فتقول «لا يستطيع ان يطلقني»، وهذا أعطاها قدرا من اللامبالاة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عامل الثقافة السائدة، وماذا تقول الندية، والمساواة، والتعاون، وبعد ان كان الرجل هو السيد الآمر الناهي في الأسرة أصبح مجرد شريك لم يعد يتمتع بالهيبة والكبرياء.
أيضا وسائل الإعلام وما تطرحه في شخوص ومبادئ لها دور في شيوع هذه الظاهرة، وأخطر ما في القضية ما ينعكس اثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء، فلم يعد يرون النموذج المشرف المسيطر للأب، بل أصبحت السيطرة والهيمنة للأم في ظل هذه الادعاءات التي تملأ الساحة وتجعلهم مهيئين لقبول هيمنة المرأة.
ونحن ننسى ان قدرة الطفل على التعلم أعمق من قدرته على التعليم، فهو يقلد ما يراه ويسمعه ولا يستوعب ما يملى عليه من إرشادات، ولفت د.ابل الى ان هذه الظاهرة عالمية ومرتبطة بالتغيير الاجتماعي والاقتصادي.
صفات
وأكد د.ابل ان صفات المرأة العدوانية تبرز انها زوجة شريرة بطبعها، فاقدة لأواصر الصلة مع من تعيش، سيكوباتية وقيادية بدرجة عالية جدا، كما انها متبلدة الاحساس والمشاعر، تعودت ان تكون هي المحرك لكل شيء وتعيش مع انسان فاقد للشخصية يسمع ويطيع ويتحمل الإهانات، لا يحسم أمره ويرجئ القرارات ويخضع لزوجته. وهذا السلوك منحها القدرة أمام أي انفعال مفاجئ على ان تمد يدها، لا شك ان هذا يعكس عجزا في تكوينه النفسي نتيجة شعوره بالنقص أو العجز أو الاحتياج لمثل هذا النوع من التعامل، فهناك نوع من الرجال لا يستطيع الحياة الا في ظل امرأة متسلطة، وهذا النوع في الغالب والأعم يتنازل عن رجولته وكرامته وعزة نفسه.
عدم التوافق
يرى أستاذ علم النفس د.صالح الشويت ان السبب الرئيسي في قضية ضرب الزوجات للأزواج يعود الى عدم وجود التوافق الزوجي الجسدي الى جانب عدم النشأة في مناخ أسري سليم يربى فيه الأولاد والبنات على كيفية ان يتعامل كل منهم مع الآخر، كما ان قراءة الأولاد والبنات لسجل الأسرة الحافل بالأحداث بين الأم والأب يؤثر على حياتهم المستقبلية، فإذا كان الجو صحيا وكان احترام الأم والأب بعضهما لبعض قائما ويسود البيت جو من المحبة والاحترام والعشرة الطيبة فإن سلوكيات هؤلاء الأولاد ستختلف تماما عن آخرين يشاهدون صباح مساء حلقات من العنف بين الأم والأب.
البخل
ويضيف د.الشويت ان الرجل يضرب زوجته اذا كانت متمردة وعاصية ومخادعة، بينما تضرب الزوجة زوجها عندما تشعر بضياع الأم تماما في تكوين الأسرة أو الدفاع عن نفسها.
ويقول: ان هؤلاء الزوجات عادة مريضات نفسيا ومضطربات سلوكيا ويحتجن لعلاج لدى اخصائي، كما ان الزوج المستسلم للضرب مريض نفسيا ويحتاج لعلاج، وبكل تأكيد ينشأ الاطفال في هذا الجو متمردين على الأم والأب والبيت.
وأرجع د.الشويت السبب في ضرب الأزواج إلى «البخل»، فالزوج البخيل يدفع بعض الزوجات الى ضربه بعد ان ضاقت بهن كل السبل، حيث ان البخل سمة تثير نفور المرأة من زوجها لأن هذا يعني التقتير عليها وعدم اشباع حاجاتها ومثلها مثل الأطفال، خاصة عندما تكون الأم غير عاملة فإذا كان هذا المنفذ ضيقا سبب لها حالة اختناق نفس وتختمر في ذهنها فكرة الاعتداء على الزوج البخيل.
وزاد: كما ان شعور المرأة وإدراكها لقوة شخصية زوجها يجعلها تقدم على الانتقام بالاعتداء عليه، خاصة اذا سعى الزوج لتهميش دورها، وأكد د.الشويت ان عنف الأزواج ضد الزوجات أكثر بكثير من عنف الزوجات تجاه الأزواج، إلا ان النوع الأخير من العنف على ندرته يحتاج الى دراسات تفسر جرأة المرأة وقمع زوجها بضربه واحيانا القتل.
استفزاز الزوج
وبين د.الشويت ان استفزاز الزوج لزوجته يسهم في دفعها في ظل ظروف معينة الى الاعتداء عليه وأخطرها على الاطلاق ان يسب أهلها حتى تصبح الزوجة في مأزق بسبب هذا النفور بين زوجها وأهلها لأنه يصعب عليها تجميد علاقتها بأسرتها لأن الخسارة ستعود عليها في المقام الأول فهو يضربها في أي خلاف ينشب مع الزوج فيما بعد، كما يتعمد بعض الأزواج الحط من قدر زوجاتهم أمام الآخرين خاصة الأخريات وانتقاء تصرفاتهن، وهذا يخلق لدى الزوجة مشاعر دونية ويقلل فرص التواصل معه ويضعف الروابط الوجدانية بينهما، مما يزيد احتمالات العنف.
أوضاع معكوسة
استشاري الأسرة د.محمد رشيد العويد يؤكد ان حقوق الرجل والمرأة وواجبات الرجل والمرأة مفصلة بما يحقق مصلحة الرجل والمرأة أولا ثم مصلحة المجتمع ثانيا، بمعنى ان هذه الحقوق والوجبات لأي من الطرفين لا تتعارض ابدا مع كرامة الطرف الآخر ولا تؤدي ابدا الى اهدار بناء المجتمع، وهذه قاعدة أساسية وبعد ذلك اختلاف النظرة في الحقوق والواجبات من وجهة نظر الاسلام يبنى على اختلاف التكوين الخلقي لكل واحد منهما وعلى الأداء الوظيفي، كذلك ففي الوقت الذي يؤكد فيه الإسلام على ان الرجل والمرأة آية من آيات الله وخلقا من نفس واحدة، أكد ان العلاقة بين الزوجين لا بد ان تؤدي الى السكن والسكينة والمودة والحب والعطف والتعاطف والألفة والشفقة، كما لا تختلف الحقوق والواجبات بينهما على أساس استعلاء النظرة أو احتقار أحد الطرفين للآخر، إنما هذا له دور وهذا له دور، ولا ننسى ان القرآن الكريم أعطى القوامة للرجل وهي عبارة عن مسؤولية وهي تكليف لا تشريف، فهي مسؤولية يعطيها الله سبحانه وتعالى للرجل عامة نظرا لأن الرجل يتحرك في كل مكان وجسمه مهيأ لكل الأعمال ولا توجد عوائق طبيعية تحول بينه وبين القيام بهذه المسؤولية، فالشريعة الإسلامية أعطت حق القوامة للرجل فإذا ضاعت هذه القوامة فقدت المرأة احترامها للرجل وتولت هي الأمر وأصبحت لها السلطة الأعلى، وهذا لا يحدث الا في غياب المناخ الاسلامي وعدم الالتزام بأخلاقياته وعندما تتسم المرأة بصفة التسلط فالخلل يكمن في الأزواج كيف يستسلمون ويتهاونون ويخضعون لهذه الزوجة الشرسة، وكيف يقبل الزوج على كرامته تطاول زوجته؟
ولفت العويد الى ان طاعة المرأة لزوجها قدمت في الشريعة على طاعتها لوالديها والنصوص القرآنية والأحاديث كافة دلت على ان القوامة للرجل واقتصر الضرب للرجل على زوجته ان لاحظ نشوزها بشرط ألا يكون ضربا مبرحا، وان يكون آخر أساليب الإصلاح، اما ضرب المرأة لزوجها فيعتبر شذوذا عن القواعد الإسلامية ومن الأوضاع الاجتماعية المعكوسة.