بقلم: سيد عبدالله سيد عبدالرحمن الرفاعي
من ضمن ما رواه الصحابي «فدفد بن خناقة البكري في قصة إسلامه، وإن شئت فارجع إليها في كتاب الاصابة في تمييز الصحابة لأبي حجر رحمه الله المجلد الرابع جزء 5 ص203 حرف الفاء».
يقول رضي الله عنه: «فمضيت لوجهي وفيما سمعت أصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عبد الأشهل يتحدث وقد أخبرهم عن كل ما تفق وقال سيطلع عليكم الآن فلا تهجوه وكنت لا أعرفه فقلت لصبي أين هو محمد القرشي الذي قدم عليكم فنظر إلي منكرها وقال ويلك ثكلتك أمك لولا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك ألا تقول أين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا صبي صغير من حبه وتقديره واحترامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم غضب وأراد أن يبطش بالسائل، حيث انه ذكر رسول الله باسمه.
فأكبرها في نفسه كيف يقول محمد القرشي ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره لما علم أنه غريب ونحن يُنال من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن آل بيته وأزواجه الطاهرات العفيفات ولا نحرك ساكنا ونقول حرية الأديان، بل لا نلتفت الى من يسيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحرك قلوبنا ومشاعرنا ونخوض مع الخائضين، بل البعض يتشدق ويقول هذه بلاد النور والحرية، بل هي بلاد الظلام والفجور وآخر يقول حرية التعبير بل قلة الأدب والحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول لهؤلاء وأولئك هل ترضى بأن يتعدى أحد عليك باسم حرية التعبير ويسيء الى أمك أو أبيك، فكيف وأنت مسلم وإسلامك بفضل هذا النبي الرؤوف الرحيم ترضى أن يساء اليه من زمرة حاقدة على الاسلام والمسلمين، فكيف تدعي الاسلام إن لم يكن الله ورسوله أحب إليك من نفسك وولدك وأمك وأبيك.
إن ما يدمي القلب أن هذا الحدث العظيم وهو الإساءة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والجميع صامت لا يحرك ساكنا دفاعا عن رسولهم وقدوتهم والرحمة المهداة من رب الأرض والسماء فلا وسائل الإعلام بجميع طرقها تكلمت ونشرت ولا حتى شجب أو تنديد كالعادة ولا الاقلام خطت ولا المنابر تحركت أو اهتزت، بل ان البعض أخذ يدافع عن المجرمين ويخلق لهم الأعذار.
إنه كان المفروض أن يشعر بهذا الصغير قبل الكبير، وأن تتحرك الدول بمسؤوليها واستدعاء سفير هذه الدولة المسيئة وإبلاغه استنكارا شديد اللهجة وإعلامه ان الاساءة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هي إساءة الى جميع المسلمين وأن تتخذ هذه الدولة إجراءاتها تجاه هذه الصحيفة المجرمة بحق المسلمين والاعتذار رسميا مما حدث وعدم العودة لمثله، أما على المستوى الشعبي فيجب على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية شن حملة كبيرة تبين مدى حب المسلمين لنبيهم وانهم جميعا فداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحتى يعلم الجميع مقدار حب وتقدير واعتزاز المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجب على المسلمين في هذا البلد أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد هذه الاساءات وليتصدوا لها، وإني لأعجب من أناس يصرخون ويهتفون دفاعا عن دستور كتبه أناس مثلهم معرضون للخطأ أكثر من الصواب ويصرخون بأعلى أصواتهم (إلا الدستور) وكأنهم يقولون ليحدث ما يحدث إلا الدستور لا تمسوه فأين هم الآن مما يسمى بساحة الإرادة لم لا يتجمعون؟ لم لا يهتفون ضد هذه الإساءات التي يتعرض لها الاسلام والمسلمون وذلك بالاساءة الى نبيهم؟.
ان رسول الله ليس بحاجة إليكم وإلى نصركم فقد نصره الله ولكن هذه ابتلاءات واختبارات لتبين الغث من السمين ولتمحص ما في قلوبكم، إن هذا النبي الكريم الذي لم يجمع مالا ولا يبتغ سلطانا والذي لم يتعلق بجاه الدنيا أو مطامع الحياة، قد آتاه ربه من الدرجات المعنوية الرفيعة ما تتطامن أمام روعته الملوك والأمراء والسلاطين فجعله خاتم النبيين وإمام المرسلين ورحمة الله للعالمين ووصفه بأنه رؤوف رحيم وبأنه السراج المنير فما أجدر هذا النبي الكريم بأن يكون المثل الأعلى لكل إنسان، وأن يكون القدوة المثلى في كل زمان ومكان.
والله عز وجل قادر على الانتصار من الأعداء بدونكم.