السؤال: أوقفت جزءا من مكتبتي للمسجد، وبعد مرور سنة تقريبا بينما أتصفح الكتب في المسجد صادفت كتابا عزيزا علي ومن كتبي الخاصة ولم أكن أدري انه من ضمن الكتب التي أوقفتها، فهل يجوز لي ان استرده واشتري كتابا أو كتابين بدلا منه وأوقفهما للمكتبة علما ان الكتاب ليس موجودا في السوق؟
٭ الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: فإن كنت لا تدري ان هذا الكتاب من ضمن الكتب التي اخترتها للوقف وتيقنت من ذلك بحيث لو كنت تعلم ـ حال الوقف ـ بوجوده مع الكتب التي أوقفتها لاستثنيته، فإن هذا الكتاب لا يدخل في المال الموقوف، ولك ان تأخذه من المسجد، لأنه لا ينطبق عليه حكم الموقوف، والوقف هبة يشترط فيها قصد الواهب ورضاه.
اما اذا أوقفت جملة من الكتب دون تفصيل أو حصر أو انتقاء، وكان هذا الكتاب ضمن هذه الكتب الموقوفة كأن قلت أوقفت مكتبتي الفلانية مثلا وكان هذا الكتاب من ضمنها، فإنه لا يجوز الرجوع فيه، حتى وإن عز عليك هذا الكتاب لأن الوقف يقتضي ان تنتقل العين الموقوفة من ملك الواقف الى ملك الموقوف عليه أو ملك الله اذا كان الوقف عاما، والرجوع فيه يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه».
لكن يمكنك الانتفاع به كغيرك من الناس بما ينتفع به عادة كقراءته أو تصويره مثلا دون الرجوع فيه، والله أعلم.
القسم على الله
سؤال: هل يجوز القسم على الله عز وجل في أمور دنيوية مثل ان يقول الإنسان: «أقسمت عليك يا رب ان ترزقني ولدا»؟
٭ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين وبعد: فإن القسم على الله تعالى بهذه الصيغة المذكورة في السؤال وما شابهها يعتبر من باب الدعاء والإلحاح فيه، وهذا أمر مشروع لا بأس به، وهذا القسم يأتي نتيجة ثقة المقسم بربه، وعظم رجائه فيه، وهو أمر جائز.
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رب أشعث، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره»، صحيح مسلم.
والمعنى: لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وهذا لعظم منزلته عند الله وان كان حقيرا عند الناس.
ولا فرق بين ان يقسم الإنسان في أمور الآخرة أو أمور الدنيا فكلاهما مشروع في الدعاء وان كان تقديم أمر الآخرة أولى في الدعاء من أمور الدنيا، والله أعلم.
الجهر بالقراءة
السؤال: هل يجوز الجهر بالقراءة في سنن الرواتب وقيام الليل؟
٭ الحمد لله رب العالمين، وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: فالجهر والإسرار في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة سنة عند جمهور العلماء عدا الحنفية فقد أوجبوا الجهر في موضعه من صلاة الليل والإسرار في موضعه من صلاة النهار.
اما الجهر والإسرار في السنن والرواتب فالمختار ان يسر المصلي اذا كانت السنن الرواتب في النهار تبعا لفرائضها، وان كانت الرواتب ليلا فيخير المصلي بين الجهر والإسرار حسبما يقتضيه حاله وحال من بجواره. هذا القول الذي نراه والعلم عند الله.
وفي رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي: وكذلك يستحب في نوافل الليل الإجهار وفي نوافل النهار الإسرار، وان جهر في النهار في تنفله فواسع.
وجاء في مطالب أولي النهى: «و» كره (لكل مصل) جهر بقراءة «نهارا في نفل» غير كسوف، واستسقاء «ويخير منفرد» في جهر بقراءة، واخفات في جهرية.
«وفي» قراءة صلاة «نفل» ليلا «يراعي المصلحة» فإن كان بحضرته أو قريبا منه، من يتأذى بجهره، أسر وان كان من ينتفع بجهره، جهر.
وضع الحناء أثناء الصيام
هل يجوز أن أضع الحناء على شعري وأنا صائمة؟
٭ الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد: نعم يجوز أن تضع المرأة الحناء على رأسها وهي صائمة، ولا يعد هذ العمل من مفطرات الصيام ولا علاقة له بذلك، حتى وإن وجدت المرأة نكهة الحناء في حلقها كما تقول بعض النساء، والله أعلم.