- لدينا 6 دور للرعاية والإيواء و3 فروع في عدة محافظات
- العادات والتقاليد في المجتمع اليمني تصطدم مع إيواء اليتيمات في دار لهن
- زوجنا 16 يتيمة ونتابعهن باستمرار ونهتم بأمورهن ونساندهن
- نتمنى إقامة مشروع دار استقبال للحالات الطارئة والإيواء المؤقت
- مؤسسة الرحمة حصلت على شهادة الآيزو
- نسعى إلى تحقيق الرعاية الشاملة لليتيمات والأيتام وتحقيق الطفولة الآمنة لهم
حاورتها: ليلى الشافعي
أكدت رائدة العمل الخيري رئيسة مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية باليمن رقية الحجري الملقبة بأم الأيتام ان المؤسسة ترعى 450 يتيمة بالسكن الداخلي و650 في أحضان أسرهن وان المؤسسة تهدف الى رعاية اليتيمات وحمايتهن من القهر والعنف وانها نالت ثقة المجتمع المدني حيث تكفل المؤسسة الأيتام بنظام الأسرة، لافتة الى ان قصة حبيبتي مريم كانت ناقوس الخطر الذي دفعهم لايجاد حل مجتمعي يحفظ لليتيم كرامته ويؤمن له حياته.
واشارت الى ان «الرحمة» تعمل بطاقم نسائي متكامل ولديهم الآن 6 دور للرعاية والايواء و3 فروع للمؤسسة في محافظات صنعاء واب وتعز، وتحدثت عن اهداف المؤسسة وانجازاتها والمعوقات التي تصادفها والى نص الحوار:
بداية فكرة مشروع دار الرحمة لليتيمات؟
٭ قصة مريم كانت سببا في التفكير بانشاء دار الرحمة لليتيميات اول دار في اليمن، ان قصة حبيبتي مريم كانت نقطة تحول وعلاقة فارقة دقت ناقوس الخطر ونبهت المجتمع الى اهمية انشاء دور رعاية الايتام وخلقت رأيا عاما حول قضيتهن.
غير ربحية
وهل مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية مؤسسة ربحية؟ ومتى تأسست؟
٭ ليست مؤسسة ربحية وتأسست عام 2001 بهدف ايواء ورعاية اليتيمات وحمايتهن من القهر والاضطهاد والعنف، اضافة الى ان فكرة تأسيس دار لايواء اليتيمات كانت في حد ذاتها تحديا كبيرا فلم تكن تحظى بقول مجتمعي، الا ان نجاح تجربة العامين الأولين من عمر المؤسسة اسهم في تغيير الثقافة المجتمعية تجاه دور الايتام للفتيات.
طاقم نسائي
وما نظام العمل بالمؤسسة هل هو نسائي فقط؟
٭ المؤسسة تعمل بطاقم نسائي متكامل واستطاعت ان تنال ثقة المجتمع واصبحت لديها 6 دور للرعاية والايواء و3 فروع للمؤسسة في محافظات صنعاء واب وتعز، ولها مركزان لرعاية وتأهيل الايتام في احضان الأسر وهناك دار للطفولة الآمنة تهدف الى رعاية وايواء الفتيات المشردات غير اليتيمات في بيئات غير تربوية.
إنجاز كبير
وكيف بدأ توسعكم؟
٭ كانت قصة مريم ناقوس خطر دفعنا لضرورة ايجاد حل مجتمعي يحفظ لليتيم كرامته ويؤمن له الرعاية الملائمة ويحميه من العنف والاضطهاد والتعدي وكانت النتيجة ان الشيخ احمد المنصري تأثر بقصة مريم وتبرع بنصف ماله وبين يوم وليلة اصبح لدينا ثلاثة بيوت بعد ان كنا نحلم بشقة واحدة، وبالتالي تسلمنا المباني وبدأنا المشروع، وخلال عامين اوينا 20 فتاة يتيمة، ويعتبر ذلك انجازا كبيرا في ظل معارضة المجتمع الشديدة لوجود البنات داخل دور الايواء ولكن لا يمانع من وجودهن في الشارع او انخراطهن في قضايا اخلاقية وتلك هي المفارقة العجيبة وعلاقة الاستفهام الكبيرة.
أم الأيتام
هل يشعرك لقب أم الأيتام بالسعادة؟
٭ لقب أم الأيتام قيمة كبيرة ويضع على عاتقي مسؤولية اكبر واحلم ان احقق حياة كريمة لكل يتيم في اليمن واشعر بالمسؤولية عنهم ولله الحمد استطعنا ان نحقق العديد من الطموحات ولدينا الكثير منها في الانتظار وليس ادل على ذلك من اننا لدينا 450 يتيمة في السكن الداخلي و650 يتيمة في احضان اسرهم وهذا رقم كبير بالنسبة لمؤسسة غير حكومية وغير ربحية.
صعوبات
ما الصعوبات التي واجهتموها؟
٭ اولا ان فكرة تأسيس دار لايواء اليتيمات لم تكن تحظى بقبول مجتمعي واصطدمت بالعادات والتقاليد والطبيعة القبلية للمجتمع كما ان هناك اسبابا كثيرة مثلت عوائق كبيرة في طريق التأسيس واهمها التكاليف المرتفعة او الباهظة لانشاء مثل هذه الدور، فضلا عن غياب لغة الحوار مع بعض الاسر لحل قضايا ابنائها، ولذلك اخذت الفكرة منحنيات كثيرة صعودا وهبوطا الى ان رأت النور على ارض الواقع، ومن الصعوبات ايضا عدم وجود دعم ثابت وشحة الموارد الداخلية كانت عائقا من العوائق التي تواجه المؤسسة، وايضا عدم وجود كادر مؤهل يعمل على الانخراط في هذا العمل الانساني الشاق، وعدم وعي المجتمع باهمية وجود مثل هذه المشاريع، وايضا النظرة الدونية لليتيم لدى افراد المجتمع، وعدم وعي المجتمع باهمية العمل التطوعي وعدم وجود كوادر متطوعة وعدم وجود قوانين وانظمة تحمي المؤسسة.
حلول
وكيف تتغلبين على هذه الصعوبات؟
٭ من خلال نجاح تجربة العامين الاولين كانت هناك ثمار كثيرة اهمها انها ساهمت في تغيير الثقافة المجتمعية تجاه دور الايتام للفتيات، بالاضافة الى انها كانت اكبر حافز لنا على الاستمرار والتحول من مجرد دار للايواء الى مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية وانفصلنا عن جمعية الاصلاح الاجتماعي وتفهمت قيادتها الموقف وتطورت آلية العمل لتصبح مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية اول المؤسسات التي تعنى بالفتيات بتصريح رقم 40 من وزارة الشؤون الاجتماعية في الجمهورية اليمنية بتاريخ 31/2/2003 والمؤسسة التي تعمل بطاقم نسائي متكامل استطاعت ان تنال ثقة المجتمع واصبح لدينا 6 دور للرعاية والايواء و3 فروع للمؤسسة في محافظات صنعاء واب وتعز بالاضافة الى مركزين لرعاية وتأهيل الايتام في احضان اسرهم وبلغ العدد فيهما 650 يتيمة.
وكيف تغلبتم على شح الموارد المالية وعلى بقية الصعوبات؟
٭ لجأت المؤسسة الى مصدر دائم للتمويل عن طريق مشروع استثماري وقفي عملاق قيد الإنشاء وهو عبارة عن مجمع تجاري كبير بتكلفة تصل الى مليوني دينار يمثل الأمان التمويلي للمؤسسة كما ان المؤسسة تعمل بصورة منظمة على التوسع في انشاء الدور في مختلف المحافظات والتوسع في الاستثمار والتوسع في زيادة عدد الكفالات.
وايضا اقامة الدورات التأهيلية للكوادر العاملة في المؤسسة لتطوير العمل الاداري المؤسسي، وايضا قمنا بعمل جلسات توعية لاسر الايتام باهمية دخول اليتيمة او اليتيم الى المؤسسة للحصول على الرعاية الشاملة التي لا تتوافر لدى الاسرة اضافة الى كفالة بعض أسر الأيتام الذين يعتمدون بصورة اساسية على عمل الطفلة او الطفل في الحصول على مصدر الرزق.
خدمات
وما نوعية الخدمات الأخرى المقدمة لليتيم؟ وللمجتمع؟
٭ خدمات شاملة صحية، تعليمية، تربوية، تأهيلية.. الخ مع وجود قنوات تواصل بين اسرة اليتيم والمؤسسة تتسم بالشفافية وتوعية أفراد المجتمع بدورهم ومسؤوليتهم نحو فئة الأيتام من خلال اللقاءات والزيارات والندوات والمهرجانات.. الخ، وتوعية المجتمع عامة والشباب خاصة باهمية العمل التطوعي وما يجنيه الفرد من فوائد على المستوى الشخصي والمجتمعي، مع اضافة بنود جديدة في استمارة دخول اليتيم لضمان حماية المؤسسة من اي تهديد خارجي.
كيف تم تحقيق هذا النجاح المتميز؟ ومن هم الشركاء الداعمون لهذا النجاح؟
٭ اولا ارجع الفضل الى الله عز وجل في تحقيق هذا النجاح، ثم الى الجهود المشتركة المخلصة التي شاركتنا هذا الحلم الذي اصبح حقيقة ماثلة للعيان من خلال وجود مبان وقفية للداعم احمد المنصري الذي يعتبر الشريك الاول لهذا النجاح المتميز، اضافة الى ان تعاون الدولة يمنحنا تصريحا لممارسة النشاط الخيري المؤسسي والتسهيلات المختلفة.
وما أهم شركاء هذا النجاح؟
٭ الدولة والافراد والمنظمات والهيئات الخيرية الداخلية والخارجية: الهلال الأحمر الإماراتي، بيت الزكاة، جمعية النوري، جمعية فهد الاحمد وجمعيات محلية.
من خلال تجربتك الشخصية بماذا توصين؟
٭ من خلال تجربتي في مجال العمل الخيري ورعاية اليتيمات استطيع ان اقول انني خرجت ببعض التوصيات التي اضعها بين ايديكم لاسهم معكم بها اولا: وضوح الهدف يؤدي الى ظهور نتائج مشرفة وهذا كان دأبنا منذ بداية التخطيط لهذا المشروع الكبير، واخذ دروس من خلال التجربة اثبتت ان من عزم بنية صادقة على تقديم شيء ولو قليلا فتح الله عليه فتحا كبيرا، وتعلمت الصبر والثبات وتحمل المشقة والمواقف الصعبة، تعلمت ان العمل الخيري مدرسة تربوية واسعة المجال.
تطوير ورقي
وما تأثير العمل الخيري على شخصيتك؟
٭ استطيع القول ان العمل الخيري اسهم بشكل كبير جدا في تطوير شخصيتي واكسابها الخبرة كما ان العمل الخيري فتح لي باب التعود على الاحتساب والأجر من الله عز وجل، وكذلك احساس باشباع للرغبات وتحقيق الذات وشغل الفراغ برد الجميل للمجتمع، ويغمرني الشعور بالسعادة لمشاركة من حولي وتخفيف معاناتهم في السراء والضراء، وهو ايضا اتاح لي الفرصة لتبادل الخبرات الكثيرة والمفيدة، وساعدني في الحصول على احترام وتقدير وقبول من قبل افراد المجتمع، كما ان العمل الخيري نمى قدراتي الذهنية وساعد على ارساء قاعدة متينة من السلوكيات الحميدة في المجتمع كما عودني عمل الخير على الثقة بالنفس وتحمل المسؤوليات الاجتماعية ومواجهة المشكلات بشكل مباشر.
جنة الدنيا
وماذا ترى في مشروعك هذا؟
٭ استطيع القول اني ارى في مشروعي جنة الدنيا فهو من وجهة نظري امتع مشروع على الاطلاق واتعب مشروع على الاطلاق، امتع لكون مرافقة خير الأنبياء هي أجمل نهاية له، واتعب مشروع لكون مشاكل التربية هما كبيرا جدا يشغلنا عن الكثير من الأشياء التي نود عملها.
التزكية
في كلمتين بماذا تصفين العمل الخيري؟
٭ العمل الخيري يطهر النفس ويزكيها فما احوجنا الى تزكية نفوسنا وقد قال تعالى (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها.. التوبة 103).
والعمل الخيري يفتح أبوابا للرحمة ويحفظ المال ويزيده ويقي مصارع السوء ويذهب الخوف والحزن، فهو أولا واخيرا يشبع ليس فقط الجانب الديني والروحي لكن ايضا يشبع الحاجة الى الانجاز والنجاح والاحترام الذاتي والتعود على المسؤولية، والاسلام جعل للعمل الخيري اهمية خاصة، فهو مجال خصب يمكن ان يكتسب الانسان من خلاله الحسنات التي ترفع منزلته عند الله عز وجل يوم القيامة، وذلك بشرط ان يبتغي من وراء هذا العمل وجه الله تعالى، والمؤسسة توجهت نحو الخير عامة واليتيم خاصة بناء على التوجيهات القرآنية التي خصت اليتيم بآيات متعددة وبناء على المنزلة التي ينالها كافل اليتيم الواحد وهي مرافقة خاتم الانبياء في الجنة.
المدارس
هل أماكن الدراسة متوافرة للايتام في المدارس الحكومية؟
٭ لا مكان لهم في المدارس الحكومية لارتفاع عدد الطلاب فيها، ونحن لا نستطيع ان ندرس ابناءنا في المدارس الخاصة لارتفاع تكلفة مصاريفها والتي لا نقدر عليها، ولكننا اتجهنا اتجاها مختلفا، حيث نذهب إلى مالك المدرسة ونحاول إقناعه بأن يعطينا مقاعد مجانية للايتام بدلا من اخراج الزكاة، وفعلا نجحت محاولتنا وأصبحت لدينا 10 مقاعد في مدرسة و15 مقعدا في مدرسة اخرى، وهكذا، ونحن نحرص على اختيار المدارس الاقرب للمؤسسة لأن النقل من الدار الى المدرسة مشكلة اخرى وتحتاج الى أعباء مالية جديدة.
الجامعة
هل هناك أماكن متوافرة لدراسة اليتيم في الجامعة؟
٭ اغلب موظفي ادارة المؤسسة من بناتنا اليتيمات، ونحرص على ان نوفر لكل منهن مقعدا مجانيا في الجامعة كمنتسبة بعد الحصول على الثانوية العامة، وفي الوقت نفسه يعملن في المؤسسة مقابل مكافأة شهرية.
مصادر التمويل
ما أبرز مصادر تمويل المؤسسة؟
٭ معظم المصادر التي تدعمنا تعتمد على كفالة اليتيم، لذلك نعمل في المؤسسة ليل نهار لنصل الى الكفلاء ونقدم لهم صورة واضحة عن المؤسسة وابرز انشطتها، والمشكلة التي تواجهنا هي عدم استمرارية الكفلاء، فبين فترة واخرى تخرج مجموعة وتدخل غيرها، وهذا يؤدي الى عدم استقرار مستوى التمويل، ما يهدد المشروعات التي تقوم بها المؤسسة.
شهادة
هل وجدتم تقديرا معنويا للمؤسسة؟
٭ المؤسسة حصلت على جائزة الآيزو من شركة جلوبال البريطانية، فشعارنا هو (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، ونضع نصب أعيننا أن المؤسسة أنشئت بالأساس حتى لا يقهر اليتيم، وسنعمل جاهدين على ان نوفر للأيتام افضل سبل الحياة المعيشية تحت عنوان عريض «نحن لهم سند الى الابد».
الزواج
هل تزوجت واحدة من يتيمات المؤسسة؟
٭ لدينا 16 يتيمة تزوجن، ونحن نتابعهن باستمرار ونتابع مشكلاتهن الاجتماعية ونزورهن في المناسبات، ونحاول ان نشعرهن بأن هناك من يساندهن ويهتم بهن.
العمل الخيري في الكويت
هل تتعاونون مع الجهات الخيرية في الكويت؟
٭ نعم، نحن حريصون على زيارة الجمعيات الخيرية الكويتية، حيث ان العمل الخيري في الكويت متميز ومعروف، ونزور «الرحمة العالمية» وجمعية الاصلاح والهيئة الخيرية وبيت الزكاة والامانة العامة للاوقاف، ونرحب بالتعاون مع كل المؤسسات الخيرية، وندعوها إلى زيارتنا ورؤية اعمالنا على ارض الواقع لتتعرف على الجهد المبذول من اجل اليتيم، وقامت سيدات فضليات من الكويت بزيارة المؤسسة في اليمن وتعرفن على ما تقوم به، كما أتى الدعم من قبلهن.
فزعة حبيبتي مريم
تحكي لنا الحجري قصة مريم التي بسببها انشئت المؤسسة قائلة: مريم طفلة مجهولة الأبوين وضعتها أمها في احد المستشفيات الجديدة وهربت وتركتها بعد ساعات من ولادتها، فهي ضحية أم قدمتها دون وازع من دين أو ضمير ولا رادع من قانون، لعالم الضياع والحرمان، ظلت الطفلة المسكينة تبكي أياما حتى اشفقت عليها ممرضة وافدة تعمل في المستشفى اسمها «أسماء» احتضنت الطفلة الرضيعة وشملتها برعايتها لمدة 12 عاما، الا ان القدر لم يمهلها لان تكمل هذه المهمة السامية وهذا العمل الجليل، فأصيبت اسماء بمرض السرطان وقررت ان تبلغ الطفلة المسكينة بحقيقة وضعها كطفلة لقيطة لعلها في المستقبل القريب تعثر على أسرتها الحقيقية.
في الواقع كانت صدمة كبيرة لمريم زادت من حدتها وفاة اسماء بعد ان صارحتها بالحقيقة بأيام، وفجأة وجدت مريم نفسها في عالم التيه والضياع فلقد طردها صاحب البيت من الشقة التي كانت تسكنها مع اسماء وباع الأثاث مقابل الايجار.
اشفقت على مريم احدى نساء الجيران والتي قررت ان تربيها مع اولادها الا ان زوجها حينما علم بالأمر صرخ فيها «أنا لست مستعدا لان ادخل بيتي بنت زنا» لتعود مريم الى الشارع من جديد ولم تعرف مكانا غير المستشفى الذي ولدت فيه فعادت اليه من جديد بعد ان انقطعت بها السبل وهناك اشفقت عليها مجموعة من الممرضات اللاتي اخذنها الى صنعاء في محاولة ان تجد لها عملا هناك، وبالفعل سافرت معهن ولكن سرعان ما قررن التخلص منها وتركها في الشارع لتهيم على وجهها في الطرقات وبين البيوت وبسبب الجوع والعطش تصاب مريم بحالة اغماء على اثر غيبوبة سكر فينقلها احد المارة الى المستشفى لتمكث هناك لمدة شهرين حتى تقرر احدى المريضات ان تربيها مع اولادها الا ان أم المريضة رفضت رفضا قاطعا قائلة: مستحيل ان تربى مع اولادك لقيطة من الشارع».
سمعت مريم الحوار بين المريضة وامها فتعرضت لانهيار عصبي واخذت تصرخ بأعلى صوتها وتضرب رأسها بالجدار ما ادى الى اتصال المستشفى بالشرطة والتي بدورها اتصلت بي حيث كنت امينا عاما بالقطاع النسائي في جمعية الاصلاح الاجتماعي، وقص المسؤول علي الحكاية ورددت عليه اننا لا نستطيع استقبالها لان ليست لدينا دار لايواء اليتيمات، واوضحت له ان هذا المشروع هو حلم يراودنا، فقال لي نحن امام خيارين اما الشارع او السجن، ولذلك فكرنا في ان نضع مريم لدى اسرة احد حراس فروع الجمعية في منطقة الاصبحي، وحاولنا بقدر ما نستطيع ان نوفر لها المناخ الملائم، اخذت القصة كاملة ونشرتها في مجلة الشقائق التي كنت أرأس تحريرها بعنوان «حبيبتي مريم» وتفاعل معها المجتمع اليمني وتقدم لنا اكثر من كافل لمريم ودرسنا الحالات حتى وقع الاختيار على اسرة مميزة وظلت معهم لمدة عام ولكن مريم كانت بطبيعتها عنيدة جدا وكانت كلما ضايقها شيء اكلت الكثير من الحلوى وامتنعت عن اخذ علاج السكري الى ان جاء يوم ارتفعت نسبة السكري لديها وادخلت لغرفة العناية المركزة وفارقت الحياة وارتاحت من عنائها.
مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية
هي مؤسسة غير ربحية تأسست دار الرحمة في 23/10/2001 بهدف ايواء الفتيات اليتيمات وبلغ عدد الملتحقات 20 فتاة حتى عام 2003 وتطورت آلية العمل لتصبح مؤسسة الرحمة للتنمية الانسانية اولى المؤسسات التي تعنى بالفتيات بتصريح رقم (40) من وزارة الشؤون الاجتماعية في الجمهورية اليمنية بتاريخ 31/12/2003.
كان حلماً فأصبح واقعاً
لقد كان المشروع مجرد حلم تساوره عدة مخاوف ارتاب منه الكثيرون لعدة اسباب اهمها العادات والتقاليد التي تنظر الى الفتاة بنظرة دونية تؤدي الى حرمانها من ابسط حقوقها، وانعدام لغة الحوار مع بعض الاسر لحل بعض القضايا والعبء المادي الكبير الذي تتطلبه نفقات انشاء دور للايواء، الا ان تلك المخاوف جميعها تتضاءل امام ما نراه من معاناة في قصص العنف والقهر والحرمان ضد هذه الفئة، الكثير من القصص جعلتنا نتجاهل كل المخاوف التي تطرح علينا ونعود للأحلام التي تراودنا في إنشاء مؤسسة لرعاية اليتيمات.
التربية
تهتم المؤسسة بالناحية التربوية للايتام داخل السكن حيث توفر لهن الامهات البديلات القادرات على تقويمهن وتوجيههن سلوكيا الى جانب الاستعانة بمختصين في المجالات التربوية لحل المشكلات التي تواجههن، كما يتم الحاق الفتيات بالعملية التربوية، كما يتم تقديم خدمات محو الامية للمنقطعات منهن عن التعليم.
أهداف مؤسسة الرحمة
تمارس المؤسسة اعمالها في جميع مجالات الخدمات الاجتماعية والانسانية ودعم جهود الدول وخططها في تحقيق التكافل الاجتماعي والعمل على توفير جميع الامكانات المادية التي تحقق تلك الغاية وفي اطار خطة الدولة وسياستها العامة وتهدف بصفة عاجلة الى تحقيق مبدأ الطفولة الآمنة، وتقديم الرعاية الشاملة لليتيمات والايتام، والاسهام في التخفيف من نسبة الانحراف والبطالة وتأثيرها على المجتمع وايضا توعية افراد المجتمع بدورهم ومسؤوليتهم نحو الفئة المستهدفة وتوفير البنية التحتية والسعي للحصول على الهبات والاعانات المحلية والدولية لدعم المؤسسة وانشطتها الثقافية والصحية والتعليمية والتأهيلية ولتسيير الاعمال وفقا لاحكام القانون.